حدثني صديقي فقال
كنت عازبا أسكن غرفة فوق سطح الخالة فاطنة ،في حي شعبي بمدينة سلا.
كانت الخالة اما لثلاث شابات ،أوشك ان يغادرهن قطار الزواج، بالمصطلح الدارج: "بايرات"..
ولهذا كنت أحضى بشفقة الخالة وبناتها ،هذه تكوي ملابسي، وتلك ترتب فراشي، والأخرى تغسل لي الأواني..
أما الخالة فقد كانت تنعم علي بطبق كسكس ساخن كل جمعة، مباشرة بعد عودتي من المسجد، تناولني إياه إحدى الصبيات مبتسمة :قالت ليك مي ها كسيكسو بالخضرة وبالصحة والراحة
أتسلم الصحن بحذر كي لا تلامس أصابعي كف الفتاة ،تجنبا للوقوع في الفتنة والمعصية،ثم أشكرها:الله يرحم الوالدين ديمة معدبكم معايا سمحوا ليا ..
وأهم إلى غرفتي وأشرع في تناول الكسكس، بعد بسم الله الرحمن الرحيم زيادة في الحذر،فقد كانت أمي تقول بأن بسم الله تبطل السحر كله، لذلك كنت أبسمل وألتهم على راحتي .."تنطيح فالطبسيل بحال لعمى وماتنهز راسي حتى تانسالي" :الحمد لله.
مضت سنتان وأنا اسكن نفس الغرفة ،واتناول نفس الطبق ،وأتوخى الحذر ثم الحذر..
ومع مرور الوقت وتوالي صحون الكسكس علي، وجدتني مشدودا إلى إحدى بنات الخالة فاطنة، وكانت والله أبشعهن خلقة ،وأكثرهن عبوسا .
طويلة القامة، صفراء البشرة، لم يتأتى لي التعرف إلى شكل ولالون عينيها
لكن تأتى لي عشقها..
ولم أشعر إلا وأنا اطلب يدها من الخالة فاطنة على الدرج، ولم أشعر إلا والعدلان يوثقان الزواج:-هل تقبلها زوجة لك؟؟
--أهز برأسي: نعم
فيأمرني العدل بنطقها فانطقها "بلا هوايا" إيه إيه أسيدي قابل عليها
ثم ينتقل العدل إلى سؤالها:-هل تقبلينه زوجا ؟؟
تنظر إلي نظرة خارقة، وتبتسم ابتسامة يختلط فيها المكر بالحياء المزيف وتنبس:نعم أقبله
وقعت على التأبين الأخير ووقعت على الظفر الكبير
********