منتديات النصر للثانوي التاهيلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات النصر للثانوي التاهيلي

الـــمـــواضـــيـــع التــــربــــويــــة و الثقافية و الإجــتــمــاعــيــة
 
الرئيسية البوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
صفحتنا على الفيس بوك.

المواضيع الأخيرة
» حصريا عرض Power Point سقوط لاٍمبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي
الـــلـــــــغـــــــة Emptyالسبت 02 يناير 2016, 15:50 من طرف afla

» حصريا عرض Power Point فرنسا : قوة فلاحية وصناعية كبرى في الاتحاد الأوربي
الـــلـــــــغـــــــة Emptyالسبت 21 مارس 2015, 08:31 من طرف youssri

» كيف تنظم وقتك و تتهيئ جيدا ليوم الامتحان
الـــلـــــــغـــــــة Emptyالثلاثاء 03 مارس 2015, 01:44 من طرف youssri

»  حصريا عرض Power Point الولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية عظمى
الـــلـــــــغـــــــة Emptyالأحد 22 فبراير 2015, 03:15 من طرف youssri

» طريقة التحميل من الموقع
الـــلـــــــغـــــــة Emptyالأحد 22 فبراير 2015, 03:05 من طرف youssri

»  خرييطةالفلاحة بالولايات المتحدة الأمريكية حصريا عرض Power Point
الـــلـــــــغـــــــة Emptyالأحد 22 فبراير 2015, 02:53 من طرف youssri

» حصريا عرض Power Point خريطة تننظيم اللمجال الصناعي بالولايات المتحدة.
الـــلـــــــغـــــــة Emptyالأحد 22 فبراير 2015, 02:50 من طرف youssri

» الغاز جميلة جدا
الـــلـــــــغـــــــة Emptyالجمعة 20 فبراير 2015, 09:45 من طرف badr__twayba

» طريقة التحميل من الموقع
الـــلـــــــغـــــــة Emptyالأربعاء 11 فبراير 2015, 10:39 من طرف youssri


القرآن الكريم

حالة الطقس

القنوات الفضائيه

الموسيقى

مكتبة الصور

 الصحف و المجلات المغربية

اخبار الجزيرة

التلفزة المدرسية

قاموس فرنسي

قاموس انجليزي

ترجمة

CONJUGAISON

المدونة

المفاتيح العربيّة


20اداعة مغربية


إتصل بنا
فوتوشوب
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 8000 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Elias فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 11066 مساهمة في هذا المنتدى في 4557 موضوع
اعلام و عدد الزوار
الـــلـــــــغـــــــة Labels=0
حالةالطقس
المواضيع الأكثر نشاطاً
نتــائج الباكالوريا الوطنية و الجهوية 2011
قصائد محمود درويش :متجدد 1
نزار قباني..-متجدد-
نتــائج الباكالوريا الوطنية و الجهوية 2010
رمضان كريم - كل عام وانتم بخير
أضف إلى معلوماتك - 2
موسوعة 1000 سؤال وجواب في الثقافة الاسلامية
أحمد مطر ..-متجدد-
كيف تعرف انك واقع في حالة حب ؟
الى كل البنا ت
المواضيع الأكثر شعبية
le chevalier double: les personnages, évenements, et resumé
LE DERNIER JOUR D'UN CONDAMNÉ
نتــائج الباكالوريا الوطنية و الجهوية 2011
Résumé du Père Goriot
فرض 1 و2في مادة الاجتماعيات - للسنة الأولى باك
مطوية التحسيس بأخطار الامراض المنقولة جنسيا
Fiche de lecture :Le Chevalier double
تحميل دروس اللغة الانجليزية السنة الثانية بكالوريا
منهجية كتابة إنشاء فلسفي في الامتحان الوطني
ملف مركز حول **الوضع الدولي لطنجة في عهد الحماية*
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
youssri
الـــلـــــــغـــــــة Bar_rightالـــلـــــــغـــــــة Barالـــلـــــــغـــــــة Bar_left 
أميرة الظلام
الـــلـــــــغـــــــة Bar_rightالـــلـــــــغـــــــة Barالـــلـــــــغـــــــة Bar_left 
Arôme
الـــلـــــــغـــــــة Bar_rightالـــلـــــــغـــــــة Barالـــلـــــــغـــــــة Bar_left 
ilham
الـــلـــــــغـــــــة Bar_rightالـــلـــــــغـــــــة Barالـــلـــــــغـــــــة Bar_left 
nicole
الـــلـــــــغـــــــة Bar_rightالـــلـــــــغـــــــة Barالـــلـــــــغـــــــة Bar_left 
عاشقة للجنة
الـــلـــــــغـــــــة Bar_rightالـــلـــــــغـــــــة Barالـــلـــــــغـــــــة Bar_left 
amona
الـــلـــــــغـــــــة Bar_rightالـــلـــــــغـــــــة Barالـــلـــــــغـــــــة Bar_left 
اميمة
الـــلـــــــغـــــــة Bar_rightالـــلـــــــغـــــــة Barالـــلـــــــغـــــــة Bar_left 
mirna
الـــلـــــــغـــــــة Bar_rightالـــلـــــــغـــــــة Barالـــلـــــــغـــــــة Bar_left 
farah
الـــلـــــــغـــــــة Bar_rightالـــلـــــــغـــــــة Barالـــلـــــــغـــــــة Bar_left 
صفحتنا على الفيس بوك.

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات البرادية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات النصر للثانوي التاهيلي على موقع حفض الصفحات

 

 الـــلـــــــغـــــــة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
the saw
3
3
the saw



الـــلـــــــغـــــــة Empty
مُساهمةموضوع: الـــلـــــــغـــــــة   الـــلـــــــغـــــــة Emptyالأربعاء 01 يونيو 2011, 13:23

تقديم:

كلمة لغة مشتقةّّّّّّّ، في اللغة العربية، من اللغا أو اللغو ويعني الكلام الفارغ غير المفيد، كما تعني مجموعة من الأصوات التي يعبر بها أفراد مجتمع معين عن حاجاتهم وأغراضهم. كما أن كلمة langage الفرنسية مشتقة من الكلمة اللاتينية lingua التي تفيد الكلام واللسان. ويتبين من هذا أن الدلالة المعجمية لكلمة "لغة" تجعلها ترتبط بالكلام.

والملاحظة المباشرة تؤكد أن الكلام فعل صوتي فردي يتم ويتلاشى في الزمان، بينما تظل اللغة مجموعة من الكلمات والأصوات والقواعد الثابتة، التي من خلالها يتحقق فعل الكلام، وبالتالي هي التي تمكن مجتمعا من التواصل وإنتاج المعرفة، ويتأكد في الوقت نفسه أن عملية التواصل يمكنها أن تتم بطرق أخرى غير الكلام : كالحركات، والإيماءات الجسدية، والعلامات، والرموز. إن اللغة ـ إذن ـ ظاهرة يمكنها أن تتخذ صورا صوتية فردية، أو صورا كونية، يمكن بواسطتها أن يتفاهم سائر أفراد المجتمعات.

كما أنها ظاهرة معقدة يمكن أن تكون موضوع دراسات متعددة في آن واحد (كالفسيولوجيا، والسوسيولوجيا، والأنثروبولوجيا، والسيكولوجيا، واللسانيات …الخ). فاللغة ظاهرة إنسانية/اجتماعية قابلة لأن تدرس من عدة زوايا بناء على طابعها المتنوع، فقد تدرس اللغة –اختصارا- من ستة زوايا كما يلي:

1) الزاوية اللسانية (Linguistique): وهي تستهدف تشريح اللغة على أربع مستويات: أولها المستوى الفونولوجي (Phonologique) ويقصد تحديد الوحدات الصوتية (الفونيمات Phonèmes) والأنساق الفونولوجية الخاصة بكل لغة على حدة. وثانيها المستوى الدلاليSémantique)) ويقصد تحديد دلالة الكلمات ومعاني الألفاظ (المورفيمات Morphèmes) التي تتركب منها الجمل داخل لغة ما. وثالثها المستوى التركيبي (Syntactique أو Syntaxique) ويهدف إلى ضبط القوانين والقواعد النحوية والصرفية الإعرابية التي تحكم تركيب الجملة في لغة معينة. ورابعها المستوى التداولي (Pragmatique) وهو يهتم بوظائف اللغة داخل العملية التواصلية وكيفية تداولها داخل الجماعة/المجتمع.

2) الزاوية الفيزيائية (Physique): وهي تهتم بدراسة الذبذبات أو الموجات الصوتية (Ondes Sonores) المنبعثة من المرسل إلى المرسل إليه، أي دراسة اللغة كفعل مادي خارجي محسوس قابل للملاحظة والتجريب والقياس والتكميم.

3) الزاوية الفيزيولوجية (Physiologique): وهي تدرس الأحداث الفيزيولوجية التي تطرأ على أعضاء التصويت (Organes de phonation) عند المتكلم وأعضاء الاستماع (Organes d'Audition) عند المستمع على اعتبار أنه ليس للغة أعضاء خاصة في جسم الإنسان تؤدي وظيفتها بل هي تستعير من الجسم أعضاء بواسطتها تلقي الرسالة أو تتلقاها. ومن بين أعضاء التصويت/الإرسال نجد التجويف الفمي والأسنان والشفاه والقصبة الهوائية والحبال الصوتية والرئتين… ومن بين أعضاء الاستماع/ الاستقبال نجد الأذنين الداخلية والخارجية والطبلة والألياف العصبية…أضف إلى ذلك المنطقة الخاصة بالسمع على مستوى الدماغ.

4) الزاوية السوسيولوجية (Sociologique) : وهي تهتم بوظائف اللغة داخل المجتمع على اعتبار أنها أساس التواصل الاجتماعي وأنها ظاهرة ومؤسسة اجتماعية/جماعية/ مجتمعية، فلا مجتمع دون لغة كما أنه لا لغة دون مجتمع وبالتالي لا مجتمع دون تواصل كما ترى جوليا كريستيفا .

5) الزاوية السيكولوجية (Psychologique) : وهنا ينصب الاهتمام على مختلف العمليات التي تطرأ داخل الدماغ البشري من قبيل: كيفية اكتساب اللغة، وكيفية الترابط الذي يتم داخل الذهن البشري بين الكلمة ومضمونها أو بين الدال والمدلول، وكيفية تكون الذات المتكلمة، وكيفية إنتاج الدلالة المبلغة (الرسالة) و كيفية فك رموزها…الخ.

6) الزاوية الفلسفية (Philosophique) : وهي تلامس كل ما سبق ذكره بنظره نقدية –تقويمية- تقييمية.

هكذا تبرز التساؤلات الأساسية حول اللغة:

· كيف يمكن حصر الظاهرة اللغوية في الإنسان؟ ما الذي يجعله كائنا مفكرا ورامزا؟

· ما علاقة اللغة بالفكر؟ هل يمكن التفكير بدون كلمات؟

· هل اللغة منظومة قواعد ومبادئ تعمل باستقلال عن مؤسسات المجتمع وقيمه، أم أنها تحمل سلطة محايثة لها؟



اللغة خاصية إنسانية

هل اللغة خاصية إنسانية؟ كيف نفسر وجود اللغة عند الإنسان دون غيره؟ ثم ألا يمكن الحديث عن لغة لدى الحيوان؟ وأخيرا ما هي مميزات التواصل الإنساني بواسطة اللغة بالمقارنة مع التواصل الحيواني؟

ينطلق ديكارت من قناعة مفادها أن الإنسان وحده الكائن الناطق أو بالأصح الكائن الرمزي (Symbolique) الذي يستخدم اللغة المنطوقة/المكتوبة/الحركية للتعبير عن أغراضه ومشاعره وأفكاره… وأساس حضور اللغة (بمفهومها هذا) عند الإنسان هو وجود الفكر لديه ، كما أن علة غيابها عند الحيوان هي افتقاره إلى الفكر. ودليل ديكارت على هذا هو أن الإنسان مهما بلغ به النقص يستطيع استخدام العلامات للتعبير عن أفكاره (كالصم البكم الذين يخترعون علامات وحركات لهذا الغرض) ، في حين أن الحيوان مهما بلغ من الكمال لا يستطيع استعمال اللغة (فنطق الببغاء مثلا ليس لغة لأنه مجرد تعبير عن انفعال إشراطي) . وبهذا تكون عبارة : "الإنسان حيوان عاقل" مرادفة لعبارة "الإنسان حيوان ناطق" ، إذ أن العقل/ الفكر أساس النطق/ اللغة . فلا لغة دون فكر أو كما قالت العرب «اللغة دالة الفكر».

إن ما يدعى لغة حيوانية لا يعدو أن يكون حركات طبيعية لا تمثل في نهاية المطاف سوى ردود أفعال غريزية أو قابلة للبرمجة عن طريق الترويض ومن ثم قابلة للتوقع أو أنها استجابات آلية لمثيرات ودوافع. بدليل أن أكمل الحيوانات خلقة وأكثرها ذكاءا وأقدرها على إصدار أصوات كالببغاء لا تنطق نطقا يشهد أنها تعي ما تقول، ويظل "أداؤها اللغوي" دون مستوى أداء أغبى الأطفال أو مستوى الصم والبكم الذين حرموا أعضاء النطق لكنهم قادرون مع ذلك على ابتكار علامات يجعلون بها أفكارهم مفهومة. إن اللغة إذن وظيفة التعبير عن الفكر ودلالة على الوعي الذين ينفرد بهما الإنسان من منطلق كونه مركبا من جوهرين: الجسد وخاصيته الامتداد ثم النفس وخاصيتها التفكير. أما الحيوان فلا يملك غير الحركات الطبيعية أو الإنفعالات.

لقد أبان ديكارت أنه يمكن اعتبار الأصوات التي تصدر عن الحيوان مجرد استجابات انفعالية لمؤثرات مرتبطة باللذة أو الألم. فالصوت المشروط باللذة أو الألم لا يمكن اعتباره إلا فعلا منعكسا شرطيا وليس تواصلا. إن اللغة ليست ظاهرة فسيولوجية، لذا يمكن القول بأن الحيوان لا يملك عقلا، ومن ثمة فهو غير قادر على استعمال اللغة.

أما إميل بنفنيست، فيستند على نتائج علم الحيوانات (Zoologie) من جهة والسيميولوجيا (Sémiologie) من جهة ثانية ليقر بأن الحيوانات كذلك تتواصل إلا أنها لا ترقى إلى نفس مستوى التواصل اللغوي عند الإنسان. فبالاعتماد على بعض التجارب التي أجريت على النحل، بين بنفينست أن النحلة تستطيع التواصل في إطار شروط فزيائية معينة، إلا أن هذا "التواصل" هو عبارة عن رقصات لا تستدعي الحوار: فلا يمكن لنحلة أن تعيد إنتاج رسالة نحلة أخرى (غياب الإرسال المجدد)، وموضوع الرسالة مرتبط دائما بشروط موضوعية ينحصر في مكان وجود الغذاء، لأن لغة الحيوان لغة نمطية، ومرتبطة باستمرار بدوافع غريزية. لذا لا يمكن أن نجد خلافا بين رسالة نحلة وأخرى، إلا فيما يخص متغيرات مرتبطة بالمكان. وأخيرا فإن لغة النحل لا تقبل التحليل (التفكيك) إلى عناصر وأجزاء صغرى نظرا لمحدودية مكوناتها. إن لغة النحل هذه لا تعبر فعلا ولا يمكنها أن تعبر سوى عن عدد محدود من المضامين بسبب محدودية عدد التأليفات والتنويعات الممكنة التي تقبلها لغة الرقصات، كما أنها لا تسمح بقيام حوار إذ تظل الرسالة في اتجاه وحيد دون استجابة لغوية من المتلقي، ودون إمكانية نقلها إلى طرف ثالث، كما تشترط الحضور الفعلي للموضوع الخارجي المشار إليه. وهذه القيود كلها تنفلت منها اللغة الإنسانية.

الجدول أدناه يبين الاختلاف بين التواصل الإنساني والتواصل الحيواني، حسب بنفينست:

التواصل الإنساني


التواصل الحيواني

· صوتي أو رمزي في معظمه

· مكتسب

· قائم على الفكر والتفكير

· بديل عن الواقع/المرجع

· متعدد المواضيع/المضامين

· متطور/ديناميكي


· غير صوتي (حركي أو إفراز بيوكيماوي) في معظمه

· فطري/غريزي

· قائم على الانفعال

· لا يغني من العودة إلى الواقع/المرجع

· وحيد الموضوع/ المضمون (الأكل/ الشرب/الجنس/الخطر)

· غير متطور/ستاتيكي

إن اللغة الإنسانية تسمح بالتأليف والتركيب بين عناصر متنوعة (الحروف، الكلمات، الجمل، الفقرات، السياقات...)، إذا تمفصلت فيما بينها يمكن أن تكون لها دلالات متعددة ولا متناهية بالاعتماد على عدد متناهب من الحروف والكلمات. ولعل هذه الخاصية هي التي تميز اللغة الإنسانية عن غيرها من أنظمة التواصل لدى الحيوان. فكيف يمكن لأصوات (حروف الأبجدية مثلا) وكلمات (مفردات القاموس) متناهية العدد أن تعبر عما لانهاية له من المضامين؟ يعود ذلك إلى خاصية التمفصل المزدوج التي كشف عنها أندري مارتيني. وتتلخص في نوعيت من التمفصل (Articulation) :

· التمفصل الأول: وهو عبارة عن تمفصل اللغة في شكل وحدات صوتية قادرة على التعبير عن خبرة معينة، فهذا النوع من التمفصل هو الذي بوسعه أن يقضي على فردانية الخبرة بتحويلها إلى خبرة لسانية جماعية. وميزة هذا التمفصل أنه اقتصاد لساني: فمن خلال وحدات صوتية محدودة، نستطيع أن نعبر عن تجارب متنوعة، مادامت الوحدات الصوتية تستطيع أن تدخل في سياقات أخرى جديدة، كما أنه اقتصاد سيكولوجي، لأنه يجنب الذاكرة البشرية الاضطرار إلى حفظ وحدات صوتية كثيرة، قد يصل عددها إلى عدد إلى عدد التجارب.(أصغر ما يمكن أن نطلق عليه اسم التفصل الأول هو الجملة).

· التمفصل الثاني: وهو عبارة عن تمفصل فونيمات (فارغة من المعنى) في وحدات صوتية من التمفصل الأول؛ وهكذا يكون التمفصل الثاني أساس الأول، وميزته أنه يمثل اقتصادا لسانيا : فبواسطة فونيمات محدودة نستطيع إنشاء مورفيمات ومونيمات ودلائل متنوعة تستطيع بدورها أن تدخل في سياقات عديدة من التمفصل الأول. وميزته، كذلك، أنه يشكل اقتصادا فسيولوجيا : فبدونه، سيكون الإنسان مضطرا إلى ابتكار عدد كبير من الأصوات التي قد لا تطابق قدراته الفسيولوجية. من هذا نستنتج، أن النسق اللغوي ليس نسقا لانهائيا إلا من حيث تأليفاته؛ أما من حيث جذوره فإنه يعتبر محدودا. هكذا يستطيع الإنسان أن يعبر عن خبراته المتنوعة د ونما حاجة إلى خلق وحدات صوتية مطابقة لكل الأشياء والأحداث.(لفهم التمفصل الثاني يكفي أن نأخذ كمثل على ذلك الحروف الأبجدية فهي بضع حروف فرغة من المعنى لكن نستطيع أن نصنع بها آلاف الكلمات).

ليست اللغة خاصية إنسانية فحسب بل هي علامة مميزة للوجود الإنساني. وقد ذهب إرنست كاسيرر إلى حد القول بأن اللغة والإبداعات الرمزية عامة قد خلقت عالما رمزيا متوسطا بين الإنسان والعالم المادي بحيث أصبح إدراك العالم الواقعي مستحيلا بغير التحويلات التي يخضعه لها العالم الرمزي. ومن هنا وصف الإنسان بكونه "حيوانا رامزا". فالإنسان يعي العالم عبر شبكة من الرموز اللامتناهية: فكل ما يعرفه الإنسان عن الواقع هو مقادير ومعايير ودوال... أي رموز أو شبكة رمزية. وكلما أغرق الإنسان في هذه الشبكة الرمزية تراجع الواقع إلى الخلف، والعكس صحيح حسب كاسيرر.

لم يعد الإنسان عند كاسيرر مجرد حيوان ناطق بل أصبح حيوانا خالقا للرموز، وأصبحت صفته هذه هي الدليل الوحيد على إنسانيته. وعلى هذا الأساس يرى كاسيرر أنه بدلا من أن نعرف الإنسان باعتباره حيوانا عاقلا، فإن علينا أن نعرفه باعتباره حيوانا رامزا. فالإنسان لا يعيش في عالم واقعي وإنما في عالم رمزي مكون من اللغة والدين والفن والأسطورة. وبالتالي فإن دراسة الإنسان تصبح قائمة على أساس دراسة هذه الرموز.

اللغة والفكر

يستطيع الإنسان بواسطة اللغة أن يتمثل الواقع في الذهن دونما حاجة للتقيد به، ويستطيع استحضاره في صورته وشكله الماديين والتفكير فيه دونما حاجة لاسترجاعه... وهذا ما يحيل إلى طبيعة العلاقة الموجودة بين اللغة والفكر: هل هي علاقة تبعية وتلازم؟ أم علاقة انفصال وقطيعة؟

إن الوقائع والملاحظات التي تدفع للاستنتاج بأن الفكر سابق ومستقل عن اللغة متعددة. فهناك من جهة تعدد الأنظمة الدالة بتعدد الألسن بل وتعدد أنساق العلامات التي يستخدمها الفرد الواحد للتعبير عن نفس الفكرة من حركات وإيماءات ورموز متنوعة مما يدفع إلى القول باستقلال الفكرة عن العبارة لإمكانية انفصال الفكرة عن علامة ما وارتباطها بأخرى: هناك إذن نوع من تعالي الفكر على أداته اللغوية، ومن جهة أخر يتبدى الفكر سابقا على اللغة عندما يبحث الإنسان طويلا عن كلمات مناسبة للتعبير عن فكرة ما. لهذه الأسباب يفترض الحس المشترك أننا نفكر أولا ثم نعبر ثانيا أي ننتقل بعد التفكير إلى إلباس أفكارنا بكلمات ملائمة.« L’homme pense sa parole avant de parler sa pensé » . وفي مثل هذه الحالة لن تكون الكلمات والجمل سوى أداة بعدية تساعد على إظهار منتوج عملية التفكير التي تتم قبل وبدون اللغة. وإذا كانت الكلمات والجمل ضرورية لتبليغ نتاج عملية التفكير للآخرين فإنها بالمقابل غير ضرورية لحدوث عملية التفكير ذاتها. هنا تحصل مقابلة أو معارضة الوظيفة المعرفية للفكر بالوظيفة التواصلية للغة.

يمكن أن نجد سندا لهذا الموقف عند ديكارت لا سيما في ثنائية النفس/الجسم: فالفكر لامادي مرتبط بالنفس بل هو طبيعتها المميزة لها، أما اللغة فتنتمي للجسم بسبب طبيعتها المادية (الأصوات، الكتابة...) ومن غير الممكن تصور علاقة اتصال بين هاتين الطبيعتين المتمايزتين، إلا أن تكون اللغة مجرد أداة أو وسيلة للتعبير عن الفكر القائم بذاته. لهذا ينعت مثل هذا التصور بالتصور الأداتي للغة. فإلى أي حد يصمد هذا التصور أمام النقد وإلى أي حد يعبر فعلا عن حقيقة العلاقة بين اللغة والفكر؟

توقف ميرلوبونتي عند هذه العلاقة الإشكالية بين اللغة والفكر مستخدما المنهج الفينومينولوجي المعتمد على وصف المعطيات المباشرة للوعي قبل تدخل النشاط الإدراكي التنظيمي للعقل، ليبين المآزق النظرية للتصور الأداتي الذي يعتبر اللغة والفكر كيانين متمايزين في حين أنهما سيرورتان متزامنتان. لا ينبغي على مستوى التعبير وصف اللغة بكونها علامة أو لباسا للفكر لما يفيده ذلك من اعتباطية العلاقة وانفصالهما كما ينفصل الدخان عن النار رغم كونه علامة عليها، والأجدر وصف اللغة بجسد الفكر أو شعاره لأن كلا منهما محتوى في الآخر: فالمعنى يؤخذ من الكلام؛ أو كما تقول اللسانيات البنيوية مع كريستيفا مثلا، فالمعنى لا يوجد خارج شبكة التقابلات والاختلافات التي تجمع بين الكلمات المنتمية لنسق لساني ما. بل إن الكلام يملك قوة للدلالة خاصة به، بدليل أن المعاني الجديدة تظهر دائما بمناسبة اشتقاق ألفاظ أو تراكيب أو تعابير جديدة كما يفعل الأدباء. إن فاعلية الإنسان الذهنية والمعرفية تتعامل مع الكلمات أكثر مما تتعامل مع الأفكار وإلا لماذا يتذكر الإنسان كلمات وجملا على نحو أيسر مما يتذكر أفكارا بل إن استدعاء هذه يتطلب أولا استدعاء تلك؟ وبعبارة أخرى فالكلام هو الوجود الخارجي للمعنى وحضور الفكر داخل العالم المحسوس مثلما أن الفكر هو التمظهر الداخلي للكلام، وليس التفكير الصامت كما يعتقد البعض، إنه بالأحرى ضجيج خافت من الكلمات. وهذا ما أكدته الدراسات العلمية الحديثة في مجال فيزيولوجيا الدماغ. لقد وجد أن الباحات المسؤولة عن الكلام تنشط (أي تصدر إشارات كهروميغناطيسية) حتى عندما يفكر المرء في صمت. هكذا ينتهي ميرلوبونتي إلى التوحيد بين اللغة والفكر باعتبارهما وجهان لنفس السيرورة المعرفية، رافضا التصورات الفلسفية القائمة على ثنائيات اللغة/الفكر أو الخارج/الداخل.

يؤكد ميرلوبونتي وحدة اللغة والفكر متسائلا: لماذا تكون الذات المفكرة نفسها في حالة عدم معرفة بأفكارها مادامت لم تعبر عنها ولو لذاتها؟ وبالتالي فالفكرة التي تكتفي بأن توجد بذاتها خارج نسيج الكلمات ستسقط في اللاوعي بمجرد ماتظهر. ومن ثم فنزوع الفكر نحو التعبير ليس نزوعا بعديا، بل هو نزوع صميمي نحو الوجود والاكتمال.

ويرى دوسوسير بأن الفكر بمعزل عن الكلمات لا يعدو أن يكون سديما أو عماءا ضبابيا أي كتلة غير متميزة. لذلك يتعذر التمييز بين فكرتين أو معنيين كالاحترام والتقديس مثلا دون الاستعانة بالوحدات اللسانية المقابلة لهما. مما يسمح بالقول إن الفكر كتلة متصلة ممتدة لا يمكن أن نتبين منه شيئا ما لم يتجزأ وينقسم وفق الوحدات اللسانية أي الكلمات، فهناك إذن علاقة جدلية، الفكر واللغة فيها أشبه بوجهي ورقة النقد لا يمكن تمزيق وجه دون المساس بالآخر. ثم ماذا لو سألنا أنفسنا : مالفكر؟ إنه ما تنتجه فعالية التفكير؟ وماالتفكير؟ إنه من الوظائف العليا للدماغ وهو مفهوم يجمع سيرورات جزئية كثيرة: كالتذكر والتحليل والتركيب والمقارنة والترتيب والتجميع والتمييز والربط والفصل...إلخ. ومن البين أن هذه السيرورات والعمليات المجردة غير ممكنة بدون أدوات رمزية هي الوحدات اللسانية.

كل ماسلف يؤكد العلاقة الجدلية وعلاقة التزامن لا الأسبقية بين اللغة والفكر. وقد عبرت عن ذلك اللغة اليونانية بأن أطلقت لفظة اللوغوس Logos على اللغة والعقل معا. ولكن هل تجيز هذه الدلائل الإسراع بإعلان أن حدود الفكر هي حدود اللغة ؟ وأنه حيث تتوقف هذه يتوقف ذاك؟

ينبغي التروي، إذ توجد دلائل أخرى كثيرة على امتداد الفكر خارج دائرة اللغة وأبعد من حدودها: منها لجوء العلماء إلى اصطناع لغات رمزية للتعبير عن العلاقات أو الوقائع التي يكتشفونها، ومنها تجاربنا الوجدانية التي تبلغ أحيانا من الخصوصية والحدة درجة يستحيل معها كل تعبير لغوي ، فيما يمدنا المتصوفة بدليل آخر من تجاربهم الروحية: فما يعيشونه من أحوال وما تحصل لهم من مشاهدات وما يبلغونه من مراتب إيمانية يتجاوز بكثير كل الإمكانت التعبيرية للغة المتداولة من هنا لجوؤهم إلى الرمزيات أو إحجامهم عن التعبير. لقد رد هنري برغسون عجز اللغة هذا إلى منشئها نفسه: فهي أصلا أداة ابتكرها العقل المنطقي المنشغل بالتعامل مع المادة والاستفادة منها عن طريق تجزيئها وإخضاعها للقياس وتصنيفها ضمن مقولات عامة، طلبا للانتفاع والمردودية، ولا يمكن لمثل هذه الأداة أن تعبر عما هو وجداني خاص متصل غير قابل للتجزؤ وغير منطقي بالضرورة، عن تيار متدفق صفته أنه متصل كيفي أو "ديمومة". يقول برغسون: "كل منا يحب ويكره بطريقته الخاصة، وهذا الحب والكراهية يعكسان شخصيته بكاملها. إلا أن اللغة ترمز إلى هاتين الحالتين بنفس الكلمات لدى كل الناس، فلا تعبر من ثم سوى عن الجانب الموضوعي اللاشخصي في الحب والكراهية وآلاف العواطف الأخرى". إن الكلمات لا تأتي فقط غير متوافقة بل ومتأخرة أيضا، ففي ذروة الألم لا يملك الإنسان غير الصياح فقط، ولا يتكلم عن الألم ليصفه، أو ليصف ذكرياته ومخلفاته إلا بعد هدوئه أو زواله، لذا يقول ألفونس دوديه: "لنتساءل في البداية عن مدى قدرة الكلمات عن التعبير عن الألم الحقيقي، إنها تأتي دائما متأخرة بعد أن يكون كل شيء قد عاد إلى سابق أوانه. إن الكلمات لا تعبر سوى عن ذكريات فهي إذن كاذبة عاجزة".

اللغة ليست مجرد أداة للتعبير عن فكر جاهز ومكتمل. إن التفكير والتعبير سيرورتان متزامنتان ومظهران لنفس الوظيفة المعرفية المميزة للإنسان، دون أن يعني ذلك قدرة اللغة على استنفاذ غنى الفكر وإمكاناته المتعددة.



اللغة والسلطة

اللغة ظاهرة معقدة، مما جعلها تطال ميادين مختلفة ومتعددة كميدان السلطة والفكر والإيديولوجية والمنطق ... إلخ، ومع تطور الدراسات اللغوية الحديثة تأكد أن للغة ذاتها سلطة على النفوس والعقول وأنها تتضمن رؤية للعالم، وأن تحليل لغة السلطة يتعين أن يمر أولا عبر سلطة اللغة ذاتها، خاصة في مجتمعات مليئة بالكلمات والرموز والعلامات التي تداهم الفرد بواسطة وسائل الإعلام أو وسائل المعرفة المختلفة عبر أجهزة الإيديولوجيا والسلطة ذاتها.

لقد أصبح من المؤكد من خلال تصورات العديد من الفلاسفة أن هناك علاقة وطيدة بين اللغة والسلطة، حيث لا يمكن تصور لغة بدون سلطة أو سلطة بدون لغة، فإذا كانت اللغة فعل من أفعال السلطة حسب نيتشه على اعتبار أنها تبقى أداة في يد الأقوياء والمهيمنين للتصنيف بين القيم (الخير/الشر، النبيل/الحقير...)، فإنها مع ج.غسدورف تعمل على توجيه الإنسان ليندمج في التراتبية الاجتماعية، بحيث تفرض عليه الاستعمال الصحيح للكلمات داخل النظام الذي ينتمي إليه، وفي نفس الوقت تساعده على الخروج من ذاته والارتباط بالمحيط العائلي والانفتاح على العالم، فبسبب اللغة يضطر إلى التخلي عن حياته الداخلية والخاصة لمصلحة الوجود الاجتماعي الخارجي.

إن اللغة كذلك سلطة تشريعية وإلزامية قانونها اللسان، بفعل التكرار والاجترار الذي يطال الكلمات التي يتداولها الأفراد، إذ تحدد نطقنا وألفاظنا وتركيبنا اللغوي، لتصبح أداة للضغط ومعبرة عن الخطاب الإيديولوجي السائد في المجتمع. هكذا تكون اللغة في نظر رولان بارط تحت تأثير الطقوس والعادات وتحت ضغط الطابوهات وسيلة تخفي بها الذات المتكلمة ما تود قوله، أي أن الذات تتكلم في حدود ما يسمح به المجتمع. كما أن اللغة تحمل في ذاتها صيغة إلزامية تعمل على تأكيد وإثبات ما يجب أن ينطق به الفرد في إطار علاقته بين الأفراد في حدود ما تسمح به هي، ومن هنا لا تظهر قدرة الفرد الإبداعية إلا من خلال قدرته على الالتزام بقوانين النسق اللغوي وبهذا يصبح الإنسان عبدا للغة أكثر مما هو سيد لها.

وإذا كان دي سوسير يدرس موضوعة اللغة كموضوعة مستقلة، والفصل المطلق بين اللسانيات التي تقتصر على اللغة في باطنها وتلك التي تهتم بما هو خارج عنها، فإن بيير بورديو سيتوجه نحو دراسة اللغة في إطار مجالات استعمالها المتعددة والشروط الاجتماعية لاستخدام الكلمات.وحسب بورديو تبقى دراسة دي سوسير حبيسة البحث عن قوة الكلمات وسلطتها داخل الكلمات ذاتها، أي حيث لا وجود لتلك القوة ولا مكان لتلك السلطة. ليست سلطة الكلام إذن إلا السلطة الموكولة لمن فوض إليه أمر التكلم والنطق بلسان جهة معينة، أي أن اللغة تستمد سلطتها من الخارج وترمز إلى سلطة وتمثلها وتظهرها، فأي خطاب مرتبط بسلطة تتحدد بحدود التفويض الذي تسنده المؤسسة للشخص الذي ينتج ذلك الخطاب، فالأسلوب العلائقي اللغوي الذي تتميز به لغة القساوسة أو الأساتذة وجميع المؤسسات راجع بالأساس إلى المقام الذي يحتلونه في إطار سباق وتنافس هؤلاء الذين أسندت إليهم بعض السلطات. إن فحوى الخطاب وكيفية إلقائه في ذات الوقت يتوقفان على المقام الاجتماعي للمتكلم، ذلك المقام الذي يتحكم في مدى نصيبه من استعمال لغة المؤسسة واستخدام الكلام الرسمي المشروع، ومن ثمة فإن من فوض إليه أن يكون ناطقا باللسان، لا يؤثر عن طريق الكلمات ذاتها، بل يؤثر بالرأسمال الرمزي الذي وفرته الجماعة التي فوضت إليه الكلام ووكلت إليه أمر النطق باسمها وأسندت إليه السلطة. فالخطاب ينبغي أن يصدر عن الشخص الذي سمح له بأن يلقيه، أي عن هذا الذي عرف واعترف له بأنه أهل لأن ينتج فئة معينة من الخطابات وأنه كفء جدير بذلك (كالقس والأستاذ والشاعر...)، كما ينبغي أن يلقى في مقام مشروع أي أمام المتلقى الشرعي فلا يمكننا مثلا أن نلقي قصيدة سريالية أمام مجلس حكومي.

اللغة السلطوية ليست إلا الحد الأدنى للسان المشروع الذي لا يستمد سلطته من مجموع تغيرات النطق وكيفيات التلفظ التي تحدد النطق، ولا من تعقيد تراكيبه الصرفية وغناه اللفظي، أي من خصائص الخطاب ذاته، وإنما من الشروط الاجتماعية للإنتاج وإعادة إنتاج المعرفة بذلك اللسان المشروع والعمل على الاعتراف به داخل الطبقات الاجتماعية.



تقويم المكتسبات

الأسئلة:

1- ألا تعتقد أن بعض الحيوانات تمتلك قدرة عالية على التواصل مع الإنسان وفهم كلامه؟

2- هل تعتقد أن النمل والنحل يتواصل فيما بينه بواسطة "لغة"؟

3- هل هناك فكر من دون لغة؟

4- ما هي العلاقة التي تجمع بين الدال والمدلول؟

5- ما الفرق بين اللسان و الكلام؟

6- هل يمكن اختراع لغة؟

7- هل تعتبر الترجمة نقلا للفكر أم خيانة له؟

8- ما معنى سلطة اللغة؟

9- ألا يوجد تعدد لغوي ضمن اللغة الواحدة؟

10- متى تخون اللغة الفكر؟



القولات:

1- "الإنسان الذي يتحدث ثلاث لغات يسمى ثلاثي اللغات Trilingue ، والإنسان الذي يتحدث لغتين يسمى مزدوج اللغة Bilingue، والإنسان الذي يتحدث لغة واحدة يدعى أنجليزيا" ما رأيك؟

2- "أول أداة تعبر عن نبوغ شعب من الشعوب هي لغته". هل تتفق مع هذا القول؟

3- " الشخص الذي يتعلم لغة جديدة، يكتسب روحا جديدة". ما تعليقك؟

4- "أعظم جريمة هي قتل لغة أمة من الأمم بما تحمله من آمال و عطاء". حلل وناقش.

5- "اللغة الطبيعية المشتركة بين جميع البشر هي، بدون شك، لغة الأطفال قبل أن يتعلموا الكلام". ما رأيك؟

6- "ما يخفيه كلامي، يكشفه جسدي. فجسدي طفل عنيد، ولغتي رجل بالغ وعاقل ومتحضر" هل تتفق مع هذا القول؟

7- "اللغة تصنع الناس أكثر مما يصنعونها". ما رأيك؟

8- "كل رفض للغة هو موت في حد ذاته". ما تعقيبك؟

9- "ما يقنع الناس هو طبيعة الكلام و ليس لغة المتكلم". ما رأيك؟

10- "هناك تفاعل بين اللغة والفكر. فاللغة المنظمة تنعكس على تنظيم الفكر، والفكر المنظم يؤثم على تنظيم اللغة". إلى أي حد يصح هذا الكلام؟



النصوص:

1- "كثيرا ما يقال إن لغة الإنسان " ذات تمفصل " وقد يتعذر على من يقول بهذا أن يعرّف التمفصل تعريفا دقيقا. ولكن من غير شك أن هذه الكلمة توافق صفة تخص فعلا اللغات . إلا أنه يجدر بنا أن ندقق معنى هذا التمفصل للغة وأن نبين أنه يظهر في وجهتين مختلفتين : ذلك أن كل الوحدات التي تنجم من تمفصل أول هي فعلا متمفصلة بدورها إلى وحدات من نوع أخر.

إن التمفصل الأول للغة هو الذي تحال بمقتضاه كل حادثة تجربية نريد تبليغها، وكل حاجة نريد إحاطة الغير بها إلى سلسلة من الوحدات لكل منها صورة صوتية. ومعنى هذا إذا كنت أشعر بألم في رأسي فانه يمكنني التعبير عن ذلك بصرخات قد تكون لا إرادية وهذا من مشمولات الفيزيولوجيا وقد يكون مقدار الإرادة متفاوتا فيها وغايتها إعلام غيري بآلامي . ولكن هذا لا يكفيني لجعل هذا الإعلام تواصلا لغويا. فكل صرخة لا تقبل التحليل وتوافق المجموع للإحساس بالألم وهذا المجموع غير محلل . والأمر يصبح خلاف ذلك إذا نطقت هذه الجملة ( لي ألم في رأسي ) فهنا ليس لأي وحدة من الوحدات الست المتتالية : ( ل ، ي ،ألم ، في ، رأس ، ي ) توافق مع ما يختص به ألمي ، إذ يمكن لكل وحدة منها أن توجد في سياقات أخرى مختلفة كل الاختلاف مع هذا السياق لتبليغ حوادث تجربية أخرى كما لكلمة ( رأس ) في هذه الجملة " تحادثت مع الرأس " ( أي سيد القوم )، وهنا نلاحظ ما يحتوي عليه التمفصل الأول من اقتصاد. فقد يمكننا افتراض وجود نسق للتواصل تكون فيه لكل حالة معينة أو لكل حادثة تجربية توافقها صرخة خاصة ولكن يكفي أن نتصور الأصناف اللامتناهية لهذه الحالات ولهذه الحوادث التجربية، حتى نفهم أن هذا النسق إذا أريد منه القيام بنفس الخدمات التي تقوم بها لغاتنا، فمن الضروري أن يحتوي عددا من العلامات المتمايزة يكون ضخما إلى حد أن ذاكرة الإنسان تعجز عن ادخار هذه العلامات ، فبعض الألوف من الوحدات أمثال " رأس " " ألم " " لي " " في " تكون لها قابلية كبيرة للتأليفات تسمح لنا بتبليغ أشياء أكثر عددا مما تبلغه ملايين الصرخات العديمة التمفصل المختلفة.

إن كل وحدة من وحدات التمفصل الأول لها كما رأينا معنى وصورة صوتية. فلا يمكن أن تحلل إلى وحدات متتالية أصغر تكون ذات معنى. فالمجموع " رأس " يعني " رأس " ولا يمكن أن نعرف " ر" و" أ " و" س " معاني مختلفة قد يكون مجموعها ل " رأس " ولكن الصورة الصوتية قابلة للتحليل إلى وحدات متتالية حيث تساهم كل واحدة في تمييز كلمة " رأس " عن وحدات أخرى مثل " بأس " " رمس " "رأي " وهذا ما نسميه التمفصل الثاني للغة. ففي مثال " رأس " عدد الوحدات الثلاث ويمكن أن نرمز إليها بواسطة الأحرف ر، أ، س نضعها اصطلاحا بين خطين مائلين على هذا النحو/ رأس /. وهنا نلاحظ ما يحتوي عليه التمفصل الثاني من اقتصاد. فإذا كنا مضطرين أن نحدث لكل وحدة دلالية دنيا صوتا خاصا غير قابل للتحليل فعلينا أن نميز بين آلاف من الأصوات مما لا يتماشى مع مجالات النطق و حاسيته السمعية.

وبفضل التمفصل الثاني تقدر اللغات أن تكتفي ببعض العشرات من الأصوات المتمايزة والتي نؤلفها لنتحصل على وحدات التمفصل الأول فالوحدة " باب " مثلا تستعمل مرتين الوحدة الصوتية التي نرمز لها هكذا / ب / مع توسّط / أ / بين الباءين ." أندري مارتنيه، عناصر الألسنية العامة

بماذا تتميز لغة الإنسان عن تواصل الحيوانات؟

2- "وقصارى القول إننا لا نرى الأشياء ذاتها، بل نحن إنما نكتفي - في معظم الأحيان - بقراءة تلك البطاقات الملصقة عليها. وهذا الميل المتولد عن الحاجة قد تزايد شدة تحت تأثير اللغة. والسبب في ذلك هو أن الألفاظ ( فيما عدا أسماء الأعلام ) تدل على أجناس . ولما كان اللفظ لا يستبقي في الشيء إلا أعم وظيفة له وأكثر جوانبه ابتذالا، فان من شأنه حينما يتسلل بيننا وبين الشي ، أن يحجب صورته عن عيوننا، إذا لم تكن الصورة قد توارت من قبل خلف تلك الحاجات التي عملت على ظهور ذلك اللفظ نفسه . وليست الموضوعات الخارجية وحدها هي التي تختفي عنا، بل إن حالاتنا النفسية هي الأخرى لتفلت من طائلتنا بما فيها من طابع ذاتي شخصي حي أصيل . وحينما نشعر بمحبة أو كراهية أو حينما نحس في أعماق نفوسنا بأننا فرحون أو مكتئبون فهل تكون عاطفتنا ذاتها هي التي تصل إلى شعورنا بما فيها من دقائق صغيرة شاردة وأصداء عميقة باطنة، أعني بما يجعل منها شيئا ذاتيا على الإطلاق ؟.... الواقع أننا لا ندرك من عواطفنا سوى جانبها غير الشخصي ، أعني ذلك الجانب الذي استطاعت اللّغة أن تميزه مرّة واحدة وإلى الأبد ... إننا نحيا في منطقة متوسطة بين الأشياء وبيننا أو نحن نحيا خارجا عن الأشياء، وخارجا عن ذواتنا أيضا..."هنري برغسون، الضحك

متى تخون اللغة الفكر؟

3- "إن الرابط الذي يجمع بين الدال والمدلول رابط اعتباطي أو بعبارة أخرى، وبما أننا نعني بكلمة علامة المجموع الناتج عن الجمع بين الدّال والمدلول يمكننا أن نقول بصورة أبسط : إن العلامة اللسانية اعتباطية.

وهكذا فإن المفهوم " أخت " لا تربطه أية علاقة داخلية بتتابع الأصوات التالي : الهمزة ، الضمة والخاء والتاء والتنوين الذي يقوم له دالا، ومن الممكن أن تمثله أية مجموعة أخرى من الأصوات : ويؤكّد ذلك ما يوجد بين اللغات من فوارق في تسمية الأشياء بل و اختلاف اللغات نفسه . فللمدلول " ثور " دال ثور ( الثاء والفتحة والواو والراء والضمة والتنوين ) في العربية و ( بوف ) في الفرنسية و ( اوكس ) في الألمانية .

وقد استعمل بعضهم كلمة symbole أي رمز ويعني بها العلامة اللسانية أو بعبارة أدق ما سميّناه الدال. لكن فيه عيوبا تحول دون قبوله وترجع بالذات إلى مبدئنا الأول . فالرمز يتميز بكونه ليس دائما اعتباطيا تماما، فهو ليس خاويا، بل نجد فيه شيئا طفيفا من الربط بين الدال والمدلول : فلا يمكن أن نعوض الميزان رمز العدالة بما اتفق من الأشياء الأخرى كالعربة مثلا.

ثم إن كلمة اعتباطي تستوجب كذلك إبداء ملاحظة : فلا ينبغي أن يفهم منها أن الدال خاضع لمحض اختيار المتكلم إذ سنرى فيما يلي أنه ليس بوسع الفرد أن يلحق أي تغيير بعلامة قد اتفقت عليها مجموعة لسانية ما. إنما تعني أن الدال أمر غير مبرر أي أنه اعتباطي بالنسبة إلى المدلول وليس له أي رابط طبيعي موجود في الواقع ." فردينان دوسوسير، محاضرات في اللسانيات العامة

ما معنى العلاقة الاعتباطية؟

4- "تجد العلوم المجردة نفسها، يوما بعد يوم، في أمس الحاجة إلى أداة تعبير تمكنها، في الوقت ذاته، من تفادي أخطاء التفسير وتجنب أغاليط البرهان. هذه الأغاليط وتلك الأخطاء راجعة إلى عيوب اللغة وحاجتها إلى الكمال...

ذلك ان اللغة لا تحقق هنا شرطا أساسيا وهو وحدة المعنى. وأن أكثر الحالات خطرا هي تلك التي لا تكون فيها الفروق بين معاني اللفظ كبيرة جدا، وتكون فيه اختلافات المعنى ضعيفة من غير أن تتساوى. ذلك أن اللغة لا تخضع لقوعد منطقية بحيث تكفي مراعاة النحو لضمان الدقة الصورية للفكر...

ترجع العيوب التي أشرنا غليها إلى تحول اللغة وعدم استقرارها، اللذين هما الشرط الضروري لتطورها واغتنائها. يمكننا أن نقارن اللغة من هذه الزاوية بأيدينا، التي تتوفر على قدرة هائلة للقيام بمهام شديدة التنوع، والتي لا تكفينا بالرغم من ذلك. إننا لا نجد مفرا من صنع أيدي صناعية وأدوات من أجل تحقيق أهداف خاصة، تعجز أيدينا عن تحقيقها ... تشكو اللغة المتداولة من النقص ذاته: لذا فنحن إلى حاجة من العلامات، التي لا يشوبها لبس، والتي تحفظ صورتها المنطقية الصارمة مادتها وفحواها." فريجة، دفاتر فلسفية

هل تصلح اللغة المتداولة للاستعمالات العلمية؟

5- "إن الشيء " في ذاته" ( ستكون بالضبط هذه هي الحقيقة الخالصة دون نتائج ) حتى بالنسبة لمن يصنع اللسان يتعذر إدراكه و لا يستحق الجهود التي يتطلبها.

إن من يصنع اللسان يشير فقط إلى علاقات الأشياء بالبشر و يستعين للتعبير عنها بأكثر الاستعارات جرأة. تنقل أولا إثارة عصبية إلي صورة. وهذه أول استعارة ، الصورة من جديد تحولت إلى صوت متمفصل وهذه ثاني استعارة و في كل مرة هناك قفزة كاملة من دائرة إلى دائرة أخرى مغايرة كليا و جديدة.

... إننا نعتقد معرفة شيء ما بخصوص الأشياء ذاتها عندما نتحدث عن أشجار عن ألوان عن ثلج وعن أزهار بينما نحن لا نملك شيئا سوى استعارات عن الأشياء لا تتطابق مطلقا مع الكيانات الأصلية مثل الصوت كرسم على الرمل، إن مجهول ( س) " الشيء في ذاته " الغامض مأخوذ مرة كإشارة عصبية ثم كصورة وأخيرا كصوت متمفصل. وفي كل الحالات لا تنبثق ولادة اللغة منطقيا وكل المواد التي داخلها وبواسطتها يشتغل رجل الحقيقة، العالم والفيلسوف، و يبني لاحقا، إن لم تكن متأتية من التحليق في السحب ليست متأتية أيضا في كل الحالات من جوهر الأشياء." مقتطف من كتاب الفيلسوف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الـــلـــــــغـــــــة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات النصر للثانوي التاهيلي  :: قسم التربية والتعليم :: 

@ مــنــتــدى الأولى باك علوم @ :: الفلسفة

-
انتقل الى: