مر أعرابي بمرآة ملقاة في مزبلة ،
فنظر وجهه فيها ، فاذا هو سمج بغيض ،
فرمى بها وقال: ماطرحك أهلك من خير.
سفاهة الأب والابن
* جاء رجل إلى أحد القضاة يشكو ابنه الذي يعاقر الخمر ولا يصلي، فأنكر الابن ذلك!
فقال الرجل: أصلح الله القاضي، أتكون صلاة بلا قراءة؟
قال القاضي: يا غلام، تقرأ شيئاً من القرءان؟
قال: نعم وأجيد القراءة..
قال: فاقرأ .
قال: بسم الله الرحمن الرحيم
علق القلب ربابا بعد ما شابت وشابا
إن دين الله حق لا أرى فــيــه ارتيابا
فصاح أبوه: والله أيها القاضي ما تعلم هاتين الآيتين إلا البارحة، لأنه سرق مصحفاً من بعض جيراننا !
الراعي والجرة
كان لراع سمن في جرة معلقة على سريره ، ففكر يوما وهو مضطجع وبيده عكازه فقال : أبيع الجرة بعشرة دراهم ، فأشتري بها خمس أعنز حتى تبلغ ثمانين فأبيعها وأبتاع بكل عشر منها بقرة ثم ينمو وأتزوج ويولد لي ولد فآخذ في تأديبه ، فإن عصاني ضربته بهذه العصا وأشار بها فأصاب الجرة فانكسرت وانصب السمن على وجهه ورأسه .
اعرابي على سفرة هشام ابن عبد الملك
حضر أعرابي على سفرة هشام ابن عبدالملك، فبينما هو يأكل إذ تعلقت شعرة بلقمة الأعرابي، فقال له هشام: نـحِّ الشعرة عن لقمتك. قال: و إنك تلاحظني ملاحظة من يرى الشعرة في اللقمة؟ والله لا أكلتُ عندكَ أبداً.
وخرج وهو يقول:
وللموتِ خيرٌ من زيارةِ باخلٍ
يلاحظ أطراف الأكيل على عمدِ
لكل سؤال جواب
سأل هشام بن عمر فتى إعرابياً عن عمره فدار بينهما الحوار التالي :
هشام : كم تعد يا فتى ؟
الفتى : أعد من واحد إلى ألف وأكثر.
هشام : لم أرد هذا بل أردت كم لك من السنين ؟
الفتى : السنون كلها لله عز وجل وليس لي منها شيء.
هشام : قصدت أسألك ما سنك ؟
الفتى : سني من عظم.
هشام : يا بني إنما أقصد ابن كم أنت ؟
الفتى : ابن اثنين طبعاً أب وأم.
هشام : يا إلهي إنما أردت أن أسألك كم عمرك ؟
الفتى : الأعمار بيد الله لا يعلمها إلا هو.
هشام : ويلك يا فتى لقد حيرتني ماذا أقول ؟
الفتى : قل كم مضى من عمرك ؟