تشتهر الحمضيّات (برتقال، ليمون حامض، كلمنتين، ليمون يوسفي، ليمون هندي، ...) بقدرتها على الحفاظ على الصحة والحيوية. تأتي هذه الفاكهة، البرتقالية والصفراء اللون، من مناطق حيث أشعة الشمس قويّة. ماذا عن الطاقة التي تزوّدنا بها هذه الحمضيات؟
يوصي معظم خبراء التغذية بتناول الحمضيات، كفاكهة أو عصير.
◄ طاقة وحماية
يشير تقرير علمي نشرته منظّمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، إلى أن استهلاك هذه الأطعمة يساعد على تخفيف خطر الإصابة بفقر الدم، تعتيم عدسة العين (الفاكهة والخضار عموماً مفيدة للعينين)، والأمراض القلبية الوعائية. يتطرق التقرير على حد سواء إلى مساهمتها في الوقاية من السرطان، إذ أن الغذاء الغني بالفاكهة والخضار التي تقي من البدانة وداء السكّري يخفّض خطر الإصابة بالسرطان. يُذكَر أنه في القرن السابع عشر، كان يوصى بتناول الحمضيات لمعالجة داء الحفر.
كذلك، تحتوي الحمضيات على مواد مغذية من دون أن تسبب زيادةً في الوزن، بل على العكس يُنصَح بها في الأنظمة الغذائية المنحّفة. بغض النظر إن كانت الحمضيات متوافرة أم لا، يعتبر استهلاكها عنصراً إيجابياً في النظام الغذائي اليومي، ولهذا السبب تشدد منظمة الأغذية والزراعة على إدراجها في النظام الغذائي للبلدان التي تشهد سوء تغذية.
على رغم ذلك، معدّل استهلاك الحمضيات منخفض عالمياً، لأنها غالباً ما تكون باهظة الثمن وتفسد بسرعة إلا إذا كانت تُزرَع في بلد منتج أو يملك وسائل لحفظها وتجميدها. فضلاً عن ذلك، لم تكن العادات الغذائية مترسّخة في البلدان غير المنتجة، فازدهرت الواردات بسبب وسائل الإعلام والدعاية التي سلّطت الضوء على حسناتها. يندرج ذلك ضمن السياسة الغذائية التي تشدّد على استهلاك الفاكهة والخضار المتزايد. أكبر الدولة المنتجة للحمضيات في العالم هي: البرازيل، الصين، والولايات المتحدة. أمّا أوروبا، فتزرع حصّة الأسد من البرتقال.
◄ سيّئات محدودة
- الحموضة: يعلم الجميع أو اختبر مسبقاً إحساس حموضة في المعدة عقب تناول كمية كبيرة من عصير أحد أنواع الحمضيات. لذلك استهلكوا الحمضيات عن دراية ومعرفة ما يناسب جسمكم وفي أي وقت يجب تناولها. هذا وتؤثّر نوعية العصير على إحساس الحموضة الذي نشعر به لا سيما حين نشربه على معدة خاوية.
- مبيدات الحشرات: من الهواجس الخطيرة التي تشغل بال المستهلكين. من المفيد تناول الحمضيات، لكن ما العمل إن كانت مُعالجَة بمبيدات الحشرات الضارة؟ توجد قوانين خاصة باستخدام المبيدات، لكن بما أنها تختلف من بلد إلى آخر، من الصعب البقاء على اطّلاع بما هو مستخدَم. يمكن إذن شراء منتجات «غير مُعالجَة بعد القطاف» أو حتّى منتجات بيولوجية. ثمة تحذيرات أيضاً بشأن العصير، إذ ينبغي معرفة المواد الأولية التي صُنع منها.
- تناول الأدوية: أشيع في الآونة الأخيرة أن استهلاك كمية كبيرة من الليمون الهندي مع بعض أنواع الأدوية قد يكون شديد الضرر. هذا صحيح لأن الليمون الهندي، على الرغم من خصائصه المفيدة، يعزز مفعول الدواء، الأمر الذي يضاعف الجرعات المضادة للداء التي هُضمت. يُشار إلى أن شرب أربعة أكواب من العصير يومياً مثلاً، وهو أمر يسهل القيام به في الصيف، يعادل استهلاك أربع حبّات منه. حذار إذن، لأننا نفرط أحياناً في شرب العصير، لكن الحال ليست كذلك عند تناول الفاكهة نفسها.
◄ العصير: النكتار المركّز، العصير الصافي...
توجد أنواع كثيرة من عصير الحمضيات في السوق، ومع أنه يوصى باستهلاكها، لا بد من التحقق مما نشتريه. نجد بالتالي الأنواع التالية:
- العصير الصافي: يحتل هذا النوع المرتبة الأولى بين أنواع العصير التي نجدها في السوق. يحتوي على الفاكهة فحسب من دون وجود أي أثر لسكر مُضاف. ينطبق ذلك على العصير الذي يُعد في المنزل، وعصير الفاكهة الطازجة، وذلك الذي يمكن حفظه بدرجة حرارة المحيط. العصير الطازج هو الأغلى ثمناً. يجب التحقق أيضاً من ملصق المحتويات لمعرفة كمية الفاكهة المستخدمة.
- عصير الفاكهة المركّز: نجد في هذه الفئة أيضاً عصيراً صافياً 100%، لكن عملية تصنيعه تختلف لأسباب اقتصادية خصوصاً. فعوضاً عن تخزينه كعصير صاف، يُصار إلى تركيزه، أي تُنزع المياه منه لجعله مركّزاً. يحتل هذا العصير مساحةً أقل وتقلّ تكلفة نقله إلى وحدة التحويل النهائية التي تضيف مجدداً كمية المياه التي نُزعت في البداية. قد يحتوي هذا العصير المركّز على السكر المضاف، لكن ذلك يجب أن يكون مذكوراً على ملصق المحتويات.
- النكتار: يحتوي هذا المنتج الأبخس ثمناً على 50% من الفاكهة كحد أقصى. تكون الفاكهة على شكل عصير كما في الفئتين المذكورتين آنفاً أو على شكل هريسة. أمّا المكونان الآخران فهما الماء والسكّر.
يقل استخدام المواد الإضافية والحافظة شيئاً فشيئاً، لكنها مع ذلك موجودة في النكتار بخلاف العصير الصافي.
لا تترددوا إذن في تناول الحمضيات، لأنها تساعد على إبطاء مسار الشيخوخة، عبر الحد من ظهور الجذور الحرّة المشهورة. باختصار، تتفوّق حسناتها على سيئاتها.
هذه الفاكهة التي يبدأ موسمها في أكتوبر (تشرين الأول) تمدّنا بمنافع كثيرة. إن كان العصير لا يعني لكم شيئاً، تستطيعون الاستعاضة عنه بالفاكهة. تتوافر اليوم وصفات كثيرة لسلطات تشكّل مقبّلات لذيذة خفيفة وشهية. حتى لو لم يكن هدفكم اتّباع نظام غذائي، لكن من المفيد تناولها عند كل وجبة.