العمر ثلاث مراحل :
1 ـ المرحلة الأولى تجد فيها الصحة والوقت ولا تجد المال :
الآن لاحظوا أنّ أوّل مرحلة بهذه الحياة صحّة ممتازة مثل الحصان ووقته فارغ لا يشغله شيء ، ولكن مال لا يوجد ـ منتوف ـ لا يملك شيئاً ، إذاً لا يسعد ، أين يريد أن يذهب ؟ ليس معه شيء ، صحّة طيِّبة ووقت متوافر .
2 ـ المرحلة الثانية تجد فيها الصحة والمال ولا تجد الوقت :
المرحلة الثانية : قام بتأسيس مشروع ففتح محلاً تجاريّاً ، وانشغل بالتأسيس ، بالمبيعات ، بالمشتريات ، بالحسابات ، الآن لا يوجد وقت ، توجد الصِّحة والمال ، ولكن الوقت غير موجود ، يقول لك : والله نحن مشغولون ، وتجد بيتاً قد كلّف الملايين ولا يذهبون إليه إلا في العطلة الصيفيّة فقط ولمدّة أسبوع واحد لعدم الفراغ فالبيت مغلق ، أصحابه عندهم مشاريع ومعامل وتجارة ولا يوجد عنده متسع من الوقت ليتنعّم ، ويتساءل : هل تناولنا طعام الغداء اليوم ؟ والله قد نسينا ذلك من كثرة العمل بالأسواق والبيع ـ السوق حامي ـ فنسي الغداء وهذه هي المرحلة الثانية : يوجد المال والصّحة ولكن لا يوجد الوقت .
3 ـ المرحلة الثالثة تجد المال والوقت ولا تجد الصحة :
المرحلة الثالثة : قد كبر في العمر وسلّم المعمل لأولاده وأصبح عنده الوقت الكافي وأصبح عنده المال ولكن لا توجد الصِّحة بل أصبح يحمل في جسده خمسين علّة مرضيّة ، هذه هي الدنيا : تغُرُّ .. وتضرُّ .. وتَمُر .
أمّا إذا عرف الإنسان الله عزَّ وجلَّ وجعل هدفه ابتغاء مرضاته ، فيصبح سعيداً وهو شابٌ ، في الشباب من جامع إلى جامع ، من درس إلى درس ، من عمل صالح إلى عمل صالح ، سعيد وهو كهل ، سعيد وهو شيخٌ ، فقد اختلف الأمر كلّياً منذ أن عرفت الله دخلت في السعادة وإلى الأبد ، وما الموت إلا نقطةً على هذا الخط الصاعد .