أولا: مفهوم الاستخلاف
مبدأ الاستخلاف المالي في الاسلام : يهذب حب التملك لدى الانسان ليحسن استثمار الثروات المشتركة بين الناس.
مفهوم الملكية الفردية : يجرد الإسلام المسلم من التملك الحقيقي ويعتبره وكيلا وماله هو في حكم الوديعة والعارية .
وبذالك لا يكون له مطلق الحرية لما في حوزته من الملك أو المال ولذا عليه ألا يكسب مالا إلا كما أمره الله تعالى
ولا ينفقه إلى فيما يرضي الله عز وجل يقول تعالى : ( ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاق:
مبدأ الاستخلاف في الاسلام: يحدد غاية الوجود الإنساني باعتبار الإنسان خليفة الله في الأرض.يه ).سورة الانشقاق الآية 4.
ثانيا : أهمية المال وقيمته في الحياة الانسانية :
الخطاب الشرعي المتعلق بالمال يتميز بالتركيزعلى قضيتين تؤسسان لرؤية الاسلام إلى المال :
1- المال قوام الحياة الانسانية وعمادها الذي تنتظم به: قال تعالى(ولا توتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما ).
والمال زينة الحياة الدنيا كما وصفه الله بذلك...وقد شرع الاسلام عدة ضوابط لكسبه واستثماره وأخرى لتدبيره واستهلاكه.
2- المال شهوة وفتنة : أقر الاسلام الميل الغريزي للانسان للمال وجمعه . وحذر من فتنة المال والاغترار به .وربط بينه وبين الطغيان.قال تعالى(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة و...)سورة آل عمران الآية19
ويقول تعالى (كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى). وقال (إنما أموالكم وأولادكم فتنة).
لذا يدعو الاسلام إلى تهذيب غريزة التملك لدى الانسان للمحافظة على التوازن.
ثالثا : آثار مبدأ الاستخلاف في ترشيد تعامل المجتمع مع المال:
يعتبر مبدأ الاستخلاف في المال حلا للمشكلة الاجتماعية لقيامه على :
- التوفيق بين الدوافع الذاتية والمصالح الاجتماعية ...
- التكافل الاجتماعي واجب شرعي كفائي على الجميع...
- التصرف في الثروة المستخلف فيها على أساس الكفاية والتوزيع العادل للثروات وإلغاء الاحتكار والجشع والحرمان.
رابعا : كيف يهذب الاسلام غريزة التملك :
- الاسلام لايلغي غريزة التملك بل يحولها من لذة فردية إلى مشاركة جماعية.
* منهج الاسلام في تهذيبب غريزة التملك يقوم على :
ا- تحرير الانسان من حب المال والانصياع له باعتباره وسيلة وليس غاية .
ب- تنبيه الانسان إلى ضرورة الكدح ومواجهة ميول النفس البشرية في حب الدنيا والافتتان بزينتها الزائلة ومقاومة نزعات التملك والتسلط والهيمنة.
ج- التأكيد على مفهوم جديد للامتلاك يقوم على مبدأ الزهد الإيجابي القائم على الالتزام بكفاية الطعام والسكن والأمن.
خامسا : البعد الاجتماعي لمفهوم الملكية في الاسلام :
كما سبق في الآية 7 من سورة الحديد قوله تعالى (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) فالمال مال الله والإنسان هو مجرد وكيل عليه في الأرض. والرزق والمال هما أصلان مملوكان على الشيوع فللفقراء حقهم في مال الأغنياء ومن هنا وجب على الإنسان التكافل والتضامن لحل كافة المعضلات الاجتماعية المرتبطة بالفقر والغنى . والله أعلم