يمكن القول إننا نعيش عصر الخوف و القلق الذي يعتبر مظهراً من مظاهر السلبية في الحياة العصرية يندر من لا يعانيه. و قد تمثل القلق في الشعور بالخوف و الحذر و التوتر و عدم الارتياح لهذا احتل موضوع القلق موقعاً مهاماً في الدراسات النفسية و ذلك لما يسببه القلق من ضغوط نفسية على الأفراد من مختلف مراحلهم النمائية سواء أكان ذلك في مراحلهم التعليمية أم المهنية أم الحياتية .
وموضوع القلق له تأثير على السلوك الإنساني إلا أن قلق الاختبار و بخاصة في عالمنا العربي الذي يمر بكثير من التغيرات الحضارية و الاجتماعية التي ربما يكون لها أثر كبير في زيادة الإحساس بالقلق بصفة عامة و الخوف من الاختبار بصفة خاصة حيث ارتبطت التغيرات الاجتماعية و الحضارية بزيادة الأجيال على التعليم في مراحله المختلفة سواء بين الذكور أو الإناث .
و يرى (كولروهولان 1990)أن قلق الاختبار يمثل أهمية بالغة في مجال التعليم وهو يعتبر إحدى جوانب القلق العام الذي يستثيره موقف الاختبارات و هو يعبر عن مشكلة نفسية انفعالية فردية يمر بها الطلاب و الطالبات خلال فترة الاختبارات تتمثل في الخوف من عدم النجاح . و قلق الاختبارات تؤثر فيه خبرات الطالب السابقة من مواقف شبيهة بمواقف الاختبارات يكونون قد مروا بها في البيت أو في حياتهم قبل دخول المدرسة , و يلجأ بعض الطلاب و الطالبات بسبب الخوف من الاختبارات إلى الهروب من الموقف أو الغياب من الاختبارات و كلها وسائل دفاعية عصيبة تهدف إلى الدفاع عن الذات لذلك فإن قلق الاختبار من أهم الانفعالات المتعلقة بالتحصيل الدراسي .
العادات غير الصحية في الاستذكار تؤدي إلى ارتفاع قلق الامتحان
إن الطلاب مرتفعي القلق الاختباري لديهم عادات استذكار غير صحية مثل:
1. تأخير المذاكرة الجادة إلى ليلة الامتحان .
2. الاعتماد على مجرد الحفظ .
3. عدم ربط الأفكار .
4. التفكير في الاضطرابات و المشكلات النفسية و الاجتماعية .
5. عدم معرفة القدرات الذاتية .
6. عدم استخدام التخليص وتحديد الأفكار الأساسية . . . إلخ .
القلق مطلوب للاختبار
اتفق معظم علماء النفس والتربية على أن درجة مناسبة من القلق تدفع الطلاب نحو التعلم . فالقلق المعتدل لدفع الطلاب إلى الاستذكار والاجتهاد وهو مايسمى "القلق الدافع" بينما القلق الزائد يؤدي إلى حالة من الانفكاك المعرفي والارتباك كما أن انعدام القلق يؤدي إلى ضالة الانجاز.
فقد أكدت الدراسات العلمية إلى أن قلق الاختبارات يشكل طاقة شعورية و لا شعورية للإنجازات العقلية التي تتيح تشكيل بصيرة الفرد و أهدافه أو قد يكون عائقاً للعملية العقلية الأكاديمية في ضوء حدته و مستوياته , وبهذا قد يكون قلق الاختبار "أحياناً" عاملاً مهماً من بين العوامل المعيقة للإنجاز العقلي و الأكاديمي بين الطلاب في مختلف مستوياتهم الدراسية
الاختبارات و مشكلة السرحان
السرحان هو خلل بسيط ينتاب وظيفة الانتباه , فيشغل الطالب بأمر من أمور الحياة بعيداً عن المذاكرة و قد يكون الأمر قد وقع في الماضي أو سوف يقع في المستقبل.
و كثيراً ما يسرح التلاميذ بسبب المشاجرات التي تحدث في المنزل بين الوالدين أو الإخوة أو بمقارنة نفسه بآخرين كالإخوة أو الأخوات أو الأقارب أو الأصدقاء في المدرسة . . لماذا هم كذا ! ! وأنا لا . . . إلخ . .
و يمكن علاج مشكلة السرحان بتفادي النزاعات و الخلافات الأسرية و تحفيز الطالب على المذاكرة و تقوية رغبته فيها بالتشجيع و ليس بالإرهاب أو التخويف لأنهما يولّدان القلق من المذاكرة الأمر الذي يسبب الهروب بالسرحان , و بالتالي تأخر المستوى الدراسي و من هنا يدحث قلق الاختبارات .
نحن على أبواب الاختبارات
يتداول الناس الأحاديث عن المشكلات التي يواجهها الطلاب و أسرهم في هذه الفترة ، منها الخوف و التوتر و الشد العصبي الذي بالمنشطات و المنبهات خاصةً من الأيام القليلة التي تسبق الاختبارات أو خلال فترتها و البحث عن وسائل مساعده بمختلف الطرق ، وكل ذلك يجعل هذه الفترة عصيبة فعلاً لأنها لم تعد تخص المعنيين فقط بل تنسحب بواقعها و نتائجها على الجميع ، ويبدو أن طريقة تشخيص المعلومات لدى طلابنا وطالباتنا القائمة على الاختبارات التحصيلية النهائية ، تساهم بصورة كبيرة في زرع القلق والتوتر فيه وأثناءه ، ولو أن المؤسسات المعنية بذلك قيمت هذا الوضع وتركزت على إكساب المعلومات للطلاب والطالبات بصورة تدريجية مع الاهتمام بالمهارات والأفكار الرئيسية والأساليب المفيدة مع اختبارات مفيدة متتابعة .. لكان أجدى وأنجع .. وهذا ما بدأنا نلمسه في التوجيهات الأخيرة .
الاختبارات و تعاطي الحبوب
تظهر في الآونة الأخيرة بعض السلبيات التي قد تكون عواقبها وخيمة و للأسف فهذه السلبيات المميتة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بأيام الامتحانات و انتشرت بين صفوف الطلاب في المراحل الدراسية كافه و خصوصاً في المرحلة فوق المتوسطة و هي استخدام الحبوب المخدرة اعتقاداً أنها سوف تساعد على الاستذكار و أنها تقلل النوم و منها (الكبتاجون) و حبوب (الأمفيتامين) .
و لكن هناك أضرار تقع على الطلاب لا حصر لها بسبب استخدام مثل هذه الحبوب و هي:
1. أن هذه الحبوب تأثر سلبياً على الجهاز العصبي المركزي .
2. تسبب الاضطراب النفسي .
3. تؤدي إلى هلاوس سمعية و بصرية .
4. تسبب أمراضاً سرطانية في اللثة و الأمعاء .
5. كما أنها تؤثر سلباً على الذاكرة و خاصةً النسيان .
كيف نقضي على فوبيا الاختبارات
1. تعويد الطلاب على تنظيم الوقت و استخدام أسلوب و أسس الاستذكار الجيدة
2. استخدام أسلوب المتابعة المستمرة منذ بداية العام للدروس و الواجبات أولاً بأول و أن لا يكون الاهتمام فقط في أيام الامتحانات .
3. يجب متابعة الطلاب في علاقاتهم مع أصدقاء قبل تورطهم في علاقات غير صحيحة
4. غرس في الطلاب حب الطموح و التنافس في العلم و الإبداع و العمل .
5. يجب أن تهتم المدرسة المتابعة الاختبارات الشهرية و تحفيز الطلاب المتميزين .
6. التوعية بأضرار المخدرات و عدم الجري وراء المروجين و المخادعين .
7. علاج ضعف الشخصية لدى الأبناء حتى لا تكون سبب في إدمان المخدرات .
8. يجب على المدارس القيام برنامج توعية للطلاب على كيفية التعامل مع الاختبارات
9. استخدام أسلوب التبسيط و التوضيح في المناهج الدراسية .
أسس الاستذكار الجيد قبل الاختبار
عزيزي الطالب عليك بالآتي:
1- لا تفكر فيما مضى وكن مع الوقت الآن .
2- حاول استرجاع المنهج بشكل سريع ، رؤوس أقلام [عناوين رئيسية] .
3- هناك بعض الموضوعات يجب التركيز عليها ليلة الامتحان .
4- عدم إجهاد الجسم والعقل أكثر من طاقته .
5- دون الموضوعات التي تريد استرجاعها من المذاكرة وبشكل سريع .
6- عدم استخدام المنبهات [قهوة أو شاي] ليلة الامتحان .
7- استخدام أسلوب الممارسة الموزعة عند القراءة ، بأن تجعل هناك فترات راحة عند الاسترجاع لا تتعدى 10دقائق ثم العودة إلى المراجعة مرة ثانية .
8- استخدم أسلوب التفاؤل بأن لديك القدرة على الإجابة .
9- تحاور مع نفسك في خصائص المادة وكيفية الإجابة ، وكيفية عرض السؤال .
10- لا تنسى الدعاء .