مـَن لــي يواسـينــــي بمـــر عذابي
فــي وحــــدتي وتـغـــربي ومــصابـــــي
لا شــيء ألقــى في الحيــاة يــسرنــي
مـثــل الـــــذي ألقـــاه مـــن أتــعابـــي
سـايـرت كـل الـنـاس حسب طباعهم
فـوجـــدت فــيهــم نــــدرة الأصحــــــاب
ورجــوت أن ألقــى صديـــقا مخـلصـا
أفـــضـي إليـــه مـــن الســـرائر مـا بـــي
فـوجـــدت أن النــاس يصـعب ودهم
وتــقــــل فـــيهم مــــيــزة الأطــــيـــاب
لا عــجـب فــي هـــذا فـإن صــــلاتنا
بـاتــت عــــلى الأطــــمــاع والأســــــلاب
والنــاس ضــاقــت بالهموم ولـم تعد
فـيـــهــم صـــفــات الحــب والأحــــبــاب
نســي الشقــيق مــع الــزمان شقيقه
وكــأنـــهم فــي الــبعـــد كـــــالأغــــراب
فــالمـــال فــرقهــم ومــزق شمـــلهم
وقــضـــى عـلــى الأرحـــــام والأنـســـــاب
وعــلاقــة الأفــراد فــيـمابــينــهــم
كــعــــلاقـــة المـــــتـــخـــوف المــــرتــــاب
الصـــدق والإخـــلاص زالا عــنـدهــم
وتـــنــــافـــروا لــتـــــوافـــه الأســبـــــاب
أســـفـي عــلــى هـــذا الـزمــان فإنه
أضــحـــى لـكــــل مـــنــافــق
كـــــــــــــــــــــــــــــــــــذاب[