في ليل هادئ وجو دافئ ؛ وعلى مسرح هذا الكون الفسيح , وأثناء دوران الأرض حول الشمس. تقابل فصلان متناقضان هما؛ الصيف والشتاء. ودارت بينهما المناظرة التالية ( وأرى أن تكتبي ودار بينهما الحوار التالي):
الصيف/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشتاء/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الصيف/ مرحبا بفصل الثلوج والأمطار.
الشتاء/ أهلا بصاحب الشمس الحارقة.
الصيف/ وهل هناك أروع من الشمس وحرارتها, ليس مثلك , نادرا ما تشرق شمسك , وإن أشرقت سرعان ما تتوارى خلف غيوم كثيفة . أما أنا ففصل السفر والرحلات اللطيفة.
الشتاء/ على رسلك أيها الصيف. أنسيت فرحة الناس بظهور الغيوم. ففرحة هطول الأمطار تطرد الهموم.
الصيف/ أنا فصل الحصاد وجني الثمار. أما أنت فقد عريت الأشجار , وسلبت منها الأوراق وحتى الثمار.
الشتاء/ أنت فصل لا يستطيع الناس فيك مفارقة المكيفات. في البيت أو السيارات.
الصيف/ لا تنس يا هذا أن جوك بارد قارس, ولابد من الملابس الثقيلة , والتي لا يملك معها الإنسان حيلة. هذا غير المدافئ . أما أنا فما أجمل نزهة معي على الشواطئ!
الشتاء/ ليلك قصير , لا يتمتع الإنسان معك بالنوم والفراش الوثير. ونهارك ممل طويل.
الصيف/ على رسلك ...وقبل أن تقول ما قلت أجبني عن سؤالي:
ما فائدة الليل الطويل والذي يصاب معه الإنسان بالخمول؟ ونهارك القصير كيف يستغله المرء فيما يفيد؟
الشتاء/ طال ليلي فكان فرصة لقائم يصلي , أو مذنب يستغفر, فرصة لقارئ يتلو القرآن ويتدبر. واللبيب من استغل طول ليلي .
الصيف/ ونهاري الطويل فرصة للعمل والكد والتعب, وفرصة لطرد الكآبة واللعب. فأنا الأكثر فائدة للإنسان.
وبعد برهة تأمل وتدبر من الصيف والشتاء , وتفكير فيما قالاه .
سمعا صوتا خفيا يقول:
كفا عن هذا النقاش وهذه المناظرة.
الصيف والشتاء/ من المتحدث؟! من أنت ؟!
الليل/ أنا الليل أحد مظاهر هذا الكون . وآية من آيات رب العالمين.
الصيف/ لقد أتيت في الوقت المناسب أيها الليل حتى تحكم بيننا وتبين من هو الفصل الأكثر فائدة للإنسان.
الليل/ كلاكما مفيد , وليس الإنسان وحده منكما يستفيد . حتى الحيوان والنبات . وسائر المخلوقات.
ولا تنسيا رفيقيكما فصل الخريف والربيع. وعليكما أن تدركا أن الله لم يخلق شيئا عبثا أو دون فائدة.
وتبين بعد ذلك للصيف والشتاء أنهما من خلق الله ومن آياته في الكون وكل منهما له أهميته في الحياة. وافترقا سعيدين بما سمعاه من الليل.