لعلِّي كلّما تابعتُ نقاشا بين الإسلاميين والعلمانيين ..
أرى الحديث عن المرأة ( جسداً ) .. يتجاذبه ويتقاذفه الطرفان حتَّى يتحوّل في بعض النقاشات إن لم يكن في أكثرها إلى محور النقاش والحديث
فالإسلاميون يتهمون الليبراليين والعلمانيين بأن أغلب أهدافهم ومآربهم هي حرية المرأة وسفورها وتبرجها وانحلالها وإخراجها من قيمها الإسلامية وعاداتها الشرقية الأصيلة وتحويلها إلى سلعة وجسد مكشوف لتحقيق رغبات وأطماع كلّ من هبّ ودب وأن حرية عرض جسد المرأة لا حرية العقل والمعرفة والحياة هو الهدف ..
مهما كانت الأفكار والأهداف
التي يتخفى وراءها هؤلاء العلمانيون والليبراليون ويبررونها بشتى الوسائل والطرق .. ؟
والعلمانيون يتهمون الإسلاميين بأن نظرتهم سطحيَّة قاصرة لا ترى المرأة إلاَّ أنها مجرّد جسد يجب المحافظة عليه ، وحمايته وتغطيته جيَّداً ، والبعض الآخر من الليبراليين يتهم الإسلاميين بأن تفكيرهم فقط في المرأة هو من تحت السرة وأماكنها الحسَّاسة
وأنهم لا يرون المرأة إلاَّ على أنها جسد فقط صالح للزواج والاستخدام الأسري المنزلي ولا مكان له في خارطة الحياة والمعرفة وصناعتهما شأنها شأن الرجل ..؟
فمن ينتقد مَن ؟
ومن نصدق من هؤلاء ؟
وأين موقع المرأة نفسها من ما سبق ..؟
بل أين رأيها هي نفسها في هذا الجدل المتواصل حولها منذ مطلع القرن العشرين ..؟
،،