في قاعة فسيحة مليئة بالأصدقاء ... دارت فصول قصة غريبة ....
نقاش حاد ... أصوات تتعالى ... وجهات نظر مختلفة ... الكل ينظر لهما ... يحاول التدخل لفض النقاش وحل الخلاف ...
لكن جميع المحاولات باءت بالفشل ...
احتدم النقاش ... وحينما وصل إلى أقصى مدى ... خرج هو تاركا القاعة تردد صدى كلماته ... أنتي فتاة مدللة ...
لم يمر وقتا طويلا حتى تركت هي المكان بعده ... تاركين ورائهم نظرات مبهورة و تساؤلات ... ما سبب هذه الشحناء ..؟
قاد سيارته إلى حيث لا يدري فقد وصل به غضبه إلى مدى بعيد ...
ركن سيارته بجانب الطريق ... واخذ يسير على قدميه ... وقف أمام حقل قمح سنابله تتمايل مع هبات النسيم ... صرخ صوتا في داخله ... ما الذي فعلته ...؟
هل هذه هي خططك لاجتذاب نظرها ...؟
رفس حجرا صغير أمامه ... وزمجر مجنووووون ...
إلى متى سأظل على هذه الحال ...؟
اكتم حبا في جوفي و أخشى إطلاقه ....كلما حاولت الاقتراب منها أجدني في خلاف معها ...
و اليوم ... !!!!
كثيرا جرحتها عندما نعتها بالمدللة ...
لا لم اجرحها فانا لست أعيبها ...بل أخبرتها بأجمل صفاتها ... التي لا يراها سواي ....
صدقيني إنا أريدك مدللة .. كالأميرات ... مثل بطلات روايات الغرام ...
أريدك في قلبي تتربعين ... تتملكين نبضاته التي تهمس باسمك ...
أريدك على كرسي عاجي ... تأمرين فتطاعين ... أكون لك عبدا وأنتي ملكتي ... أسقيك كأسا قد مزجت فيه الحب و الشوق و الوله ... لعلك تحنين ...
يتنبه من خيالاته على صوت رنين هاتفه .... يرفعه إلى أذنه
: الوو
: هشام ..؟؟؟
وباستغراب كامل : شادن ...؟
: هشام أنا ..... أنا ...... اعتذر عن ما بدر مني ...فلقد أساءت الأدب معك .... أنا آسفة ...
: لا لا تعتذرين .....بل أنا من هو يجب أن يعتذر ... فانا من صنعت خلافا بلا أسباب ...
هل تعلمين لماذا ...؟
لأني بذلك اخذ كل انتباهك ... أجعلك لا تحيدين بتفكيرك عني ... اشغل بالك ... استحوذ على نظراتك ... فاتامل بذلك بحر عيناك ... الشاطئ العسلي الذي يمتزج بسواد رموشك ... ليعلن عن أيه من آيات الجمال ...
أجعلك بذلك لا تتكلمين لا معي ... تثورين وكأنك بركان يوشك على الانفجار ..ٍ.
هل تعلمين أنني أصل إلى حدود الثمالة حينما أرى تقطيبة تعلو جبينك ... وكم اغرق في أعماق الهوى حينما تلوحين بيداك في الهواء بعصبية ...
تثورين ... تغضبين ... تغادرين ... فاحزن ...
وأحس بان كوني ضاق علي ... فأسرع خلف خطواتك ...أسير خلفك بسيارتي لاطمأن لوصولك سالمة .... واهمس لك من بعيد ..
حبيبتي اعذريني .... فانا احبك ...
اعلم ما ستقولين ... حبيب غريب ... وحب اغرب ...
لكنك لا تعلمين ...كم سهرت الليالي اعد النجوم ... أراك بين الغيوم ... المح تلك الابتسامة العذبة التي طالما حلمت بها ...
ولا تعلمين أنني كتبت القصائد ... وكم ارتوت صفحاتي بالدمعات ... كلمة احبك لا تفارق أشعاري أجدها بين الكلمات ...
احبك احبك ... لا بل أعشقك ...
أنت الآن أمام حبيب مجنون ... يعشقك بجنون .... اظهر حبه لك بشكل غريب ... متهور ... معتوه
لكنه يهيم بك حبا ...
حبيبتي ... عاشقك أمامك في محكمة أنتي فيها القاضي و الجلاد ...
احكمي ... فانا بحكمك سأرضى ....
هدوء و سكون ملأ الجو .... وبعد ثواني همست ...
: هشام .... أنا احبك ...