هل تمضي ساعات وساعات أمام شاشة الكمبيوتر يومياً؟ هل تجد نفسك غير قادر عن التوقّف على تصفّح المواقع الإجتماعية ومشاهدة الأفلام ولعب ألعاب الإنترنت والإستماع إلى الموسيقى والتواصل مع الأصدقاء والأقارب والتسوق عبر الانترنت، وإلى ما هنالك من أمور للتسلية والمرح، لدرجة أنك تصبح منفصلاً عن الواقع وعن الأشخاص الذين يحيطون بك؟ هل لاحظت أن حبك إلى الإنترنت تحوّل إلى هاجس وهوس؟ تهانينا يا صديقي، فأنت مدمن على الشبكة العنكبوتية!!!
أبرز العوارض: الإبتعاد عن الأصدقاء والتقوقع
إنّ العارض الأبرز للإدمان على الإنترنت هو تدهور العلاقات مع الأصدقاء والأحباء والأقارب، نتيجة الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر طوال النهار بدلاً من التفاعل مع الناس جسدياً. وفي بعض الحالات، قد يعاني المدمن من الرهاب الإجتماعي، أي الخوف من الإختلاط الجماعي، ما قد يُسبب له الإكتئاب الشديد، والتقوقع على الذات.
كما أن هذا الإضطراب قد يُشكّل خطراً كبيراً على صحّة المدمن الذي لا يحرّك جسده كما يجب، ما يُمكن أن يُسبّب له السّمنة الزائدة لأنه يجلس لساعات طويلة أمام الكمبيوتر ويُسلّي نفسه بالكثير من النقرات والوجبات السريعة، هذا بالإضافةِ إلى خطر تدهور الرؤية وأوجاع الظهر.
التخلّص من الإدمان… ليس مهمة مستحيلة
لا يخلو التخلّص من الإدمان على الإنترنت من بعض الصعوبات، إلا أنه ليس بالمهمة المستحيلة. “كازدار” يعرض لك بعض الخطوات التي تكفل خروجك من هذه الدوامة بنجاح.
أولاً: عندما تشعر بأنك بدأت تمضي أوقات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر، عليك أن تؤدّب نفسك وتضع منبّهاً يحدّد لك الوقت الكافي أمام الإنترنت، والإلتزام بهذا الوقت. ربما قد ترى هذا الحل طفولياً، إلا أنه قد يُساعدك كثيراً للتخلّص من الإدمان.
ثانياً: أكتُب لائحة تضمّ أهم النشاطات التي تقوم بها على الإنترنت بحسب الأهمية. قد تكون النقاط الأولى على القائمة ليست الأكثر ضرورية لك، لكنها السبب الرئيسي لإدمانك على الشبكة العنكبوتية.
ثانياً: ضع لائحة بفوائد خفض الوقت الذي تقضيه على شبكة الإنترنت، وهي عديدة: تحسّن نظامك الصحي، توطيد علاقاتك مع العائلة والأصدقاء، زيادة إنتاجيتك في العمل. ومن يدري؟ قد تُشجّعك هذه اللائحة على تغيير نظام حياتك وخفض ساعاتك أمام الكمبيوتر.
ثالثاً: ضع جدولاً محدداً تُنظّم من خلاله حياتك. قُم بمهامك المنزلية وبعملك أوّلاً، ثم خصّص وقتاً للإنترنت كلّ يوم. لا تنسى أن تُخصّص وقتاً كافياً للنوم أيضاً.
رابعاً: إن استخدام الإنترنت ليس أمراً سيّئاً إلا أنه يمكن أن يؤثر سلبياً على حياتك في حال أمضيت الكثير من الوقت على الشبكة العنكبوتية. لهذا السبب عليك القيام بأشياء أخرى مثل الخروج مع الأصدقاء، أو ممارسة رياضة جديدة. وتذكّر دائماً: الإنترنت ليس الحياة، بل وسيلة تُسهّل حياتك أكثر![i]