| قصائد محمود درويش :متجدد 1 | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ilham 1
| |
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 15:40 | |
| ريتا والبندقية [بين ريتا وعيوني.. بندقيهْ
والذي يعرف ريتا ، ينحني
ويصلي
لإلهٍ في العيون العسليّهْ!
.. وأنا قبّلت ريتا
عندما كانت صغيره
وأنا أذكر كيف التصقتْ
بي، وغطّت ساعدي أحلى ضفيره
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديره
آه .. ريتا
بيننا مليون عصفور وصوره
ومواعيد كثيره
أطلقتْ ناراً عليها.. بندقيّهْ
إسمُ ريتا كان عيداً في فمي
جسم ريتا كان عرساً في دمي
وأنا ضعت بريتا .. سنتينِ.
وهي نامت فوق زندي سنتين
وتعاهدنا على أجمل كأس ، واحترقنا
في نبيذ الشفتين
وولدنا مرتين!
آه .. ريتا
أي شيء ردّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفائتين
وغيوم عسليّهْ
قبل هذي البندقيهْ!
كان يا ما كان
يا صمت العشيّهْ
قمري هاجر في الصبح بعيداً
في العيون العسليّهْ
والمدينة
كنست كل المغنين ، وريتا
بين ريتا وعيوني . بندقيّ[/
المرجو التثبيت
عدل سابقا من قبل ilham في الإثنين 31 أغسطس 2009, 08:28 عدل 1 مرات | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 15:43 | |
| أحمد الزعتر
ليدين من حجر و زعتر
هذا النشيد .. لأحمد المنسيّ بين فراشتين
مضت الغيوم و شرّدتني
و رمت معاطفها الجبال و خبّأتني
.. نازلا من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل
البلاد و كانت السنة انفصال البحر عن مدن
الرماد و كنت وحدي
ثم وحدي ...
آه يا وحدي ؟ و أحمد
كان اغتراب البحر بين رصاصتين
مخيّما ينمو ، و ينجب زعنرا و مقاتلين
و ساعدا يشتدّ في النيسان
ذاكرة تجيء من القطارات التي تمضي
و أرصفة بلا مستقبلين و ياسمين
كان اكتشاف الذات في العربات
أو في المشهد البحري
في ليل الزنازين الشقيقة
قي العلاقات السريعة
و السؤال عن الحقيقة
في كل شيء كان أحمد يلتقي بنقيضه
عشرين عاما كان يسأل
عشرين عاما كان يرحل
عشرين عاما لم تلده أمّه إلّا دقائق في
إناء الموز
و انسحبت .
يريد هويّة فيصاب بالبركان ،
سافرت الغيوم و شرّدتني
ورمت معاطفها الجبال و خبّأتني
أنا أحمد العربيّ - قال
أنا الرصاص البرتقال الذكريات
و جدت نفسي قرب نفسي
فابتعدت عن الندى و المشهد البحريّ
تل الزعتر الخيمة
و أنا البلاد و قد أتت
و تقمّصتني
و أنا الذهاب المستمرّ إلى البلاد
و جدت نفسي ملء نفسي ...
راح أحمد يلتقي بضلوعه و يديه
كان الخطوة - النجمه
و من المحيط إلى الخليج ، من الخليج إلى المحيط
كانوا يعدّون الرماح
و أحمد العربيّ يصعد كي يرى حيفا
و يقفز .
أحمد الآن الرهينه
تركت شوارعها المدينة
و أتت إليه
لتقتله
و من الخليج إلى المحيط ، و من المحيط إلى الخليج
كانوا يعدّون الجنازة
وانتخاب المقصلة
أنا أحمد العربيّ - فليأت الحصار
جسدي هو الأسوار - فليأت الحصار
و أنا حدود النار - فليأت الحصار
و أنا أحاصركم
أحاصركم
و صدري باب كلّ الناس - فليأت الحصار
لم تأت أغنيتي لترسم أحمد الكحليّ في الخندق
الذكريات وراء ظهري ، و هو يوم الشمس و الزنبق
يا أيّها الولد الموزّع بين نافذتين
لا تتبادلان رسائلي
قاوم
إنّ التشابه للرمال ... و أنت للأزرق
و أعدّ أضلاعي فيهرب من يدي بردى
و تتركني ضفاف النيل مبتعدا
و أبحث عن حدود أصابعي
فأرى العواصم كلها زبدا ...
و أحمد يفرك الساعات في الخندق
لم تأت أغنيتي لترسم أحمد المحروق بالأزرق
هو أحمد الكونيّ في هذا الصفيح الضيّق
المتمزّق الحالم
و هو الرصاص البرتقاليّ .. البنفسجه الرصاصيّة
و هو اندلاع ظهيرة حاسم
في يوم حريّه
يا أيّها الولد المكرّس للندى
قاوم !
يا أيّها البلد - المسدس في دمي
قاوم !
الآن أكمل فيك أغنيتي
و أذهب في حصارك
و الآن أكمل فيك أسئلتي
و أولد من غبارك
فاذهب إلى قلبي تجد شعبي
شعوبا في انفجارك
... سائرا بين التفاصيل اتكأت على مياه
فانكسرت
أكلّما نهدت سفرجله نسيت حدود قلبي
و التجأت إلى حصار كي أحدد قامتي
يا أحمد العربيّ ؟
لم يكذب عليّ الحب . لكن كلّما جاء المساء
امتصّني جرس بعيد
و التجأت إلى نزيفي كي أحدّد صورتي
يا أحمد العربيّ .
لم أغسل دمي من خبز أعدائي
و لكن كلّما مرّت خطاي على طريق
فرّت الطرق البعيدة و القريبة
كلّما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة
فالتجأت إلى رصيف الحلم و الأشعار
كم أمشي إلى حلمي فتسبقني الخناجر
آه من حلمي و من روما !
جميل أنت في المنفى
قتيل أنت في روما
و حيفا من هنا بدأت
و أحمد سلم الكرمل
و بسملة الندى و الزعتر البلدي و المنزل
لا تسرقوه من السنونو
لا تأخذوه من الندى
كتبت مراثيها العيون
و تركت قلبي للصدى
لا تسرقوه من الأبد
و تبعثروه على الصليب
فهو الخريطة و الجسد
و هو اشتعال العندليب
لا تأخذوه من الحمام
لا ترسلوه إلى الوظيفه
لا ترسموا دمه و سام
فهو البنفسج في قذيفه
صاعدا نحو التئام الحلم
تتّخذ التفاصيل الرديئة شكل كمّثرى
و تنفصل البلاد عن المكاتب
و الخيول عن الحقائب
للحصى عرق أقبّل صمت هذا الملح
أعطى خطبة الليمون لليمون
أوقد شمعتي من جرحي المفتوح للأزهار
و السمك المجفّف
للحصى عرق و مرآه
و للحطاب قلب يمامه
أنساك أحيانا لينساني رجال الأمن
يا امرأتي الجميلة تقطعين القلب و البصل
الطري و تذهبين إلى البنفسج
فاذكريني قبل أن أنسى يدي
… و صاعدا نحو التئام الحلم
تنكمش المقاعد تحت أشجاري و ظلّك …
يختفي المتسلّقون على جراحك كالذباب الموسميّ
و يختفي المتفرجون على جراحك
فاذكريني قبل أن أنسى يديّ !
و للفراشات اجتهادي
و الصخور رسائلي في الأرض
لا طروادة بيتي
و لا مسّادة وقتي
و أصعد من جفاف الخبز و الماء المصادر
من حصان ضاع في درب المطار
و من هواء البحر أصعد
من شظايا أدمنت جسدي
و أصعد من عيون القادمين إلى غروب السهل
أصعد من صناديق الخضار
و قوّة الأشياء أصعد
أنتمي لسمائي الأولى و للفقراء في كل الأزقّة
ينشدون :
صامدون
و صامدون
و صامدون
كان المخيّم جسم أحمد
كانت دمشق جفون أحمد
كان الحجاز ظلال أحمد
صار الحصار مرور أحمد فوق أفئدة الملايين
الأسيرة
صار الحصار هجوم أحمد
و البحر طلقته الأخيرة !
يا خضر كل الريح
يا أسبوع سكّر !
يا اسم العيون و يا رخاميّ الصدى
يا أحمد المولود من حجر و زعتر
ستقول : لا
ستقول : لا
جلدي عباءة كلّ فلاح سيأتي من حقول التبغ
كي يلغي العواصم
و تقول : لا
جسدي بيان القادمين من الصناعات الخفيفة
و التردد .. و الملاحم
نحو اقتحام المرحلة
و تقول : لا
و يدي تحيات الزهوز و قنبلة
مرفوعة كالواجب اليومي ضدّ المرحلة
و تقول : لا
يا أيّها الجسد المضرّج بالسفوح
و بالشموس المقبلة
و تقول : لا
يا أيّها الجسد الذي يتزوّج الأمواج
فوق المقصلة
و تقول : لا
و تقول : لا
و تقول : لا
و تموت قرب دمي و تحيا في الطحين
ونزور صمتك حين تطلبنا يداك
و حين تشعلنا اليراعة
مشت الخيول على العصافير الصغيرة
فابتكرنا الياسمين
ليغيب وجه الموت عن كلماتنا
فاذهب بعيدا في الغمام و في الزراعة
لا وقت للمنفى و أغنيتي ...
سيجرفنا زحام الموت فاذهب في الرخام
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين
واذهب إلى دمك المهيّأ لانتشارك
و اذهب إلى دمي الموحّد في حصارك
لا وقت للمنفى ...
و للصور الجميلة فوق جدران الشوارع و الجنائز
و التمني
كتبت مراثيها الطيور و شرّدتني
ورمت معاطفها الحقول و جمعتني
فاذهب بعيدا في دمي ! و اذهب بعيدا في الطحين
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين
يا أحمد اليوميّ
يا اسم الباحثين عن الندى و بساطة الأسماء
يا اسم البرتقاله
يا أحمد العاديّ !
كيف محوت هذا الفارق اللفظيّ بين الصخر و التفاح
بين البندقيّة و الغزاله !
لا وقت للمنفى و أغنيتي ...
سنذهب في الحصار
حتى نهايات العواصم
فاذهب عميقا في دمي
اذهب براعم
و اذهب عميقا في دمي
اذهب خواتم
و اذهب عميقا في دمي
اذهب سلالم
يا أحمد العربيّ... قاوم !
لا وقت للمنفى و أغنيتي ...
سنذهب في الحصار
حتى رصيف الخبز و الأمواج
تلك مساحتي و مساحة الوطن - الملازم
موت أمام الحلم
أو حلم يموت على الشعار
فاذهب عميقا في دمي و اذهب عميقا في الطحين
لنصاب بالوطن البسيط و باحتمال الياسمين
... و له انحناءات الخريف
له وصايا البرتقال
له القصائد في النزيف
له تجاعيد الجبال
له الهتاف
له الزفاف
له المجلّات الملوّنه
المراثي المطمئنة
ملصقات الحائط
العلم
التقدّم
فرقة الإنشاد
مرسوم الحداد
و كل شيء كل شيء كل شيء
حين يعلن وجهه للذاهبين إلى ملامح مجهه
يا أحمد المجهول !
كيف سكنتنا عشرين عاما و اختفيت
و ظلّ وجهك غامضا مثل الظهيرة
يا أحمد السريّ مثل النار و الغابات
أشهر وجهك الشعبيّ فينا
واقرأ وصيّتك الأخيرة ؟
يا أيّها المتفرّجون ! تناثروا في الصمت
و ابتعدوا قليلا عنه كي تجدوه فيكم
حنطة ويدين عاريتين
وابتعدوا قليلا عنه كي يتلو وصيّته
على الموتى إذا ماتوا
و كي يرمي ملامحه
على الأحياء ان عاشوا !
أخي أحمد !
و أنت العبد و المعبود و المعبد
متى تشهد
متى تشهد
متى تشهد ؟ | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 15:49 | |
| كأني أحبك
لماذا نحاول هذا السفر
و قد جرّدتني من البحر عيناك
و اشتعل الرمل فينا ..
لماذا نحاول؟
و الكلمات التي لم نقلها
تشرّدنا..
و كل البلاد مرايا
و كل المرايا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟
هنا قتلوك
هنا قتلوني.
هنا كنت شاهدة النهر و الملحمه
و لا يسأم النهر
لا يتكلّم
لا يتألم
في كلّ يوم لنا جثّه
و في كلّ يوم أوسمه
هنا وقف النهر ما بيننا
حارسا
يجهل الضفتين
توأمين
بعيدين، كالقرب، عنّا
قريبين، كالبعد، منّا
و لا بد من حارس
آه لا بدّ من حارس بيننا،
كأنّ المياه التي تفصل الضفتين
دم الجسدين
و كنّا هنا ضفتين
و كنّا هنا جسدين
و كلّ البلاد مريا
و كلّ المريا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟
كأنّ الجبال اختفت كلها
و كأنّي أحبّك
كان المطار الفرنسيّ مزدحما
بالبضائع و الناس.
كل البضائع شرعية
ما عدا جسدي
آه.. يا خلف عينيك.. يا بلدي
كنت ملتحما
بالوراء الذي يتقدّم
ضيعت سيفي الدمشقي متهما
بالدفاع عن الطين
ليس لسيفي رأي بأصل الخلافة
فاتهموني..
علّقوني على البرج
و انصرفوا
لترميم قصر الضيافة
كأني أحبّك حقا
فأغمدت ريحا بخاصرتي
كنت أنت الرياح و كنت الجناح
و فتشت عنك السماء البعيدة
و قد كنت أستأجر الحلم
_للحلم شكل يقلدها_
و كنت أغنّي سدى
لحصان على شجر
و في آخر الأرض أرجعني البحر
كلّ البلاد مرايا
و كل المرايا حجر
لماذا نحاول هذا السفر ؟
تكونين أقرب من شفتيّ
و أبعد من قبلة لا تصل
كأنّي أحبّك
كان الرحيل يطاردني في شوارع جسمك
و كان الرحيل يحاصرني في أزقّة جسمك
فأترك صمتي على شفتيك
و أترك صوتي على درج المشنقه
كأنّي أحبّك
كان الرحيل يخبئني في جزائر جسمك
_واسع ضيق هذا المدى _
و الرحيل يخّبئني في فم الزنبقة
أعيدي صياغة وقتي
لأعرف أين أموت سدى
مر يوم بلا شهداء
أعيدي صياغة صوتي
فإن المغني الذي ترسم الفتيات له صورة
صادروا صوته
_مرّ يوم بلا شهداء_
و بين الفراغين أمشي إليك وفيك
و أولد من نطفة لا أراها
و ألعب في جثّتي و القمر
لماذا نحاول هذا السفر
و كل البلاد مرايا
و كل المرايا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟ | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 15:52 | |
| موت آخر و أحبك
-1-
أجدّد يوما مضى، لأحبّك يوما.. و أمضي
و ما كان حبا
لأن ذراعيّ أقصر من جبل لا أراه
و أكمل هذا العناق البدائيّ، أصعد هذا الإله
الصغير
و ما كان يوما
لأن فراش الحقول البعيدة ساعة حائط
و أكمل هذا الرحيل البدائيّ. أصعد هذا الإله
الصغير
و ما كنت سيدة الأرض يوما
لأن الحروب تلامس خصرك سرب حمام
و تنتشرين على موتنا أفقا من سلام
يسد طريقي إلى شفتيك، فأصعد هذا الإله
الصغير
و ما كنت ألعب في الرمل لهوا
لأن الرذاذ يكسرني حين تعلن عيناك
أن الدروب إلى شهداء المدينة مقفرة من يديك
فأصعد هذا الإله الصغير
و ما كان حبا
و ما كان يوما
و ما كنت
و ما كنت
إني أجدد يوما مضى
لأحبك يوما
و أمضي
-2-
سألتك أن تريديني خريفا و نهرا
سألتك أن تعبري النهر وحدي
و تنتشري في الحقول معا
سألتك ألا أكون و ألا تكوني
سألتك أن ترتديني
خريفا
لأذبل فيك، و ننمو معا
سألتك ألا أكون و ألا تكوني
سألتك أن تريديني
نهرا
لأفقد ذاكرتي في الخريف
و نمشي معا
و في كل شيء نكون
يوحدّنا ما يشتّتنا
ليس هذا هو الحبّ
في كل شيء نكون
يجددنا ما يفتّتنا
ليس هذا هو الحبّ_
هذا أنا..
أجيئك منك، فكيف أحبك؟
كيف تكونين دهشة عمري؟
و أعرف
أن النساء تخون جميع المحبين الأّالمرايا
و أعرف:
أن التراب يخون جميع المحبين إلاّ البقايا
أجيئك منك انتظارا
و أغرق فيك انتحارا
أجيئك منك انفجارا
و أسقظ فيك شظايا ..
و كيف أقول أحبك ؟
كيف تحاول خمس حواسّ مقابلة المعجزة
و عيناك معجزتان ؟
تكونين نائمة حين يخطفني الموج
عند نهاية صدرك يبتديء البحر
ينقسم الكون هذا المساء إلى إثنين:
أنت و مركبة الأرض.
من أين أجمع صوت الجهات لأصرخ:
إني أحبك
-3-
تكونين حريتي بعد موت جديد
أحبّ
أجدّد موتي
أودّع هذا الزمان و أصعد
عيناك نافذتان على حلم لا يجيء
و في كل حلم أرمّم حلما و أحلم
قالت مريّا: سأهديك غرفة نومي
فقلت: سأهديك زنزانتي يا ماريّا
_لماذا أحبك؟
من أجل طفل يؤجل هجرتنا يا ماريا
_سأهديك خاتم عرسي
سأهديك قيدي و أمسي
_لماذا تحارب؟
من أجل يوم بلا أنبياء
تكونين جندية، تغلقين طريقي، تقولين: ما اسمك؟
أعلن أني أمشط موج البحار بأغنيتي ودمي
كي تكوني مريّا
_إلى أين تذهب؟
أذهب في أول السطر، لا شيء يكتمل الآن
_هل يلعب الشهداء بأضلاعهم كي تعود مريّا؟
تعود. و هم لا يعودون
_هل كنت فيهم
وعدت لأني نصف شهيد
لأني رأيت مريا
_سأهديك غرفة نومي
سأهديك زنزانتي يا مريّا .
-4-
غربيان
إن القبائل تحت ثيابي تهاجر
و الطفل يملأ ثنية ركبتك
الآن أعلن أن ثيابك ليست كفن
غريبان
إن الجبال الجبال الجبال..
غريبان
ما بين يومين يولد يوم جديد لنا
قلنا: وطن
غريبان
إن الرمال الرمال الرمال...
غريبان
و الأرض تعلن زينتها
_أنت زينتها_
و السماء تهاجر تحت يدين
غريبان
إن الشمال الشمال الشمال
غريبان
شعرك سقفي، و كفاك صوتان
أقبّل صوتا
و أسمع صوتا
و حبك سيفي
و عيناك نهران
و الآن أشهد أن حضورك موت
و أن غيابك موتان
و الآن أمشي على خنجر و أغني
فقد عرف الموت أني
أحبك، أني
أجدد يوما مضى
لأحبك يوما
و أمضي..
-5-
سمعت دمي، فاستمعت إليك
و لم تصلي بعد
كان البنفسج لون الرحيل
و كنت أميل مع الشمس _
يا أيّها الممكن المستحيل
و كانت ظلال النخيل تغطي خطانا التي تتكون
منذ الصباح و أمس .
و كنا نميل مع الشمس .
كنت القتيل الذي لا يعود
نسيت الجنازة خلف حدود يديك
سمعت دمي فاستمعت إليك ..
إلى أين أذهب ؟
ليست مفاتيح بيتي معي
ليس بيتي أمامي
و ليس الوراء ورائي
و ليس الأمام أمامي
إلى أين أذهب ؟
إن دمائي تطاردني ،و الحروب تحاربني، و الجهات
تفتشني عن جهاتي
فأذهب في جهة لا تكون
كأنّ يديك على جبهتي لحظتان
أدور أدور
و لا تذهبان
أسير أسير
و لا تأتيان
كأن يديك أبد
آه، من زمن في جسد !
يعرف الموت أني أحبّك
يعرف وقتي
فيحمل صوتي
و يأتيك مثل سعاة البريد
و مثل جباه الضرائب
يفتح نافذة لا تطل على شجر
(قد ذهبت و لم أعرف ).
يعرف الموت أني أحبك..
يستجوب القبلة النصف..
تستقبلين اعترافي..
و تبكين زنبقة ذبلت في الرسالة
ثم تنامين وحدك وحدك وحدك
يشهق موت بعيد
و يبقى بعيد
إلى أين أذهب؟
إن الجداول باقية في عروقي
و إن السنابل تنضج تحت ثيابي
و إنّ المنازل مهجورة في تجاعيد كفي
و إن السلاسل تلتفّ حول دمي
و ليس الأمام أمامي
و ليس الوراء ورائي
كأن يديك المكان الوحيد
كأن يديك بلد
آه من وطن في جسد!
-6-
وصلت إلى الوقت مبتعدا
لم يكون بلدا
كي أقول وصلت
و ما كان_ حين وصلت_ سدى
كي أقول تعبت
و ما كان وقتا لأمضي إليه ..
وصلت إلى الوقت مبتعدا
لم أجد أحدا
غير صورتها في إطار من الماء
مثل جبيني الذي ضاع بيني
و بين رؤاي سدى!
سمعت دمي
فاستمعت إليك
مشيت
لأمشي إليك
و كانت عصافير ملء الهواء
تسير ورائي
و تأكلني _كنت سنبلة _
كنت أحمل ضلعا و أسأل أين بقية
آخر الشهداء
يحاول ثانية
كيف أحمل نهرا بقبضة كفي
و أحمل سيفي
و لا يسقطان
أنا آخر الشهداء
أسجل أنك قدسية في الزمان وضائعة
في المكان
أريد بقية ضلعي
أريد بقية ضلعي
أريد بقية ضلعي | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 16:00 | |
| عائد إلى يافا
هو الآن يرحل عنا
ويسكن يافا
و يعرفها حجرا حجرا
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقّلده..
تقلد موعده الأخضرا.
هو الآن يعلن صورته_
و الصنوبر ينمو على مشنقة
هو الآن يعلن قصّته_
و الحرائق تنمو على زنبقة
هو الآن يرحل عنا
ليسكن يافا
و نحن بعيدون عنه.
و يافا حقائب منسية في مطار
و نحن بعيدون عنه.
لنا صور في جيوب النساء.
و في صفحات الجرائد،
نعلن قصّتنا كل يوم
لنكسب خصلة ريح وقبلة نار.
و نحن بعيدون عنه،
نهيب به أن يسير إلى حتفه..
نحن نكتب عنه بلاغا فصيحا
و شعرا حديثا
و نمضي.. لنطرح أحزاننا في مقاهي الرصيف
و نحتجّ: ليس لنا في المدينة دار.
و نحن بعيدون عنه،
نعانق قاتله في الجنازة،
نسرق من جرحة القطن حتى نلمع
أوسمة الصبر و الانتظار
هو الآن يخرج منا
كما تخرج الأرض من ليلة ماطره
و ينهمر الدم منه
و ينهمر الحبر منّا.
و ماذا نقول له؟- تسقط الذاكرة
على خنجر؟
و المساء بعيد عن الناصرة !
هو الآن يمضي إليه
قنابل أو.. برتقاله
و لا يعرف الحدّ بين الجريمة حين تصير حقوقا
و بين العدالة
و ليس يصدّق شيئا
و ليس يكذب شيئا.
هو الآن يمضي.. و يتركنا
كي نعارض حينا
و نقبل حينا .
هو الآن يمضي شهيدا
و يتركنا لاجئينا!
و نام
و لم يلتجيء للخيام
و لم يلتجيء للموانيء
و لم يتكلّم
و لم يتعّلم
و ما كان لاجيء
هي الأرض لاجئة في جراحة
و عاد بها .
لا تقولوا: أبانا الذي في السموات
قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منا
و عاد..
هو الآن يعدم
و الآن يسكن يافا
و يعرفها حجرا.. حجرا
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقلّده.
تقلد موعده الأخضرا
لترتفع الآن أذرعة اللاجئين
رياحا.. رياحا
لتنشر الآن أسماؤهم
جراحا.. جراحا.
لتنفجر الآن أجسادهم
صباحا.. صباحا.
لتكتشف الأرض عنوانها
و نكتشف الأرض فينا. | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 16:11 | |
| لا تتركيني
[]وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني
خلف السياج
كعشبة برية ،
كيمامة مهجورة
لا تتركيني
قمرا تعيسا
كوكبا متسولا بين الغصون
لا تتركيني
حرا بحزني
و احبسيني
بيد تصبّ الشمس
فوق كوى سجوني ،
وتعوّدي أن تحرقيني،
إن كنت لي
شغفا بأحجاري بزيتوني
بشبّاكي.. بطيني
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني[/! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 17:31 | |
| أجمل حب
[] كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما
و كنت أؤلف فقرة حب..
لعينيك.. غنيتها!
أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
كما انتظر الصيف طائر
و نمت.. كنوم المهاجر
فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
و تبكي على أختها ،
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
و نعلم أن العناق، و أن القبل
طعام ليالي الغزل
و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
على الدرب يوما جديداً !
صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف
معا نصنع الخبر و الأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
يسير بنا ؟
و من أين لملم أقدامنا ؟
فحسبي، و حسبك أنا نسير...
معا، للأبد
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم ؟
و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟
أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
و حب الفقير الرغيف !
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و نبقى رفيقين دوما[/ | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 17:35 | |
| إلى أمي
أحنّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي
و لمسة أمي
و تكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
و أعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي!
خذيني ،إذا عدت يوما
وشاحا لهدبك
و غطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
و شدّي وثاقي..
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..
عساي أصير إلها
إلها أصير..
إذا ما لمست قرارة قلبك!
ضعيني، إذا ما رجعت
وقودا بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ،فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع..
لعشّ انتظارك! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 17:40 | |
| قال المغني
هكذا يكبر الشجر
و يذوب الحصى..
رويدا رويدا
من خرير النهر!
المغني ،على طريق المدينة
ساهر اللحن.. كالسهر
قال للريح في ضجر:
_دمّريني ما دمت أنت حياتي
مثلما يدّعي القدر_
..و اشربيني نخب انتصار الرفات
هكذا ينزل المطر
يا شفاه المدينة الملعونة!
أبعدوا عنه سامعيه
و السكارى..
و قيّدوه
و رموه في غرفة التوقيف
شتموا أمه، و أمّ أبيه
و المغني..
يتغنى بشعر شمس الخريف
يضمد الجرح.. بالوتر!
المغني على صليب الألم
جرحه ساطع كنجم
قال للناس حوله
كلّ شيء.. سوى الندم:
هكذا متّ واقفا
واقفا متّ كالشجر!
هكذا يصبح الصليب
منبرا.. أو عصا نغم
و مساميره.. وتر!
هكذا ينزل المطر
هكذا يكبر الشجر .. | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 17:42 | |
| حنين إلى الضوء
ماذا يثير الناس لو سرنا على ضوء النهار
و حملت عنك حقيبة اليد و المظلة
و أخذت ثغرك عند زاوية الجدار
و قطفت قبلة
عيناك
أحلم أن أرى عينيك يوما تنعسان
فأرى هدوء البحر عند شروق شمس
شفتاك
أحلم أن أرى شفتيك حين تقبلان
فأرى اشتعال الشمس في ميلاد عرس
ماذا يغيظ الليل لو أوقدت عندي شمعتين
و رأيت وجهك حين يغسله الشعاع
و رأيت نهر العاج يحرسه رخام الزورقين
فأعود طفلا للرضاع
من بئر مأساتي أنادي مقلتيك
كي تحملا خمر الضياء إلى عروقي
ماذا يثير الناس لو ألقيت رأسي في يديك
و طويت خصرك في الطريق | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 17:49 | |
| صوت وسوط
لو كان لي برج،
حبست البرق في جيبي
و أطفأت السحاب ..
لو كان لي في البحر أشرعة،
أخذت الموج و الإعصار في كفّي
و نوّمت العباب..
لو كان عندي سلّم،
لغرست فوق الشمس رايتي التي
اهترأت على الأرض الخراب ..
لو كان لي فرس،
تركت عنانها
و لجمت حوذيّ الرياح على الهضاب ..
لو كان لي حقل و محراث ،
زرعت القلب و الأشعار
في بطن التراب..
لو كان لي عود،
ملأت المت أسئلة ملحّنة ،
و سلّيت الصحاب ..
لو كان لي قدم،
مشيت.. مشيت حتى الموت
من غاب لغاب ..
لو كان لي ،
حتى صليبي ليس لي
إنّي له ،
حتى العذاب !
_ماذا تبقّى أيّها المحكوم؟
إنّ الليل خيّم مرّة أخرى..
و تهتف: لا أهاب ؟!
_يا سيداتي.. سادتي!
يا شامخين على الحراب!
الساق تقطع.. و الرقاب
و القلب يطفأ_ لو أردتم_
و السحاب..
يمشي على أقدامكم ..
و العين تسمل ،و الهضاب
تنهار لو صحتم بها
و دمي المملّح بالتراب!
إن جفّ كرمكم ،
يصير إلى شراب !
و النيل يسكب في الفرات،
إذا أردتم ،و الغراب ..
لو شئتم.. في الليل شاب!
لكنّ صوتي صاح يوما:
لا أهاب
فلتجلدوه إذا استطعتم..
و اركضوا خلف الصدى
ما دام يهتف: لا أهاب! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 17:53 | |
| أغاني الأسير
ملوّحة، يا مناديل حبّي
عليك السلام!
تقولين أكثر مما يقول
هديل الحمام
و أكثر من دمعة
خلف جفن.. ينام
على حلم هارب!
مفتّحة، يا شبابيك حبيّ
تمرّ المدينة
أمامك ،عرس طغاة
ومرثاة أمّ حزينة
و خلف الستائر، أقمارنا
بقايا عفونه.
و زنزانتي.. موصدة !
ملوّثة، يا كؤوس الطفولة
بطعم الكهولة
شربنا ،شربنا
على غفلة من شفاه الظمإ
و قلنا:
نخاف على شفتينا
نخاف الندى.. و الصدأ!
و جلستنا، كالزمان، بخيله
و بيني و بينك نهر الدم
معلّقه، يا عيون الحبيبة
على حبل نور
تكسّر من مقلتين
ألا تعلمين بأني
أسير اثنين؟
جناحاي: أنت و حريتّي
تنامان خلف الضفاف الغريبة
أحبّكما، هكذا، توأمين![/color] | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 17:55 | |
| ولادة
_كانت أشجار التين
و أبوك..
و كوخ الطين
و عيون الفلاحين
تبكي في تشرين!
_المولود صبي
ثالثهم..
و الثدي شحيح
و الريح
ذرت أوراق التين !
حزنت قارئة الرمل
وروت لي،
همسا،
هذا الغضن حزين !
_يا أمي
جاوزت العشرين
فدعي الهمّ، و نامي!
إن قصفت عاصفة
في تشرين..
ثالثهم..
فجذور التين
راسخة في الصخر.. و في الطين
تعطيك غصونا أخرى..
و غصون! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 17:56 | |
| شهيد الأغنية
نصبوا الصليب على الجدار
فكّوا السلاسل عن يدي.
و السوط مروحة.و دقات النعال
لحن يصفر: سيدي!
و يقول للموتى: حذار !
_يا أنت !
قال نباح وحش:
أعطيك دربك لو سجدت
أمام عرشي سجدتين !
و لثمت كفي، في حياء، مرتين
أو ..
تعتلي خشب الصليب
شهيدأغنية.. و شمس!
ما كنت أول حامل إكليل شوك
لأقول للسمراء: إبكي!
يا من أحبك، مثل إيماني ،
ولاسمك في فمي المغموس
بالعطش المعفر بالغبار
طعم النبيذ إذا تعتق في الجرار!
ما كنت أول حامل إكليل شوك
لأقول: إبكي!
فعسى صليبي صهوة،
و الشوك فوق جبيني المنقوش
بالدم و الندى
إكليل غار!
و عساي آخر من يقول:
أنا تشهيت الردى ! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 17:58 | |
| تموز و الأفعى
تموز مرّ على خرائبنا
و أيقظ شهوة الأفعى.
القمح يحصد مرة أخرى
و يعطش للندى..المرعى
تموز عاد، ليرجم الذكرى
عطشا ..و أحجارا من النار
فتساءل المنفيّ:
كيف يطيع زرع يدي
كفا تسمم ماء أباري؟
و تساءل الأطفال في المنفى:
أباؤنا ملأوا ليالينا هنا.. وصفا
عن مجدنا الذهبي
قالوا كثيرا عن كروم التين و العنب
تموز عاد، و ما رأينا
و تنهّد المسجون: كنت لنا
يا محرقي تموز... معطاء
رخيصا مثل نور الشمس و الرمل
و اليوم، تجلدنا بسوط الشوق و الذل
تموز.. يرحل عن بيادرنا
تموز، يأخذ معطف اللهب
لكنه يبقى بخربتنا
أفعى
ويترك في حناجرنا
ظمأ
و في دمنا..
خلود الشوق و الغضب | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 17:59 | |
| برقية من السجن
من آخر السجن، طارت كفّ أشعاري
تشد أيديكم ريحا ..على نار
أنا هنا، ووراء السور، أشجاري
تطوّع الجبل المغرور.. أشجاري
مذ جئت أدفع مهر الحرف، ما ارتفعت
غير النجوم على أسلاك أسواري
أقول للمحكم الأصفاد حول يدي:
هذي أساور أشعاري و إصراري
في حجم مجدكم نعلي، و قيد يدي
في طول عمركم المجدول بالعار:
أقول للناس ،للأحباب: نحن هنا
أسرى محبتكم في الموكب الساري
في اليوم، أكبر عاما في هوى وطني
فعانقوني عناق الريح للنار | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:00 | |
| السجن
تغيرّ عنوان بيتي
و موعد أكلي
و مقدار تبغي تغيرّ
و لون ثيابي، ووجهي، و شكلي
و حتى القمر
عزيز عليّ هنا ..
صار أحلى و أكبر
و رائحة الأرض: عطر
و طعم الطبيعة: سكر
كأني على سطح بيتي القديم
و نجم جديد..
بعيني تسمّر | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:02 | |
| وشم العبيد
روما على جلودنا
أرقام أسرى .و السياط
تفكها إذا هوت، أو ترتخي..
كان العبيد عزّلا
ففتتوا البلاط!
بابل حول جيدنا
وشم سبايا عائدة
تغيرت ملابس الطاغوت
من عاش بعد الموت
لو آمنت.. لا يموت
متنا و عشنا، و الطريق واحدة !
إفريقيا في رقصنا
طبل.. و نار حافية
وشهوة على دخان غانية.
في ذات يوم.. أحسن العزف على
ناي الجذوع الهاوية .
أنوّم الأفعى
و أرمي نابها في ناحية
فتلقي في رقصة جديدة.. جديدة
إفريقيا..وآسيه! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:04 | |
| صوت من الغابة
من غابة الزيتون
جاء الصدى..
و كنت مصلوبا على النار!
أقول للغربان: لا تنهشي
فربما أرجع للدار
و ربما تشتي السما
ربما ..
تطفيء هذا الخشب الضاري !
أنزل يوما عن صليبي
ترى..
كيف أعود حافيا.. عاري!؟ | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:06 | |
| في انتظار العائدين
أكواخ أحبابي على صدر الرمال
و أنا مع الأمطار ساهر..
و أنا ابن عوليس الذي انتظر البريد من الشمال
ناداه بحّار، و لكن لم يسافر.
لجم المراكب، و انتحى أعلى الجبال
_يا صخرة صلّى عليها والدي لتصون ثائر
أنا لن أبيعك باللآلي.
أنا لن أسافر..
لن أسافر..
لن أسافر!
أصوات أحبابي تشق الريح، تقتحم الحصون
_يا أمنا انتظري أمام الباب.. إنّا عائدون
هذا زمان لا كما يتخيلون..
بمشيئة الملاّح تجري الريح ..
و التيار يغلبه السفين !
ماذا طبخت لنا؟ فإنّا عائدون.
نهبوا خوابي الزيت، يا أمي، و أكياس الطحين
هاتي بقول الحقل! هاتي العشب!
إنّا عائدون!
خطوات أحبابي أنين الصخر تحت يد الحديد
و أنا مع الأمطار ساهد
عبثا أحدّق في البعيد
سأظل فوق الصخر.. تحت الصخر.. صامد | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:07 | |
| مطر
-1-
ناري،
و خمس زنابق شمعية في المزهرية
و عزاؤنا الموروث:
في الغيمات ماء
و الأرض تعطش. و السماء
تروى. و خمس زنابق شمعية في المزهرية.
-2-
عفوية صلوات جدتنا، و كان
جدي يحب الكستنا
و طعام أمي
قد كنت كالحمل الوديع
و كان همي
أن يفاجئنا الربيع !
يا جدي المرحوم! أهلا بالمطر
يروي ثراك. فلا يزال السنديان
من يومها يدمي الحجر!
-3-
لنقل مع الأجداد :خير!
هذا مخاض الأرض: خير !
تضع الوليد غدا.. ربيعا أخضرا!
كعيون سائحة أطلّت ذات فجر!
لا الأم أمي ..
لا الوليد أخي ،و لا
ذات العيون الخضر لي
و أقول :خير!
-4-
يا نوح!
هبني غصن زيتون
ووالدتي.. حمامة!
إنّا صنعنا جنة
كانت نهايتها صناديق القمامة!
يا نوح!
لا ترحل بنا
إن الممات هنا سلامة
إنّا جذور لا تعيش بغير أرض..
و لتكن أرضي قيامه![/color] | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:08 | |
| قمر الشتاء
سألّم جثتك الشهيدة
و أذيبها بالملح و الكبريت ..
ثم أعبّها ..
كالشاي
كالخمر الرديئة..
كالقصيدة
في سوق شعر خائب
و أقول للشعراء:
يا شعراء أمتنا المجيدة!
أنا قاتل القمر الذي
كنتم عبيدة!!
سيقال: كالمتسول المنفي.. كان
ردّوه عن كل النوافذ
و هو يبحث عن حنان.
لا عاشقان
يتذكّران...
_قلبي على قمر
تحجّر في مكان
و يقال.. كان!
و أنا على الإسفلت
تحت الريح و الأمطار
مطعون الجنان
لا تفتح الأبواب في وجهي
و لا تمتد نحو يدي يدان
عيني على قمر الشتاء..
وقد ترمّد في دمي..
قلبي على قرص الدخان!
لا تظلموني أيّها الجبناء
لم أقتل سوى نذل جبان
بالأمس عاهدني
و حين أتيته في الصبح.. خان.. | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:09 | |
| خواطر في شارع
يا شارع الأضواء! ما لون السماء
و علام يرقص هؤلاء؟
من أين أعبر، و صدور على الصدور
و الساق فوق الساق. ما جدوى بكائي
أي عاصفة يفتتها البكاء؟
فتيممي يا مقلتي حتى يصير الماء ماء
و تحجّري يا خطوتي!
هذا المساء..
قدر أسلمه سعير الكبرياء
من أي عام
أمشي بلا لون، فلا أصحو و لا أغفو
و أبحث عن كلام؟
أتسلق الأشجار أحيانا
و أحيانا أجدّف في الرغام
و الشمس تشرق ثم تغرب.. و الظلام
يعلو و يهبط. و الحمام
ما زال يرمز للسلام!
يا شارع الأضواء، ما لون الظلام
و علام يرقص هؤلاء؟
و متى تكفّ صديقتي بالأمس، قاتلتي
تكفّ عن الخيانة و الغناء؟
الجاز يدعوها؟
و لكني أناديها.. أناديها.. أناديها.
و صوت الجاز مصنوع
و صوتي ذوب قلب تحت طاحون المساء
لو مرة في العمر أبكي
يا هدوء الأنبياء
لكن زهر النار يأبى أن يعرّض للشتاء
يا وجه جدي
يا نبيا ما ابتسم
من أي قبر جئتني.
و لبست قمبازا بلون دم عتيق
فوق صخرة
و عباءة في لون حفرة
يا وجه جدي
يا نبيا ما ابتسم
من أي قبر جئتني
لتحيلني تمثال سم.
الدين أكبر
لم أبع شبرا، و لم أخضع لضيم
لكنهم رقصوا و غنوا فوق قبرك..
فلتنم
صاح أنا.. صاح أنا.. صاح أنا
حتى العدم . | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:30 | |
| ناي
لا تقتلوني أيّها الرعاة
لا تعزفوا
خافوا عليّ الله
أستحلف الفحيح أن ينام
في ألحانكم ..
حتى أمرّ في سلام
زنجار! يا قاتلي زنجار
لا تنتظري
إني سمعت الناي
لا تنتظري
إني هجرت الدار! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:31 | |
| تحد
شدّوا وثاقي
و امنعوا عني الدفاتر
و السجائر
و ضعوا التراب على فمي
فالشعر دم القلب..
ملح الخبز..
ماء العين
يكتب بالأظافر
و المحاجر
و الخناجر
سأقولها
في غرفة التوقيف
في الحمام
في الإسطبل..
تحت السوط ..
تحت القيد
في عنف السلاسل
مليون عصفور
على أغصان قلبي
يخلق اللحن المقاتل | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:32 | |
| المناديل
كمقابر الشهداء صمتك
و الطريق إلى امتداد
ويداك... أذكر طائرين
يحوّمان على فؤادي
فدعي مخاص البرق
للأفق المعبّأ بالسواد
و توقّعي قبلا مدماة
و يوما دون زاد
و تعودي ما دمت لي
موتي ...و أحزان البعاد!
كفنّ مناديل الوداع
و خفق ريح في الرماد
ما لوّحت، إلاّ ودم سال
في أغوار واد
وبكى، لصوت ما، حنين
في شراع السندباد
ردّي، سألتك، شهقة المنديل
مزمارا ينادي..
فرحي بأن ألقاك وعدا
كان يكبر في بعادي
ما لي سوى عينيك، لا تبكي
على موت معاد
لا تستعيري من مناديلي
أناشيد الوداد
أرجوك! لفيها ضمادا
حول جرح في بلادي | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:33 | |
| خائف من القمر
خبّئيني. أتى القمر
ليت مرآتنا حجر!
ألف سرّ سري
وصدرك عار
و عيون على الشجر
لا تغطّي كواكبا
ترشح الملح و الخدر
خبّئيني.. من القمر!
وجه أمسي مسافر
ويدانا على سفر
منزلي كان خندقا
لا أراجيح للقمر..
خبّئيني.. بوحدتي
و خذي المجد.. و السهر
و دعي لي مخدتي
أنت عندي
أم القمر؟! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:34 | |
| أبيات غزل
سألتك: هزّي بأجمل كف على الارض
غصن الزمان!
لتسقط أوراق ماض وحاضر
ويولد في لمحة توأمان:
ملاك..وشاعر!
ونعرف كيف يعود الرماد لهيبا
إذا اعترف العاشقان!
أتفاحتي! يا أحبّ حرام يباح
إذا فهمت مقلتاك شرودي وصمتي
أنا، عجبا، كيف تشكو الرياح
بقائي لديك؟ و أنت
خلود النبيذ بصوتي
و طعم الأساطير و الأرض.. أنت !
لماذا يسافر نجم على برتقاله
و يشرب يشرب يشرب حتى الثماله
إذا كنت بين يديّ
تفتّت لحن، وصوت ابتهاله
لماذا أحبك؟
كيف تخر بروقي لديك ؟
و تتعب ريحي على شفتيك
فأعرف في لحظة
بأن الليلي مخدة
و أن القمر
جميل كطلعة وردة
و أني وسيم.. لأني لديك!
أتبقين فوق ذراعي حمامة
تغمّس منقارها في فمي؟
و كفّك فوق جبيني شامه
تخلّد وعد الهوى في دمي ؟
أتبقين فوق ذراعي حمامه
تجنّحي.. كي أطير
تهدهدني..كي أنام
و تجعل لا سمي نبض العبير
و تجعل بيتي برج حمام؟
أريدك عندي
خيالا يسير على قدمين
و صخر حقيقة
يطير بغمرة عين ![/color] | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:35 | |
| لوحة على الأفق
رأيت جبينك الصيفيّ
مرفوعا على الشفق
(و شعرك ماعز) يرعى
حشيش الغيم في الأفق
تودّ العين.. لو طارت إليك
كما يطير النوم من سجني
يود القلب لو يحبو إليك
على حصى الحزن
يود الثغر لو يمتص
عن شفتيك ..
ملح البحر، و الزمن
يود.. يود. لكني
وراء حديد شباكي
أودع وجهك الباكي
غريقا فوق دمّ الشمس ..
مهدورا على الأفق
فأحمل فوق جرح القلب جرحين
و لكني.. أحاول أن أضمدها.. أوسدها
ذراع تمرّد الحزن! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:36 | |
| دعوه للتذكار
مرّي بذاكرتي!
فأسواق المدينة
مرّت
و باب المطعم الشتوي
مرّ.
و قهوة الأمس السخينه
مرّت.
و ذاكرتي تنقرها..
العصافير المهاجرة الحزينة
لم تنس شيئا غير وجهك
كيف ضاع؟
و أنت مفتاحي إلى قلب المدينة ؟ | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:37 | |
| قصائد عن حب قديم
-1-
على الأقاض وردتنا
ووجهانا على الرمل
إذا مرّت رياح الصيف
أشرعنا المناديلا
على مهل.. على مهل
و غبنا طيّ أغنيتين، كالأسرى
نراوغ قطرة الطل
تعالي مرة في البال
يا أختاه!
إن أواخر الليل
تعرّيني من الألوان و الظلّ
و تحميني من الذل!
و في عينيك، يا قمري القديم
يشدني أصلي
إلى إغفاءه زرقاء
تحت الشمس.. و النخل
بعيدا عن دجى المنفى..
قريبا من حمى أهلي
-2-
تشهّيت الطفوله فيك.
مذ طارت عصافير الربيع
تجرّد الشجر
وصوتك كان، يا ماكان،
يأتي
من الآبار أحيانا
و أحيانا ينقطه لي المطر
نقيا هكذا كالنار
كالأشجار.. كالأشعار ينهمر
تعالي
كان في عينيك شيء أشتهيه
و كنت أنتظر
و شدّيني إلى زنديك
شديني أسيرا
منك يغتفر
تشهّيت الطفولة فيك
مذ طارت
عصافير الربيع
تجرّد الشجرّ!
-3-
..و نعبر في الطريق
مكبلين..ز
كأننا أسرى
يدي، لم أدر، أم يدك
احتست وجعا
من الأخرى؟
و لم تطلق، كعادتها،
بصدري أو بصدرك..
سروة الذكرى
كأنّا عابرا درب،
ككلّ الناس ،
إن نظرا
فلا شوقا
و لا ندما
و لا شزرا
و نغطس في الزحام
لنشتري أشياءنا الصغرى
و لم نترك لليلتنا
رمادا.. يذكر الجمرا
وشيء في شراييني
يناديني
لأشرب من يدك ترمد الذكرى
-4-
ترجّل، مرة، كوكب
و سار على أناملنا
و لم يتعب
و حين رشفت عن شفتيك
ماء التوت
أقبل، عندها، يشرب
و حين كتبت عن عينيك
نقّط كل ما أكتب
و شاركنا و سادتنا..
و قهوتنا
و حين ذهبت ..
لم يذهب
لعلي صرت منسيا
لديك
كغيمة في الريح
نازلة إلى المغرب..
و لكني إذا حاولت
أن أنساك..
حطّ على يدي كوكب
-5-
لك المجد
تجنّح في خيالي
من صداك..
السجن، و القيد
أراك ،استند
إلى وساد
مهرة.. تعدو
أحسك في ليالي البرد
شمسا
في دمي تشدو
أسميك الطفوله
يشرئب أمامي النهد
أسميك الربيع
فتشمخ الأعشاب و الورد
أسميك السماء
فتشمت الأمطار و الرعد
لك المجد
فليس لفرحتي بتحيري
حدّ
و ليس لموعدي وعد
لك.. المجد
-6-
و أدركنا المساء..
و كانت الشمس
تسرّح شعرها في البحر
و آخر قبلة ترسو
على عينيّ مثل الجمر
_خذي مني الرياح
و قّبليني
لآخر مرة في العمر
..و أدركها الصباح
و كانت الشمس
تمشط شعرها في الشرق
لها الحناء و العرس
و تذكرة لقصر الرق
_خذي مني الأغاني
و اذكريني..
كلمح البرق
و أدركني المساء
و كانت الأجراس
تدق لموكب المسبية الحسناء
و قلبي بارد كالماس
و أحلامي صناديق على الميناء
_خذي مني الربيع
وودّعيني ..[/color] | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:39 | |
| أبي
غضّ طرفا عن القمر
وانحنى يحضن التراب
وصلّي..
لسماء بلا مطر،
و نهاني عن السفر!
أشعل البرق أوديه
كان فيها أبي
يربيي الحجارا
من قديم.. و يخلق الأشجار
جلده يندف الندى
يده تورق الشجر
فبكى الأفق أغنية:
_كان أوديس فارسا..
كان في البيت أرغفه
و نبيذ، و أغطية
و خيول، و أحذيه
و أبي قال مرة
حين صلّى على حجر:
غض طرقا عن القمر
واحذر البحر.. و السفر !
يوم كان الإله يجلد عبده
قلت: يا ناس! نكفر؟
فروى لي أبي.. و طأطأ زنده:
في حوار مع العذاب
كان أيوب يشكر
خالق الدود ..و السحاب 1
خلق الجرح لي أنا
لا لميت.. و لا صنم
فدح الجرح و الألم
و أعني على الندم!
مرّ في الأفق كوكب
نازلا.. نازلا
و كان قميصي
بين نار، و بين ريح
و عيوني تفكر
برسوم على التراب
و أبي قال مرة:
الذي ما له وطن
ما له في الثرى ضريح
..و نهاني عن السفر | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:40 | |
| صلاة أخيرة
يخيّل لي أن عمري قصير
و أني على الأرض سائح
و أن صديقة قلبي الكسير
تخون إذا غبت عنها
و تشرب خمرا
لغيري،
لأني على الأرض سائح!
يخيل لي أن خنجر غدر
سيحفر ظهري
فتكتب إحدى الجرائد:
"كان يجاهد"
و يحزن أهلي و جيراننا
و يفرح أعداؤنا
و بعد شهور قليلة
يقولون: كان!
يخيل لي أن شعري الحزين
و هذي المراثي، ستصبح ذكرى
و أن أغاني الفرح
وقوس قزح
سينشدها آخرون
و أن فمي سوف يبقى مدمّى
على الرمل و العوسج
فشكرا لمن يحملون
توابيت أمواتهم!
و عفوا من المبصرين
أمامي لافتة النجم
في ليلة المدلج!
يخيل لي يا صليب بلادي
ستحرق يوما
و تصبح ذكرى ووشما
وحين سينزل عنك رمادي
ستضحك عين القدر
و تغمز: ماتا معا
لو أني، لو أني
أقبّل حتى الحجر
و أهتّف لم تبق إلاّ بلادي!
بلادي يا طفلة أمه
تموت القيود على قدميها
لتأتي قيود جديدة
متى نشرب الكأس نخبك
حتى و لو في قصيدة؟
ففرعون مات
و نيرون مات
و كل السنابل في أرض بابل
عادت إليها الحياة!
متى نشرب الكأس نخبك
حتى و لو في الأغاني
أيا مهرة يمتطيها طغاة الزمان
و تفلت منا
من الزمن الأول
_لجامك هذا.. دمي !
_و سرجك هذا.. دمي
إلى أين أنت إذن رائحة
أنا قد وصلت إلى حفرة
و أنت أماما.. أماما
إلى أين؟
يا مهرتي الجامحة؟!
يخيل لي أن بحر الرماد
سينبت بعدي
نبيذا و قمحا
و أني لن أطعمه
لأني بظلمة لحدي
و حيدّ مع الجمجمة
لأني صنعت مع الآخرين
خميرة أيامنا القادمة
و أخشاب مركبنا في بحار الرماد
يخيل لي أن عمري قصير
و أني على الأرض سائح
و لو بقيت في دمي
نبضة واحدة
تعيد الحياة إليّ
لو أني
أفارق شوك مسالكنا الصاعدة
لقلت ادفنوني حالا
أنا توأم القمة المارده!![/color] | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:43 | |
| الجرح القديم
واقف تحت الشبابيك،
على الشارع واقف
درجات السلّم المهجور لا تعرف خطوي
لا و لا الشبّاك عارف
من يد النخلة أصطاد سحابه
عندما تسقط في حلقي ذبابه
و على أنقاض أنسانيتي
تعبر الشمس و أقدام العواصف
واقف تحت الشبابيك العتيقه
من يدي يهرب دوريّ وأزهار حديقه
اسأليني: كم من العمر مضى حتى تلاقى
كلّ هذا اللون والموت، تلاقى بدقيقه؟
وأنا أجتاز سردابا من النسيان،
والفلفل، والصوت النحاسي
من يدي يهرب دوريّ..
وفي عيني ينوب الصمت عن قول الحقيقه!
عندما تنفجر الريح بجادي
وتكفّ الشمس عن طهو النعاس
وأسمّي كل شئ باسمه،
عندها أبتاع مفتاحا وشباكا جديدا
بأناشيد الحماس!
_أيّها القلب الذي يحرم من شمس النهار
ومن الأزهار والعيد، كفانا!
علمونا أن نصون الحب بالكره!
وأن نكسو ندى الورد.. غبار!
_أيّها الصوت الذي رفرف في لحمي
عصافبر لهب،
علّمونا أن نغني ،ونحب
كلّ ما يطلعه الحقل من العشب،
من النمل، وما يتركه الصيف على أطلال دار.
.علّمونا أن نغني، ونداري
حبّنا الوحشيّ، كي لا
يصبح الترنيم بالحب مملا!
عندما تنفجر الريح بجلدي
سأسمي كل شئ باسمه
وأدق الحزن والليل بقيدي
يا شبابيكي القديمه..! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:45 | |
| خارج من الأسطورة
إنني أنهض من قاع الأساطير
و أصطاد على كل السطوح النائمة
خطوات الأهل و الأحباب.. أصطاد نجومي القاتمة
إنني أمشي على مهلي، و قلبي مثل نصف البرتقاله
و أنا أعجب للقلب الذي يحمل حاره
و جبالا، كيف لا يسأم حاله!
و أنا أمشي على مهلي.. و عيني تقرأ الأسماء
و الغيم على كل الحجارة
و على جيدك يا ذات العيون السود
يا سيفي المذهب
ها أنا أنهض من قاع الأساطير.. و ألعب
مثل دوريّ على الأرض.. و أشرب
من سحاب عالق في ذيل زيتون و نخل
ها أنا أشتمّ أحبابي و أهلي
فيك، يا ذات العيون السود.. يا ثوبي المقصّب
لم تزل كفّاك تلّين من الخضرة، و القمح المذهّب
و على عينيك ما زال بساط الصحو
بالوشم الحريري.. مكوكب!
إنني أقرأ في عينيك ميلاد النهار
إنني أقرأ أسرار العواصف
لم تشيخي.. لم تخوني.. لم تموتي
إنما غيّرت ألوان المعاطف
عندما انهار الأحبّاء الكبار
و امتشقنا، لملاقاة البنادق
باقة من أغنيات و زنابق!
آه.. يا ذات العيون السود ،و الوجه المعفر
يشرب الشارع و الملح دمي
كلما مرت على بالي أقمار الطفولة
خلف أسوارك يا سجن المواويل الطويلة
خلف أسوارك ،ربّيت عصافيري
و نحلي، و نبيذي،و خميله | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:46 | |
| اعتذار
حلمت بعرس الطفولة
بعينين واسعتين حلمت
حلمت بذات الجديلة
حلمت بزيتونة لا تباع
ببعض قروش قليلة
حلمت بأسوار تاريخك المستحيلة
حلمت برائحة اللوز
تشعل حزن الليالي الطويلة
بأهلي حلمت..
بساعد أختي
سيلتفّ حولي وشاح بطولة
حلمت بليلة صيف
بسلّة تين
حلمت كثيرا
كثيرا حلمت ..
إذن سامحيني!! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:49 | |
| حوار في تشرين
أحاور ورقة توت:
_و من سوء حظ العواصف أنّ المطر
يعيدك حيّه ،
و أن ضحيتها لا تموت
و أن الأيادي القويّة
تكبلها بالوتر!
سأدفع مهر العواصف
مزيدا من الحب للوردة الثاكله
و أبقى على قمة التل واقف
لأفضح سر الزوابع.. للقافلة
أحاور هبّة ريح :
إذا هاجر الزراع الأول
وعاث بحنطة القاتل
و إن قتلوه كما قتلوني
فلن تحملي الأرض يوما
و لن تنزعي جلدها عن جفوني
سأدفع مهر العواصف
مزيدا من الحب للوردة الثاكله
و أبقى على قمة التل واقف
لأفضح سر العواصف.. للقافلة !
أحاور روح الضحيّة :
و من سوء حظ العواصف أن المطر
يعيدك حيّة ..
و من حسن حظك أنك أنت الضحيّة
هلا.. يا هلا.. بالمطر! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:51 | |
| الموت مجانا
كان الخريف يمرّ في لحمي جنازة برتقال..
قمرا نحاسيا تفتته الحجارة و الرمال
و تساقط الأطفال في قلبي على مهج الرجال
كل الوجوم نصيب عيني ..كل شيء لا يقال..
و من الدم المسفوك أذرعة تناديني: تعال!
فلترفعي جيدا إلى شمس تحنّت بالدماء
لا تدفني موتاك!.. خليهم كأعمدة الضياء
خلي دمي المسفوك.. لافته الطغاة إلى المساء
خليه ندا للجبال الخضر في صدر الفضاء!
لا تسألي الشعراء أن يرثوا زغاليل الخميله
شرف الطفولة أنها
خطر على أمن القبيلة
إني أباركهم بمجد يرضع الدم و الرذيلة
و أهنيء الجلاد منتصرا على عين كحيلة
كي يستعير كساءه الشتوي من شعر الجديلة
مرحى لفاتح قرية!.. مرحى لسفاح الطفوله !..
يا كفر قاسم!.. إن أنصاب القبور يد تشدّ
و تشد للأعماق أغراسي و أغراس اليتامى إذ تمد
باقون.. يا يدك النبيلة، علمينا كيف نشدو
باقون مثل الضوء، و الكلمات، لا يلويهما ألم و قيد
يا كفر قاس!
إن أنصاب القبور يد تشد..! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:52 | |
| القتيل رقم 18
غابة الزيتون كانت مرة خضراء
كانت ..و السماء
غابة زرقاء.. كانت حبيبي
ما الذي غيرّها هذا المساء؟
............
أوقفوا سيارة العمال في منعطف الدرب
و كانوا هادئين
و أدارونا إلى الشرق.. و كانوا هادئين
............
كان قلبي مرة عصفور زرقاء.. يا عش حبيبي
و مناديلك عندي، كلها بيضاء، كانت حبيبي
ما الذي لطّخها هذا المساء؟
أنا لا أفهم شيئا يا حبيبي!
............
أوقفوا سيارة العمال في منتصف الدرب
و كانوا هادئين
و أدارونا إلى الشرق.. و كانوا هادئين
............
لك مني كلّ شيء
لك ظل لك ضوء
خاتم العرس، و ما شئت
و حاكورة زيتون و تين
و سآتيك كما في كل ليلة
أدخل الشبّاك، في الحلم، و أرمي لك فله
لا تلمني إن تأخرت قليلا
إنهم قد أوقفوني
غابة الزيتون كانت دائما خضراء
كانت يا حبيبي
إن خمسين ضحيّة
جعلتها في الغروب ..
بركة حمراء.. خمسين ضحيّة
يا حبيبي.. لا تلمني..
قتلوني.. قتلوني..
قتلوني.. | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:53 | |
| القتيل رقم 48
وجدوا في صدره قنديل ورد.. و قمر
وهو ملقى، ميتا، فوق حجّر
وجدوا في جيبه بعض قروش
وجدوا علبة كبريت،و تصريح سفرّ..
و على ساعده الغض نقوش.
قبلته أمّه..
و بكت عاما عليه
بعد عام، نبت العوسج ىفي عينيه
و اشتدّ الظلام
عندما شبّ أخوه
و مضى يبحث عن شغل بأسواق المدينة
حبسوه..
لم يكن تصريح سفر
إنه يحمل في الشارع صندوق عفونه
و صناديق أخر
آه: أطفال بلادي
هكذا مات القمر! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:54 | |
| عيون الموتى على الأبواب
مروا على صحراء قلبي ،نحاملين ذراع نخلة
مرّوا على زهر القرنفل، تاركين أزير نحلة
و على شبابيك القرى رسموا، بأعينهم أهله
و تبادلوا بعض الكلام
عن المحبة و المذّلة
ماذا حملت لعشر شمعات أضاءت كفر قاسم
غير المزيد، من النشيد ،عن الحمائم..
و الجماجم..؟
هي لا تريد.. و لا تعيد
رثاءنا.. هي لا تساوم
فوصية الدم تستغيث بأن تقاوم
في الليل دقوا كا باب..
كل باب.. كل باب
وتوسلوا ألا نهيل على الدم الغالي التراب
قالت عيونهم التي انطفأت لتشعلنا عتاب:
لا تدفنونا بالنشيد، و خلدونا بالصمود
إنّا نسمّد لبراعم الضوء الجديد
يا كفر قاسم!
من توابيت الضحايا سوف يعلو
علم يقول: قفوا! قفوا!
و استوقفوا!
لا :لا تذلوا !
دين العواصف أنت قد سدّدته ،
و انهار ظلّ
يا كفر قاسم! لن ننام.. و فيك مقبرة و ليل
ووصية الدم لا تساوم
ووصية الدم تستغيث بأن نقاوم
أن نقاوم..[/color] | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:57 | |
| السجين و القمر
في آخر الليل التقينا تحت قنطرة الجبال
منذ اعتقلت، و أنت أدرى بالسبب
الآنّ أغنية تدافع عن عبير البرتقال
و عن التحدي و الغضب
دفنوا قرنفلة المغني في الرمال؟
علمان نحن، على تماثيل الغيوم الفستقية
بالحب محكومان، باللون المغني؟
كلّ الليالي السود تسقط في أغانينا ضحية
و الضوء يشرب ليل أحزاني و سجني
فتعال، ما زالت لقصتنا بقية!
سأحدث السّجان، حين يراك
عن حب قديم
قلربما وصل الحديث بنا إلى ثمن الأغاني
هذا أنا في القيد أمتشق النجوم
و هو الذي يقتات، حرا من دخاني
و من السلاسل و الوجوم!
كانت هويتنا ملايينا من الأزهار،
كنا في الشوارع مهرجان
الريح منزلنا،
وصوت حبيبتي قبل.
و كنت الموعدا
لكنهم جاؤوا من المدن القديمة
من أقاليم الدخان
كي يسحبوها من شراييني،
فعانقت المدى.
و الموت و الميلاد في وطني المؤله توأمان!
ستموت يوما حين تغنينا الرسوم عن الشجر
و تباع في الأسواق أجنحة البلابل
و أنا سأغرق في الزحام غدا، و أحلم بالمطر
و أحدث السمراء عن طعم السلاسل
و أقول موعدنا القمر! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 18:58 | |
| يوم
منذ الظهيرة، كان وجه الأفق
مثل جبينك الوهميّ ،يغطس في الضباب
و الظلّ يجمد في الشوارع
مثل وقفتك الأخيرة عند بابي
و خطاك تعبر، في مكان ما، كهمس في اغترابي!
يا أيّها اليوم المسافر في الرمال
أتكن لي بعض المودة؟!
الظل يسند جبهتي
و الأفق يشرب من نبيذ الشمس
ما شربت يدي،
في ذات يوم،
من ضفائر شعرك المشدود في جرح الغد
و الظل يشربني كما شربت عيونك
ضوء آخر موعد
يا أول الليل الذي اشتعلت يداه برتقال
أتكنّ لي بعض المودّة؟؟
الباب يغلق مرة أخرى، ووجهك ليس يأتي
و أنا و أنت مسافران.. و لا جئان، أنا و أنت
ماذا تسر لك الكوكب؟.. إنها من دون بيت؟
لا تسمعيها!
كان فحم الليل يرسمها على تمثال صمت
و أنا و أنت ،أنا و أنت
شفتا حنين كان ملح الانتظار طعامنا
و صداك صوتي
و الباب يغلق مرة أخرى، ووجهك ليس يأتي
يا ليل، يا فرس الظلال..
أتكن لي بعض المودّة؟؟ | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 19:00 | |
| إلى ضائعة
إذا مرت على وجهي
أنامل شعرك المبتل بالرمل
سأنهي لعبتي.. أنهي
و أمضي نحو منزلنا االقديم
على خطى أهلي
و أهتف يا حجارة بيتنا1 صلّى !
إذا سقطت على عيني
سحابة دمعة كانت تلف عيونك السوداء
سأحمل كل ما في الأرض من حزن
صليبا يكبر الشهداء
عليه و تصغر الدنيا
و يسقي دمع عينيك
رمال قصائد الأطفال و الشعراء!
إذا دقّت على بابي
يد الذكرى
سأحلم ليلة أخرى
بشاعرنا القديم و عودة الأسرى
و أشرب مرة أخرى
بقايا ظلك الممتد في بدني
و أومن أن شباكا
ضغيرا كان في وطني
يناديني و يعرفني
و يحميني من الأمطار و الزمن | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الأحد 30 أغسطس 2009, 19:01 | |
| جبين و غضب
وطني يا أيّها النسر الذي يغمد منقاره اللهب
في عيوني،
أين تاريخ العرب؟
كل ما أملكه في حضرة الموت:
جبين و غضب.
و أنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرة
و جبيني منزلا للقبّرة.
وطني، إنّا ولدنا و كبرنا بجراحك
و أكلنا شجر البلّوط..
كي نشهد ميلاد صباحك
أيّها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سبب
أيّها الموت الخرافي الذي كان يحب
لم يزل منقارك الأحمر في عينّي
سيفا من لهب..
و أنا لست جديرا بجناحك
كل ما أملكه في حضرة الموت:
جبين.. و غضب ! | |
|
| |
ilham 1
| موضوع: رد: قصائد محمود درويش :متجدد 1 الإثنين 31 أغسطس 2009, 08:05 | |
| ليت الفتى شجرة ألشجرة أخت الشجرة، أو جارتها الطيّبة. الكبيرة تحنو على الصغيرة، وتُمدُّها بما ينقصها من ظلّ. والطويلة تحنو على القصيرة، وترسل اليها طائراً يؤنسها في الليل. لا شجرة تسطو على ثمرة شجرة أخرى، وإن كانت عاقراً لا تسخر منها. ولم تقتل شجرةٌ شجرةً ولم تقلِّد حَطّاباً. حين صارت زورقاً تعلَّمت السباحة. وحين صارت باباً واصلت المحافظة على الأسرار. وحين صارت مقعداً لم تنسَ سماءها السابقة. وحين صارت طاولة عَلَّمت الشاعر أن لا يكون حطاباً. الشجرة مَغْفَرةٌ وسهَرٌ. لا تنام ولا تحلم. لكنها تُؤتمنُ على أسرار الحالمين، تقف على ساقها في الليل والنهار. تقف احتراماً للعابرين وللسماء. الشجرة صلاة واقفة. تبتهل الى فوق. وحين تنحني قليلاً للعاصفة، تنحني بجلال راهبة وتتطلع الى فوق... الى فوق. وقديماً قال الشاعر: «ليت الفتى حجر». وليته قال: ليت الفتى شجرة! | |
|
| |
| قصائد محمود درويش :متجدد 1 | |
|