فى زمنِ الخنازير
بمن يا فلسطينُ تَحتَمى
و بمن يا عراقُ تستجير
هَجَعَ جُرحُ بغداد
فى حُضنِ الأقصى الأسير
دمٌ جرى فى دِجلة
و أشلاءٌ فى الفراتِ تسير
فى زمنِ الخنازير
من يُداوى الألمَ يا غزة
أو يمسحُ دَمعكِ الكثير
من يكفرُ بالحصار
و يؤمنُ بالله القدير
أيها الأيتام لسنا لها
فلا تُخاطبوا فينا الضمير
أيتها الثكالى صَمتا"
و التمسوا غيرنا مُجير
ويح العروبة خذلتكم
و عُمرُ النخوةِ صار قصير
********************
لكأنى من بَعيد
أسمعُ صوتَ الشهيد
يقولُ من بَصَقَ على قبرى
و من داسَ على الشهيد
من باع دمى
بثمنٍ زهيد
و من ساقَ الأوطان
إلى سوق العَبيد
لكِنما الفجرُ آتٍ
مهما طغى العربيد
يوما" سينفجر
بُركان الغضب الشديد
يوما" سيسقط
مطر الثأر الأكيد
يوما" سيبزُغ
نَجم الحُلم الوليد
يومها سأكتبُ بدمى
قصة شعبٍ شريد
و سأحكى عن التضحيات
عن المُر و الآهات
عن الجورِ و النكبات
عن القتل و الرُفات
و عن ألف شهيدٍ و شهيد
و لن أملُ فهكذا الدنيا
عُمر الأزهار قصير
و عُمر الأشواكِ مَديد
و الفجرُ لا ريب آتٍ
مهما طغى العربيد
********************
قالَ لى أبى ,,,
خُذ تلك البندقية
و خُذ هذا الرصاص
و ادخرهُ يا ولدى
ليومِ الخلاص
و اعلم يقينا" ,,,
لا بديلَ عن الكرامة
و عن العِزة لا مَناص
من أجلكِ يا ولدى
دفعتُ من عُمرى سنوات
أقاتلُ بنى صهيون
أخوضُ غِمار الرَدى
و أدُكُ الحصون
عدوكَ يا ولدى جَبان
كان يوما" تحت قدمى
يصرخُ كالصِبيان
فاحفظ عهودى و لا تخنها
و عِش ما حييت أسَدا"
و لا تكن كالجرذان
قلتُ لا أملكُ إلا قلمى
قال القلمُ كالسيفِ يا ولدى
فاقطع به رقاب العِدا
و اضرب منهم كل بَنان
و أخرس به الذئاب
و لَجِم به الغِربان
و انصر به الدين فخرا"
و ابنى لمجدِ العروبة بُنيان
قلتُ أنا لها يا أبى
حتى آخر الزمان
لن أُفَرط و لن أبيع
و إن باعَ الخنزيرُ و خان
سأجعلُ بقلمى من فوقهم نارا
و من تحتهم لَظى و دخان
سأحفظُ عهودى كلها
و سأكتبُ إسمى على البندقية
و انقشُ رَسمى على الرصاص
ينبغى للشعر أن يُعبر عن آلام الأمة و جراحها
و ينبغى للشاعر أن يشعُر بتلك الآلام و الجراح
حقوق الملكية الأدبية و الفكرية
محفوظة فى قلب الأمة و ضميرها
و مُسجلة باسم كل عربى شريف و كل مُسلم غيور
؛؛
؛؛