العشق المُـحَــرَّم
عندما تعشق فلا ترى إلا من تعشقه ، فتهيم في الدنيا سعيدًا بحالك الجديدة ،كأنك فراشة تتنقل بين الحدائق والأزهار تمرح وتلهو في الدنيا الواسعة ، وعندما يصل بك حبـُّكَ إلى الجنون ، وتمشي في الطرقات فتسمع وصفهم لك بالمجنون ، وصفًا تتلذ به أذنك ويطرب له قلبك، كم هو جميل هذا الجنون ، عندئذٍ تصبح محبوبتك شمسًا تدور في فلكها ، وتصبح بحرًا تسبح في مائها ، فإذا ارتحلت هذه الشمس تدور حول نفسك ، وإذا تبخر هذا البحر تسبح في بحر لا ماء فيه ، هذا ما حدث لي ، أكره أن أتذكر هذه اللحظة التي ارتحلت فيها الشمس عني ، كيف حدث؟ ولماذا حدث ؟ أكره كل هذا ما أقساها علي ّ من لحظة ! ، فمن يومها فقدت حبي وحبيبتي ، كيف أحيا بدونها ؟ فقد سعيت إليها سنين كثيرة وقدمت لها الكثير والكثير من القرابين ، الموت قد حان لي إذن .
ينظر إلى الجانب الايسر فيرى تلك الجريدة على سريره فتتسع عيناه ويحمر وجهه من الغيظ
أنا لا أحبك كم أكرهك وأكره ما حملت من أخبار، كيف لي بتمزيقك? ، لماذا لا أقوى على ذلك ؟ ، هل لأنك تذكريني بمحبوبتي ؟
لم أعد أقوى على الحب مرة أخرى ، لا أستطيع أن أدور في الفلك مجددًا ولا أن أسبح في الماء من جديد ، كم كنت أتمنى ذلك ، أحيانًا كثيرة أشتاق إلى الوصف القديم "مجنون مجنون مجنون" ، كم أحب هذه الكلمات ، وكم أكره وصفهم الجديد هذا " لقد عاد إلى رشده " أكره هذه الكلمات حقـًّا وأكره من يرددها .
هل حقـًّا ما أنا فيه هو الرشد والصواب ؟
لا لا ، إنهم مخطئون
أين الصواب في ذلك ؟
بل الخطأ كل الخطأ فيما يحدث لي .
أم هي لعنة حلت بي ؟ لا بد أني فعلت شيئًا خاطئًا .
أنا ! ، أنا لم أفعل شيئًا خاطئًا
تتعالى نبرة صوته وتزداد حدة
إنهم مخطئون ، أنا لم أفعل شيئًا خاطئًا ، هل العشق ذنب أحاسب عليه ؟
في أيِّ ديانة سماوية أو غير سماوية قد حـُـرِّمَ العشق ؟
لا لا ، إنهم مخطئون ، انا أعرف أنهم لطالما حسدوني على عشقي هذا ، كم كانوا يتمنون زواله
يلتفت يمينًا وينظر إلى الباب
نعم لقد زال عني ، زال عني
تتعالى نبرات صوته وتزداد حدة من جديد
هل استرحتم الآن ؟ أجيبوني ، هل استرحتم الآن ؟
كم أكرهكم وأكره حسدكم هذا ، أنا أعرف لماذا تحسدونني ؟
يبتسم ابتسامة زهو وغرور ، وتلمع عيناه
أنا أفضل منكم جميعًا ، ولذلك كنت جديرًا بهذا العشق الجميل .
كم تمنيت أن أرى محبوبتي مرة أخرى ، للأسف لا أستطيع ، أنتم السبب في كل ما يحدث لي حقـًّا أكرهكم وأكره حقدكم هذا ، أنتم الذين .....