مشاركتي الاولى كما وعدتك ادمين
تساءلت أكثر من مرة عن مفهوم واضح يتم التعبير من خلاله عن حرية المرأة التي يطالب بها كثيرون ...تلك الحرية التي يصفها البعض أنها منقوصة وربما تكاد أن تكون غير موجودة أو معدومة في عالمنا العربي... وربما الذي دفعني أكثر للخوض في غمار هذا الموضوع هو حوار جرى منذ فترة بين مجموعة من الشباب كنت أحدهم حول هذا المفهوم..
لقد كانت وما زالت هذه القضية ضبابية بالنسبة لي...فلا أكاد أعي مالمقصود بها في عالمنا الذي يحكمه بأي شكل تعاليم الدين الاسلامي بغض النظر عن علمانية أغلب النظم العربية...
حرية المرأة هل تعني العري والاسفاف المبتذل والاستيراد من الغرب كل ما يكفي لأن تكون المرأة محررة من كل العقد الشرقية الذكورية والفحولة العربية القبلية؟؟؟؟؟
...كثير ما نسمع عن مطالبات من هنا وهناك بالحرية للمرأة وهنا دعوني أتساءل بشفافية مطلقة مالذي ينقص المرأة في بلادنا العربية ومالذي يميّز نساء الغرب عنها؟؟؟
المرأة في بلادي يحق لها التملك والبيع والشراء والكتابة والتأليف والخروج ضمن ضوابط معينة فهل هناك حرية أكثر من ذلك...أم أن الحرية التي نطالب بها هي خروج المرأة كما يشاء الهوى وكما يشاء الشيطان...!!!
أعطوني مجتمعا يقدّس المرأة كالمجتمعات العربية المقموعة من كل شيء والتي مازالت في غالبها تتمسك بقدسية المرأة ومكانتها كركن أساسي في بناء المجتمع...
العرب منذ القديم أدركوا مكانة المرأة وصولتها وجولتها وربما لايغيب عنكم أحداثا كانت الأنثى فيها هي المحرّك الرئيس لكل مفصل في الاحداث ...
المرأة في الغرب مطالبة بكثير من الامور وربما على رأسها الانتاج الاقتصادي واستقلال ذمتها المالية فترى الزوجين كل منهما منفصل عن الاخر بكل شيء ولا يجمعهما ربما الا سرير ان صح التعبير... المرأة في الغرب تراها تدور في الحانات والملاهي الليلية باحثة عن متعة لاتمنحها اياها الحياة الزوجية الكريمة وأنا هنا لا أقصد التعميم مطلقا بل هذه الصورة التي ينقلها أغلب من زاروا بلاد الغرب وهذا ما لمسته شخصيا من خلال تواصلي مع كثير من الأوربيين وغيرهم ...
أعود لسؤالي الجوهري مالذي ينقص المرأة الآن في الوقت الحاضر؟؟؟
فهي يحق لها في أغلب القوانين العربية الوضعية أن تترشح للانتخابات وأن تكمل تعليمها وأن تتبوأ أعلى المناصب القيادية في الدولة سواء كانت سياسية أم عسكرية أم دبلوماسية فالمرأة في سوريا مثلا وصلت الى درجة وزيرة وسفيرة ومدير عام وضابط وربما نائبا لرئيس الجمهورية فضلا عن وجود كثير من المدرسات في الجامعات سواء كانت السورية أو غيرها... وأعتقد جازما أن الحال ينقضي على أغلب ان لم يكن كل البلاد العربية ....
أشد ما أثارني في الحوار الذي جرى منذ فترة هو حديث فتاة مثقفة عن حرية المرأة واعتبارها تحرير فلسطين ينطلق في الخطوة الأولى من تحرير المرأة من كل العقد الفحولية العربية ..حيث على الرجل بحسب مفهومها أن يتخلى عن قناعة سدّ الثقوب التي يمارسها تجاه المرأة !!!!!!
لم أجد ما أرد عليها سوى أنني قلت : ثوروا أيها النساء العربيات لعل الثورة تولد من رحم الأحزان.... هل يعقل أن كل مشاكلنا تكمن في سيطرة الرجل على المرأة وممارسته حقا منحه الله في علاه له هو مبدأ القوامة الذي يعتبر بحد ذاته دستورا ونيشانا على كل النساء أن تفخر به الى يوم القيامة...
قالوا لي مرة المرأة لا يحق لها قيادة السيارة في السعودية فقلت ولماذا تقود السيارة ان كان هناك من يخدمها ويوصلها الى حيث تريد ويقضي كل حوائجها؟؟؟
لا أريد التحدث عن الدين الاسلامي وما أعطاه للمرأة من حقوق والتي أعتقد أن كل الأنظمة العربية برغم علمانيتها كما ذكرت منذ قليل الا أنها تعطي المرأة حقوقها كاملة كما وضعها لها الدين . فأي مفارقة نعيش فيها؟؟؟
سأكتفي بذكر مثال رواه أحدهم لي ذات يوم في جامع أبي النور في العاصمة السورية دمشق حيث أعطاني برهانا تاما على تقديس الاسلام للمرأة وهو ما ورد في القرآن الكريم بقوله تعالى :
(( وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ))
هذه الآية معناها أنه عند المناداة للحج يتجه المسلمون أينما كانوا لأداء الفريضة ...ان كانوا رجالا يأتون سيرا على الأقدام وان كن نساء يأتين محمولات على الجمال الضامرات ...طبعا هذا التفسير كما نقله ذلك الرجل لي في الشام..
هل هناك أعظم من هذا التقديس للمرأة في الاسلام ...فعن أي حرية يتكلم البعض وبأي تحرر يطالبون ...!!!!
نحن الذين علّمنا البشر كيف ينظمون أمورهم وشؤونهم وحياتهم ودولهم...وان ضاقت علينا في القرون أو العقود التي نعيشها فلأنا نحن أردنا ذلك وليس سوءا من تشريع أو قانون ...
وبرغم كل ما سبق لا زالت الرؤية ضبابية أمامي فلا أملك تعريفا واضحا لحرية المرأة في عالمنا العربي والتي يطالب بها كثيرون؟؟؟
عبدالله مكسور
كاتب و إعلامي
منقول