Arôme 1
| موضوع: حكم جميلة في أبيات شعرية ,,, الإثنين 11 مايو 2009, 10:38 | |
| حكم في شعر الامام الشافعي
لا شك بأن الامام الشافعي يملك موهبة شعرية جيدة, ولو أراد لكان من الشعراء المجلّين في عصره, ولكنه انصرف عن ذلك إلى السنة والفقه.. وترك الشعر لأنه لا يتناسب مع العلم, ويزري بالعالم. وهو القائل:
ولولا الشّعر بالعلماء يزري = لكنت اليوم أشعر من لبيد وأشجع في الورى من كلّ ليثٍ= وآل مهلّبٍ وبني يزيـد ولولا خشية الرّحمن ربّي = حسبت النّاس كلّهم عبيدي
ومع ذلك فقد ترك شعراً جيداً. قال: المبرد:" رحم الله الشافعي فإنه كان من أشعر الناس, وآداب الناس وأعرفهم بالقرآن". " وأكثر موضوعاته الشعرية تمليها عليه مناسبة عابرة , أو حكمة اجتماعية أو دينية , أو تجربة من تجاربه مع الناس والحياة, وأكثر شعره مما يصلح أن يتمثل به في كل ما قيل فيه". وسأختار لكم بعض شعر الإمام الشافعي : ربّ أشعث : ********
لما أشخص الشافعي إلى (سرّ من رأى) سامراء ...
دخلها وعليه أطمار رثة , وطال شعره , فتقدم إلى مزيّن فاستقذره لما رأى من رثاثته ..
فقال له: تمضي إلى غيري ... فاشتدّ على الشافعي , فالتفت إلى غلام كان معه
فقال: إيش معك من النفقة ؟ قال : عشرة دنانير , فقال : إدفعها إلى المزيّن ....
فدفعها الغلام إليه , فولّى الشافعي وهو يقول :
عـليّ ثيابٌ لو يباع جميعهـا = بفلسٍ لكان الفلس منهــنّ أكثـرا وفيهنّ نفس لو يقاس بمثلهــا = جميع الورى كانت أجلّ وأخطـرا فما ضرّ نصل السّيف أخلاق غمده = إذا كان غضباً حيث أنقذته برا فإن تكن الأيـّام أزرت ببذلتي = فكم من حسامٍ في غلافٍ تكسّـرا أنطقتهم الدراهم : *********** وأنطقت الدّراهم بعد صمتٍ = أناساً بعدما كانوا سكوتا فما عطفوا على أحدٍ بفضلٍ = ولا عرفوا لمكرمةٍ ثبوتا الأنس بالوحدة : ********** ليت الكلاب لنا كانت مجاورةً = وليتنا لا نرى ممّا نرى أحـــدا إنّ الكلاب لتهدأ في مواطنها = والنّاس ليس بهادٍ شرّهم أبـــدا فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها = تبقى سعيداً إذا ما كنت منفردا إضاعة العلم : ********* لما دخل الشّافعي على مصر , أتاه جلّة أصحاب مالك , وأقبلوا عليه , فابتدأ يخالف أصحاب مالك في مسائل , فتنكّروا له. فقال :
أأنثر درّاً وسط سارحة النّعم = وأنظم منثوراً لراعية الغنــم ؟ لعمري لئن ضُيّعت في شرّ بلدةٍ = فلست مضيّعٍ بينهم غرر الحكم فإن فرّج الله اللطيف بلطفه = وصادفت أهلاً للعلوم وللحكــم بثثت مفيداً واستفدت ودادهم = وإلا فمكنونٌ لديّ ومكتتـــم فمن منح الجهال علماً أضاعه = ومن منع المستوجبين فقد ظلم. الرضا بالقدر : ********* دع الأيام تفعل كما تشاء = وطب نفساً إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي = فما لحوادث الدّنيا بقاء وكن رجلاً على الأهوال جلداً = وشيمتك السّماحة والوفاء ورزقك ليس ينقصه التّأني = وليس يزيد في الرّزق العناء ومن نزلت بساحته المنايا = فلا أرض تقيه ولا سماء وأرض الله واسعةً ولكن = إذا نزل القضاء ضاق الفضاء دع الأيام تغدر كلّ حينٍ = فما يغني عن الموت الدّواء القناعة : ****** إذا ما كنت ذا قلبٍ قنوعٍ = فأنت ومالك الدّنيا سواء السّخاء : ******* وإن كثرت عيوبك في البرايا = وسرّك أن يكون لها غطاء تستّر بالسّخاء فكـلّ عيـبٍ = يغطّيه , كما قيل , السّخـاء ولا ترج السّماحة من بخيلٍ = فما في النّار للظمآن مـاء | |
|