وأخيراً تزوّجتُ من أحبّه
عصافير فرحي ازدادت قصلا ًوريشا ً
أتى مدعوون كثر
فقد كان حبيبي بسمعة الياسمين
وطار بي إلى عش الزوجية والسعادة في عينيه كعصفور ولدت أنثاه للتو
كنت ُكالريشة بين يديه
لم أسمع أعذب من كلماته ولا أرق
أخذ يمازحني ويداعبني كثيراً واستسلمتْ بحيرة روحي
لذكر الإوز الساحر وبينما كان القمر ينام على ذراع غيمة
كان قوس قزح يكبر شيئاً فشيئا ًفي عينيّ وفي عينيه حتى التلاشي
وفجأة تكوّر حبيبي كسلة وعشش الغيم في حلقه ورئتيه
- ماذا بك حبيبي ؟
- لا شيء
- أرجوك لم كل هذا الضباب إذا ً ؟
- يا لبراءتك, تعملين نفسك لا تعرفين
- أعرف ماذا ؟
- أنك خدعتني كعذراء بيروت
- أقسم لك أني لم أفعل
- المكتوب بائن من العنوان
- لا ليس صحيحاً ما تقوله حبيبي , بالله والملائكة
- أنت لست حبيبتي ولا أنا كذلك فلا تلفظيها ثانية
- أرجوك اشرح لي حبيبي
- الأمر أنت تعرفينه جيدا ًفلا تتغابي
ومرت ثلاثة أشهر باردة كرياح القطب وكأنّي لستُ بزوجة ولا الذي أحببته وتزوجته هو زوجي
وأخذ يختلق غبار المشكلات ليلاً نهاراً وأنا أوْدِع القلب صبرا ًيتعتق شيئا فشيئا ,وهو يضايقني كثيراً كما لو أنّه نسلة فرشاة أسنان سقطت في بلعومي فلا أستطيع دفعها ولا أستطيع رفعها
وكان أهله يقفون في صفّي دائماً ويوبخونه على تصرفاته أمامي كأنه ولد مشاغب جدا ً
إلى أن أتى يوم بينما كنت في غرفة نومي أجلس حزينة كعنكبوت صغير
فقد أهله في حادث تنظيف, كانت أمه تقول له في الصالون: يا بني ماذا جرى لك ؟ ركبك الجن ؟! لماذا تعاملها بكل تلك القسوة, والله 00البنت مليحة وأهلها ملاح
- بنت ؟! 0000 مليحة ؟!0000 واضح كثيرا
- ماذا تقصد ؟
- أقصد أنها لم تكن عذراء حين تزوجتها
- يا باري ! من عقلك هذا الحكي
- أجل من عقلي : وأنا لم أعد راغبا ً بها فلتذهب إلى بيت أبيها
كفكفتُ دموعي الكثيرة بمنديلي الذي لم ينشف بعد من دمع الفجر وانسللتُ من البيت مسرعة إلى دار أبي دون أن أوضب أغراضي
وشرحتُ لأهلي ماذا حدث وبما أن ثقة أهلي بي كانت كالجبل الشامخ
أخذوني إلى طبيبة نسائية فتبين لها أن غشاء بكارتي مطاطيّ وهذه الحالة تحدث عند واحدة إلى اثنتين بالمائة من النساء ولهذا فلم يرشح الدم في تلك الليلة المرصعة بالشؤم واللذة , ورغم ذلك بقيت نفسيتي كمن ولدت طفلاً ميتا ً
وبعدها
عدنا إلى البيت ومعنا تقرير طبي واتصل والدي بالجماعة وأخبرهم بالحقيقة
فأتوا ليعيدوني إلى زوجي الغر ولكنني لم أقبل, قرفت العودة وازداد تمسكهم بي وكأني الحلم الهارب
وازددت رفضاً ونشبت بيننا محكمة ومحكمة والى الآن أسكن في منزل شبابي الكئيب الناعي ذكريات طفولتي وصباي السعيدين أقبع كسجين متهم بريء ينتظر الحكم عليه -لا معلقة ولا مطلقة-