موضوع: مـــن وراء أبــــــواب الفــقر السبت 18 يوليو 2009, 09:20
قلوبٌ فِي ضِيَافَةِ الحُزنْ
قلوبٌ أدمَاها الألمُ .. وأتعبَها النِسْيان .. تركنُ تحتَ سطوةِ الفقرِ ..فيذيقُها أصنافاً مِن العذاب .. يبللُهم الدمعُ على مشارفِ أبوابٍ صدئة .. يستندون على جدارٍ متهرئ يلُوكون الصبرَ مراً علقَما ..!هُـنا كُنا على موعدٍ مع ألمٍ منْ نوعٍ آخر نقفُ على منعطفاتِ لغويةٍ تصلُ بنا إلى قلبٍ ينبض ليعلنَ أنه لا يزال حياً .. صفحاتٌ امتزجتْ برحيقِ أرواحِهم الموحِشة البَاحثة عَن الأُنسِ , عن الأمل , عن إحساسٍ يمْنعه كبرياءٌ يُقتَلُ كلَ يومٍ على أعتابِ اللامبالاة يتلاشى أمامَ القسوة .. ويلفظ أنفاسَه الآخيرة الفقر كلمة مقيتة، كريهة تعافها النفوس ، وتشمئز منها القلوب، وهو متفشٍ في هذا العصر الظالم، عصر الثروات الهائلة والبؤس المزري ، فبينما نجد أناساً يعيشون في ترف حياتي، يلعبون بالملايين وتقتلهم التخمة ، نجد آخرين لا يكادون يجدون لقمة العيش وإن وجدوها كانت بشق الأنفس ، يعيشون في أكواخ من الصفيح، بل وفي العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ، يمزق أحشاءهم الجوع، ويهدُّهم المرض، يتجرعون مرارة الحاجة، وتغص حلوقهم بذلة المسكنة.
إن للفقر أبناءً كثيرين .. وإن له صوت يعلو ويرتفع .. وهناك أذن لا تسمع و عين لا تبصر !