خذوا روحي .. خذوا قلبي .. خذوا لغتي
خذوا روحي .. خذوا قلبي ..
خذوا روحي خذوا قلبي خذوا لغتي دعوني مثل عصفورٍ أغني في دجى الصمتِ وغنّوا فوقَ ذاكرتي غناءَ الحرفِ للشَفَةِ
دعوني سائحا في الريحِ
أبني فوقها بيتي
وأملأ وحدتي صوتاً
أجدد بعدها صوتي...
أزيحوا شكل هذا الأفق
غيبوا عن مخيلتي...
فلا زالت نهاياتُ الهوى تمضي
زرافات للذي يأتي...
دعوني بعد هذا الذلِّ والكتمان والصمتِ
أحررُ سربَ ذاكرتي
لعلّي ألتقي يوماً... بشيءٍ اسمهُ موتي
نسيتُ... سلاسل الكلمات
تزحفُ خلفَ آهاتي...
يدور الشكّ في قلبي...
ويعصر ضعفيَ البشريِّ
كي يمتص مأساتي...
ويومض في سهادِ الليل
بينَ أنين مقتولٍ وبينَ حنينِ مشتاقِ
فأصرخُ دون أن أدري
أيسمعني سوى نفسي؟!
وأصرخُ دونَ أن أدرري...
فيرجعني صدى صوتي
ويًبقى بينهُ بيني..
سجينا مثل ذاكرةٍ
سباها العمر مرّات ومرّاتِ
فأرفعُ وجهيَ المخلوط بالدمع وبالدمِّ
وأنظرُ باتجاهِ الشرقِ...
هذا الشرق مشغولٌ
ومصنوعٌ مِنَ الكلماتِ
يا ذُلَّ العباراتٍِ
أنادي... مرة أخرى...
تُراهُ قد سَها عنّي ؟؟ّ
أو اضطر ...
بعيدا عن مجاراتي....
فيرجع مرة أخرى صدى صوتي...
يودّعني ...
فلا شيء بهذا الكونِ يسمعُ
غير صوت الطبلِ والمزمار
ويمضي... خلف إيقاع مأساتي...
أنا الآتي من اللاشيء
أجهل أنني نائي...
أنا المزروع بين دقائق الأوهام
أنا المرئي والرائي....
دعوني أقتلُ الكلمات...
أغمرها بأشلائي...
أضحي في دمي جهراً
أمامَ عيون قُرّائي...
فلسطينية أمي...
فلسطينية لغتي...
وهذا الموت أجمل ما يكون
لكي يعيشَ الحبّ...
فعيشوا يا أحبّائي...