صديق يرممك
... ينتشلك من ضياعك ويأتي بك إلى الحياة يمنحك
شهادة ميلاد جديدة وقلبا جديداً ودما جديداً وكأنك تولد مرة
أخرى
وصديق يهدمك
... يهدم بنيانك القوي ويكسر حصونك المنيعة يشعل
النيران في حياتك ويعيث الخراب في أعماقك ويدمر كل
الأشياء فيك
وصديق يخدعك
... يمارس دور الذئب في حياتك يبتسم في وجهك ويخفي
مخالبه عنك يثني عليك في حضورك ويأكل لحمك ميتاً إذا
غبت
وصديق يخذلك
يتعامل معك بسلبية يمارس دور المتفرج عليك يتجاهل
ضياعك ويسد أذنيه أمام صرخاتك
وحين يحتاجك يسعى إليك بشتى الطرق وحين تحتاجه
يتبخر كفقاعات الماء
صديق يخدرك
يسيطر عليك يحركك بإرادته يحصي عليك أنفاسك يتفنن
في تمزيقك فلا تشعر بطعناته ولا تصحو من غفوتك إلا بعد
فوات الأوان
وصديق يستغلك
يحولك إلى فريسة سهلة يجيد رسم ملامح البؤس على
وجهه يمد لك يده بلا حاجة ويتفنن في سرد الحكايات
الكاذبة عليك
يمنح نفسه دور البطولة في المعاناة ويرشحك لدور الغبي
بجدارة
وصديق يحسدك
... يمد عينيه إلى ما تملك ويتمنى زوال نعمتك ويحصي
عليك ضحكاتك ويسهر يعد أفراحك ويمتلئ قلبه بالحقد
كلما لقاك
ولا يتوقف عن المقارنة بينك وبينه فيحترق ويحرقك
بحسده
وصديق يقتلك
يبث سمومه فيك يقودك إلى مدن الضياع يجردك من
إنسانيتك ويزين لك الهاوية ويجردك إلى طريق الندم
ويقذف بك حيث لا عودة ولا رجوع
وصديق يسترك
يشعرك وجوده بالأمان يمد لك ذراعيه يفتح لك قلبه ويجوع
كي يطعمك ويظمأ كي يسقيك ويقتطع من نفسه كي
يغطيك