موضوع: روعـــــــــــــــه الثلاثاء 01 سبتمبر 2009, 09:14
مدينة بني ملال لها خاصية فريدة من بين كل المدن المغربية ، فالمباني فيها مشيدة فوق الكهوف ، كيف تم ذلك وما حقيقة هذه الكهوف؟ مجموعة من المؤرخين والباحثين في تاريخ المغرب القديم يؤكدون أن بني ملال من أقدم الأماكن التي عمرها الإنسان في شمال افريقيا ،ورغم أن الحفريات لم تبدأ بشكل فعلي في المدينة إلا أن انتشار الكهوف يؤكد ماسبق ذكره ، إذ يتضح من خلال أشكالها ومواقعها بأنها من صنع الإنسان وليس نتيجة عوامل طبيعية ، فأثر استعمال الأدوات الحديدية في عملية الحفر و الثقب بادية على جدران الكهوف و واجهاتها، و تفصيلاتها و أشكالها الهندسية، فهي في مجملها تقدم لنا أنماطا فريدة من أشكال التعمير البدائي القديم بأقبيتها، و غرفها ،و أشكالها الهندسية المتميزة و الفريدة التي تستحق اهتماما من طرف المؤرخين و علماء الآثار، فلاشك أن هناك كنوز تاريخية وسط هذه الأنفاق و الكهوف في حاجة إلى مستكشفين يغنون ببحوثهم تاريخ المنطقة ، وجزءا من تاريخ هذا الوطن . الروايات الشفوية لساكنة المدينة القديمة تؤكد أن الأجداد كانوا يستعملون هذه الكهوف للاختباء من العدو في الحرب التي كانت رحاها دائرة بين قبائل الجبل وساكنة الدير ، وهي نفس الحالة التي تكررت عبر تاريخ مدينة داي قديما ،بني ملال حديثا ، وصولا إلى تأسيس المدينة حديثا داخل ما كان يعرف بالسور، حيث كان السكان يعتبرون البناء خارج السور بمثابة مغامرة غير محمودة العواقب خاصة في زمن ما يعرف بأيام " السيبة" ، لذلك بنوا منازلهم فوق أرض موقوتة دون أن يعرفوا خريطة الكهوف التي في أسفل "القصبة ". نفس ما استخدمه الأجداد لحمايتهم من العدو ، استعمله الأبناء في مقاومة المستعمر الفرنسي الذي بذل جهدا مضاعفا لمعرفة ورسم خرائط الكهوف وكشف مخابئ بعض رجال المقاومة ، وهي للأسف الخرائط الوحيدة المتوفرة والتي لا تأخذ بمحمل الجد رغم حدوث جل الكوارث في النقط التي حددتها هذه الخرائط .
عاشقة للجنة 1
موضوع: رد: روعـــــــــــــــه الأحد 13 سبتمبر 2009, 06:33