ها هو جالس بجانبي الآن رجل كل ما يربطني به ورقة كتب فيها أنه زوجي ..... له حقوق تجب علي.
ارتديت له فستان الفرح الذي لطالما حلمت ان أرتديه لحبيبي, أناس أطالع الفرحة في أعينهم فأدمعوا و أنا أدمع حزنا على فراقه.
أرى ذلك الرجل ينتظرني ليأخذني لعالمه فأقف على الأطلال التي لطالما حلمت بها مع حبيبي .... كيف لي أن أهب غيره قلبي و به فقط اهتزت مشاعري, هذا الرجل يناديني : زوجتي اقبلي علي , اجلسي , أعلم أنك مرهقة و أنا بالكاد أسمعه .... فكل معالمه مشوشة بالنسبة لي .... لا أرى سوى وجه حبيبي و لا اسمع سوى صوته و كلامه.
أشعر بمسافات بيني و بينه رغم كوننا تحت سقف واحد , و حبيبي رغم غربته إلا أنه قريب جدا لي.
ثار زوجي لشرودي فصرخ علي في ليلة الزفاف : ألن تقبلي؟؟ زوجتي يا مبتغاي , كنت احلم بك طيلة سنين و أنت اليوم حقيقة ... بكيت بحرقة و لكنه ضمني و قال : اهدئي فأنت في بيتك.... كنت أطلب منه الابتعاد لم اطيقه شعرت بغمة حين حضنني... أحسست بأني حزينة ليلة عرسي.
و لكن حبيبي بقى معي ... يحاورني زوجي فابتسم و أنا لا أعلم ماذا يقول , كان يتحدث عن مستقبلنا الذي رسمته قبلا مع حبيبي... كان يتحدث عن حبه لي و انا كنت أطالعه بعينايا أقول : و لكني احب حبيبي
في ثاني يوم أتى الناس يهنيؤوننا مستبشرين و انا حزينة... لم أستطع أن أخبر أحدا بأني لا أزال باقية على وعد حبيبي..... حبيبي الرجل العظيم الذي لطالما حلمت معه ببيتنا , بأطفالنا , بمستقبلنا .... حبييبي الرجل العظيم كنت أناديه: زوجي , وكان يناديني : أميرتي.
شتان بين هذا و ذاك ... الرجل العظيم من أحبه و حتى مع غيره و غيره زوجي الذي أحترمه فقط لأن الحروف و الأقدار جمعتنا.
وقف زوجي عاجزا جاهلا سبب انعزالي عنه, حاول جاهدا الاقتراب مني و لكني أبيت ذلك... كيف لي أن أهب غير حبيبي أنا؟؟
كيف أنساق لغيره و أقول كلام معسول لسواه, بقيت على ذكرياته , أراه في كل مكان.
زوجي عزل نفسه عني كما فعلت... أصدقاء بل إخوة تحت سقف واحد.... برود أصابني بالإرتياح لوهلة.
حار الناس في حالنا, عرسان في أول شهر منعزلين .... ما السبب؟؟ ما الدوافع لدلك؟؟ أخبرتني صديقتي أن احيا من جديد مع زوجي , هذا الرجل الذي لا أعرفه و أن أنسى من خالجته و خالجني مدة السنتين, طلبت مني أن افترب منه و انا لا احتمل النظر إليه, ان أسمعه و انا صماء و أن أحاكيه و انا بكماء.
مضت أيام أخر و حاول زوجي الاقتراب لنت له لوهلة و لكن لم يستطع أن يعرف سبب الحزن في عيني.... كان يعلم جيدا أنه غير مرغوب به من حركاتي و لكن واجباته فرضت علي الاقتراب ,,,,, ضاق زوجي فأبعدني عنه ثانية
كنت ارفض أن أرتدي له ملابس الزوجة... بقيت بملابس أقل ما يقال عنها أنها فضفاضة , خشيت أن أريه جسدي , أردت أن يبتعد عني أكثر فأكثر.
تحدث أقرباؤنا عنا .... عن تأخر حملي .... اصبحوا ينصحوننا بأطباء و أدوية وما إلى غير ذلك......
حاول زوجي ثانية و لكني دفعته , أقفلت على نفسي الغرفة , فأخذ يحاورني من خلف الباب حتى لنت له.... فتحت الباب له , جلسنا طيلة الليل نتكلم عن حالنا و احوالنا ,,,, بعد مرور ستة أشهر عرفت يوم مولده.... عرفت ماذا أحب في كما قال ..... تعرفت عليه ذلك اليوم و أنا لا أزال أحاول و لكن حبيبي يبقى حبيبي.