صبايا بعمر الورود وتخطين العشرينات وجلسن تحت أسوار الثلاثينات ليحققن ذاتهن بالعلم والعمل وأجلن فكرة الزواج ألى أجلٍ غير مسمى ورسمت السنون على وجوههن خطوط الانتظار لفارس يملك الشمس في يمينه والمجد في شماله ليقدمه لعروس جاوزتة علما وخشونةً وطال انتظارهن لذالك الفارس الهارب من الزمن الصعب فارتمين لاهثات كحقول صفرأ مشط سنابلها ربيع هارب.
أصبح البحث عن شريك العمر مهمة صعبة فالوفرة المتوفرة من الصبايا أغلبهن لا تنطبق عليهن صفة زوجة المستقبل والشباب المتسكع على المقاهي لا يغري الصبايا بالزواج, ومن يرثون المواصفات الملأمة لزوج المستقبل هم ندرة وهذه الندرة بالتأكيد لن تكفي هذه الجيوش من الأنسات اللواتي أوشك قطار الزواج يتجاوزهن. أمورٍ كثيرة جعلت شبابنا يعزيفون عن الزواج أو يتزوجون من يقع عليها اختيار مشوش ومستعجل تحكمه عاطفة عابرة ينتهي عادة أما بالطلاق أو بمشاحنات تهدم كيان ألأسرة وتحطمها وغالباً
ما يتم الأختيار من قبل الفتاة فلم يعد متسعاً في هذا الزمن المقلوب أن يخطب الشاب الفتاة لأصلها وأدبها وعلمها وجمالها وذالك بعد قرار مدروس نابع من عقله ومدعوم من قلبه وتشاور مع أهله لينتزع موافقة اساسية تكون ركيزة زواج ناجح يساهم في بنأ أسرة متزنة. مايجري اليوم هو أن الفتاة هي التي تنتقي
وهي التي تخطب وهي التي تعدل وهو الخجول والمرتبك وهو من يهز رأسه بالموافقة ويرضخ لأوامر
وطلبات لها اول وليس لها آخر ودون مناقشة,
سوء مفهوم الحرية اليوم جعلت شبابنا وصباينا يغيرون
أفاقهم كما يغيرون بناطيلهم حتى الفستان قد الغي من قاموس أنوثتها بالنسبة للفتاة ومن متى كانت بناتنا يرتمين على أرصفة المقاهي يدخن الارجيله ويصدن الأغنى مالاً وألأحلى وجهاً والأتفه عنصراً.
وكيف لا ينجرف هذا الشاب وهو أمام سوق مفتوحة سوق ملونة الاشكال رخيصة البضاعة يأخذ
منها ما يريد وعندما يبدأ الجد في اختياريها زوجة يظهر التردد وتستيقظ شرقيتة ويصعب الأختيار
. رحم الله أيام التخلف يوم كان الشاب يتعرف على الفتاة في بيت أهلها ويوم كان الزواج يفرز رجالاً
يغيرون بهم وجه التاريخ ونساء رائعات يمددن مجتمعهن بعناصرصالحة. ثم ما مصير الفتيات العفيفات
اللواتي قبضن على قيمهن كالقابضة على الجمر في هذا الزمن الصعب يمارسن حرية العمل وتحقيق
الذات في أطرٍ من الأخلاق والقيم ينتظرن الفرصة المسروقة ويتحصن بتقاليد شرقية فيها روحانية
الألتزام وثقافة الدين وهذه الشريحة تكاد تتلاشى أمام هؤلاء والتي نلمسها في هذا العصر المنجرف
وراء كل ما يلمع. على من نضع اللوم هل نلوم الفتاة هذه الزهرة المتفتحة التي لم تجد من يقدم لها
النصح والارشاد ومن يسقيها ماءً نقياً مجبولاً بحرية محصنة وبتربية صحيحة أم نلوم الشباب الضائع
والواقع بين مطرقة الفقر وسندان البطالة والمنجرف وراء المصالح على حساب المبادئ وكيف تختار
الفتاة. فكيف نحسن الأختيار أن اللؤلؤ يبقى لؤلؤاً داخل المحارة ولؤلؤاً خارجها والحر بيقى حراً داخل
لأسوار وحراً خارجها, يا شبابنا هناك اللؤلؤ بكثرة داخل المحار ينتظر منكم حسن الأختيار.