قليل من الضغط النفسي كفيل بجعلك تتناول لوحاً من الشوكولا... بعض القلق والتوتر وتنكب على تناول طبق من الجبنة... باختصار تصب جام غضبك على الطعام. كيف يساعدك الطعام في التخفيف من حدة التوتر؟ هل من أطباق معينة تكافح الضغط النفسي؟
في حياتنا اليومية نمر غالباً بفترات من القلق والضغط النفسي، ما يؤثر إلى حد كبير على نظامنا الغذائي. للتخلص من هذه المشاكل علينا أن نفهم ردود فعلنا، وميولنا ونضع استراتيجية فاعلة لمكافحة التوتر.
◄
رد الفعل الأكثر شيوعاً الذي يقوم به كثيرون لمواجهة الضغط النفسي هو تناول كمية أكبر من الطعام. من خلال تناول الطعام نخفف من توترنا، نفرج عن همومنا، وننسى مشاكلنا ولو موقتاً.
كما يعرف الجميع، الطعام هو الرابط العاطفي الأول الذي يجمع الطفل بوالدته: من خلال الثدي أو قارورة الحليب يكتشف الطفل شعور المتعة والرضى المرتبط بإشباع الحاجة العاطفية، شعور قد يستمر حتى مع الانتقال إلى مرحلة البلوغ. ومن هنا أيضاً تجذرت في مجتمعاتنا عادة مكافأة الولد أو مواساته بإعطائه السكاكر مثلاً.
يعتبر تناول الطعام للتخفيف من التوتر رد فعل «طبيعياً»، غير أنه يصبح مرضياً عندما نعجز عن حل مشاكلنا والتفريج عن قلقنا من خلال طريقة أخرى غير الطعام.
◄ الشوكولا
يتصدر الشوكولا قائمة الأطعمة التي يلجأ إليها السواد الأعظم من الناس في حالات التوتر لقدرتها على التخفيف من الضغط النفسي. حتى أن الباحثين حاولوا دراسة كل مركب موجود في الشوكولا لمعرفة أي واحد يتمتع بهذا التأثير المهدئ.
يحتوي الشوكولا بشكل أساسي على مركّبي الفينيليثامين phényléthylamine والتيرامين tyramine اللذين يشبهان إلى حد كبير مركب الأمفيتامين amphétamine. عندما تؤثر هذه المركبات على الجسم، نجدها في البول. غير أن تجارب متعددة أثبتت أنه بعد تناول لوحين من الشوكولا (200 غرام)، لا نعثر على أي أثر لهذين المركبين.
اللافت أيضاً أن النقانق أو الطماطم مثلاً تحتوي كمية أكبر من الفينيليثامين، غير أن أياً منهما لا يتمتع بالتأثير نفسه كما الشوكولا. كذلك اهتم الباحثون بالتحقق من مشتقات الأحماض الدهنية في الشوكولا والتي تتمتع بخصائص مخدرة تشبه تلك التي تتمتع بها نبتة القنب. لكن في هذه الحال أيضاً، تبين أن هذه المركبات متوافرة في الشوكولا، لكن بكميات ضئيلة جداً.
◄ السكر
عند الشعور بضغط نفسي شديد، يتناول كثيرون أطعمة غنية بالسكر تختلف عن الشوكولا. في هذا السياق قدّم الخبراء فرضية مثيرة للاهتمام تفيد بأن السكريات، من خلال زيادة كمية الأنسولين في الدم، تسمح بإفراز مركب التريبتوفان، حمض أميني يتحول إلى سيروتونين. وهذا الناقل العصبي بدوره يشارك في مقاومة الاكتئاب والقلق. لكن رد الفعل هذا يتطلب ساعات فيما أن تأثير هذه الأطعمة فوري.
◄ الحقيقة
ما من مواد أو مركبات موجودة في أي أطعمة قادرة بحد ذاتها على التسبب بهذا التأثير المقاوم للضغط النفسي. في المقابل ثمة أمر واحد مؤكد: المتعة التي نشعر بها عندما نتناول طعاماً معيناً نحبه تحفّز إفراز مركبات مهدئة داخل الجسم، ما يترجَم من خلال شعور بالراحة والسعادة.
لكن لكل واحد ذوقه في الطعام، بالتالي لدى كل منا أطعمة محددة تساعده في مقاومة الضغط النفسي. من هنا تكمن المشكلة في تحديد الكمية: في مواجهة الضغط النفسي، نعجز عن التحكم بحاجتنا إلى التعويض فنلجأ إلى الإفراط في تناول الطعام.
◄ استراتيجيّة مناسبة
يمكن لنظامنا الغذائي مساعدتنا إلى حد كبير للتغلب على الضغط النفسي شرط ألا نعتمد الإفراط. إليكم بعض النصائح المفيدة:
- خذوا وقتكم وتناولوا وجبة حقيقية وأنتم جالسون إلى طاولة الطعام، بعد اختيار الأطعمة التي تفضّلونها، ويمكنكم إذا أردتم الذهاب من وقت إلى آخر إلى أحد المطاعم.
◄ اعتمدوا نظاماً غذائياً متوازناً وخذوا قسطاً كافياً من النوم.
◄ تجنبوا تناول الطعام بين الوجبات.
◄ تناولوا أطعمة تحتوي على السكر (معكرونة، رز، معجبات، نشويات، خضار، فاكهة): أثبتت الدراسات التي أجريت حديثاً أن الناس لا يتناولون ما يكفي من السكريات البطيئة.
◄تناولوا كمية أقل من المنبهات: قهوة، شاي، مشروبات غازية.
◄ مارسوا الرياضة: التنزه، الركض، المشي فالتمارين تخفف من الضغط النفسي.