تعد ألمانيا واحدة من أنشط الدول السياحية في العالم. فبالإضافة إلى مناظرها الطبيعية الخلابة والأنشطة المتنوعة التي تقام في مدنها، توفر ألمانيا لضيوفها خدمات سياحية متنوعة بدءاً بشبكة المواصلات العامة المتطورة والتي تشمل القطارات السريعة وقطارات الأنفاق (المترو) وحافلات النقل الجماعي وسيارات الأجرة، ومروراً بالمؤسسات السياحية كالفنادق ودور الضيافة والمطاعم والمقاهي، وانتهاءاً بالأماكن الترفيهية كالمسارح والحدائق العامة وما شابه ذلك
مع حلول العصور الحديثة، أبدى السياح اهتماماً أقل بالتعليم مقابل تزايد اهتمامهم بالسياحة والاستجمام. وقد شهدت الحمامات العلاجية (باللغة الإنجليزية: Spa) في ألمانيا منذ أواخر القرن الـ 18 الميلادي، إقبالاً منتظماً من قبل المستجمين، الذين ينحدر غالبيتهم من طبقة النبلاء والأغنياء في أوروبا. ويُعتبر حمام "Doberan-Heiligendamm"، الذي يرجع تأسيسه إلى عام 1793م، أولى الحمامات التي تم تشييدها قُبالة بحر البلطيق، يليه حمام "Nordeney" الذي تم بنائه بعد أربعة أعوام في المنطقة المطلة على ساحل بحر الشمال.
وفي النصف الأول من القرن الـ 19 الميلادي، أصبحت مدينة بادن بادن مقصداً مهماً للسياح الباحثين عن الراحة والاستجمام في حماماتها العلاجية، في حين حصلت مدينة فيسبادن على لقب "المنتجع الصحي الأول في العالم".
ومع تطور شبكة السكك الحديدية في ألمانيا، أصبح بمقدور الأشخاص المنتمين إلى الطبقة الوسطى، السفر بغرض الاستجمام، والذي أصبح متاحاً فيما بعد للطبقة العاملة أيضاً. وقد بلغت نسبة الأشخاص الذين استخدموا شبكة القطارات في ألمانيا في عام 1900م، 581.63 مليون مسافر.
إنتشرت في ألمانيا في تلك الحقبة ما كان يُعرف بـ "جمعيات النقل" التي تعمل في مجال تنشيط السياحة، وقد قامت العشرات من هذه المنظمات في شهر أكتوبر من عام 1902م، بتأسيس "الإتحاد الفيدرالي لجمعيات النقل الألمانية"، ومقره لايبزغ. وبحلول عام 1910م، أصبح للمجلس ثلاث مكاتب تمثيلية في الخارج تقوم بالترويج لألمانيا كأفضل وجهة سياحية. وفي عام 1914م، أعلنت أغلب جمعيات النقل في ألمانيا عن انضمامها لعضوية الإتحاد
يتولى المجلس الوطني الألماني للسياحة (باللغة الألمانية: Deutsche Zentrale für Tourismus e.V.)، و(باللغة الإنجليزية: German National Tourist Board)، ويرمز له اختصاراً بـ (GNTB)، جميع الأنشطة الترويجية لصناعة السياحة في ألمانيا، ويقوم من خلال مكاتبه التمثيلية الـ 29 بوضع وتنفيذ مجموعة من الخطط التسويقية التي تهدف إلى تعزيز صورة ألمانيا كأفضل وجهة سياحية على مستوى العالم.
يرتبط المجلس الوطني الألماني للسياحة، الذي تأسس في 25 مايو 1948م ويتخذ من مدينة فرانكفورت بولاية هسن مقراً له، بعلاقات اقتصادية وثيقة مع كافة الجهات المعنية بصناعة السياحة في ألمانيا، ويمكن تلخيص أهدافه برفع أعداد الزائرين القادمين إلى ألمانيا، وزيادة مصادر الدخل بالعملة الأجنبية، وتعزيز اقتصاد ألمانيا، إلى جانب تعزيز صورة ألمانيا كأفضل وجهة لقضاء العطلات.
وبُغية تعزيز تواجد ألمانيا على خارطة سوق السياحة الخليجية الآخذة بالازدهار، افتتح المكتب الوطني الألماني للسياحة (باللغة الإنجليزية: German National Tourist Office)، ويرمز له اختصاراً بـ (GNTO)، أبوابه في الأول من سبتمبر 2004م، متخذاً من إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً له. ويعمل هذا المكتب، الذي يعتبر أحد المكاتب التمثيلية للمجلس الوطني الألماني للسياحة في المنطقة، بصورة وثيقة مع أغلب الهيئات والشركات الناشطة في صناعة السياحة بألمانيا.