تحكي الأسطورة أن رجلاً صالحاً فَقَدَ كل ماله في تجارة، ولأنه قد بلغ من العمر عتياً، فهو لا يستطيع مَعَه تَعباً ولا نَصَباً؛ فقد جلس يدعو الله أن يفوز بجائزة "اليانصيب"!.
لم يشكّ للحظة أن الله سيرأف بحاله.. لكن ما حدث أن الرجل لم يفز أبداً..
وظل باقي أيامه حزيناً، يعتب على الله نسيانه لعبد يحبه ويقضي أيامه في عبادته..
وبرغم حزنه وعَتَبه؛ إلا أن هذا لم يفقده الثقة في الله، وظلّ على حاله الصالحة، إلى أن مات..
كانت أعماله حسنة خالصة النية؛ لذا كانت الجنة هي الجائزة التي منحها الله سبحانه وتعالى له..
لكن سؤالاً ظل يشغل باله كثيراً، وهو لماذا لم يُقدّر الله له الفوز في جائزة اليانصيب؛ ليعوّضه عن أيام الشقاء والعذاب..؟
وعندما أخبر أحد الملائكة بهذا السؤال، كانت الإجابة التي فاجأت الرجل:
إن الله كان حريصاً على أن يعطيك ما سألت.. كان –سبحانه- يريدك أن تفوز بالجائزة وتقضي باقي أيامك في غنى ورخاء..
لكنك -للأسف- نسيت أن تشتري ورقة اليانصيب!.
نسيت أن تقوم بالجزء اليسير البسيط الذي يجب أن تقوم به، وبدلاً من الانتباه إلى تقصيرك هذا، قضيت باقي أيامك في حزن وألم، كان الأوْلى فيها بك أن تراجع حساباتك وخطواتك، قبل أن تشكو الله وتتهمه بمجافاتك!!.
إن الله يا أصدقائي يريد لنا الخير؛ لكن معظمنا يتواكل وينسى أن يقدّم ما يستحق عليه هذا الخير..
كثيراً ما أسمع عبارة (الله لا يريد لي النجاح، أو لا يريد لي الفوز، أو لا يريد لي الهداية)!!..
كلمات مليئة بالحمق والغباء.. ويكفيك أن تنظر إلى حال قائلها بتدبّر لتدرك أنه هو الذي لا يريد، إنه -فقط- يتمنى، وأصحاب الأماني في وهم كبير..
وأنه لو كان يملك نيّة حقيقية للفوز أو النجاح أو الهداية؛ لجاهد -على الأقل- في قطع التذكرة، ووقف ينتظر كما أمره الله في صفوف المسافرين إليه؛ فلا تنسَ أن تقطع تذكرتك أنت أيضاً يا صاحبي..
فإن الله -دائماً- يريد لك الخير.. لكن الأهم.. أن تريد أنت..!!