وهنا سنعرض بعض مواقف النبي صلى الله عليه وسلم في التربية ونذكر الفوائد التربوية من هذه المواقف وذلك نقلاً عن كتاب أساليب الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة والتربية لـ ( يوسف خاطر حسن الصوري - رحمه الله ) ... فبسم الله نبدأ وبه نستعين ..
من الأساليب التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في التربية التشويق والتعليم المباشر والإحسان فهو طريق للحب والحب هو الجسر الذي يوصل المعلومات ومن الأساليب أيضاً إثارة الحماسة واستخدام السؤال كأسلوب تربوي والتربية بالمواقف والمصارحة والتفاؤل ... وغيرها الكثير والكثير ؟
من المبادئ التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرسها في نفوس أصحابه وعلى المربين الواعين الالتزام بها زرع الثقة بين المربي وتلاميذه والاهتمام بالذاتية الفردية في تربية النفس والمحافظة على مشاعر الأخوة الإسلامية الصادقة وحث المربي على تفقد أحوال تلامذته ومعايشتهم والتركيز على الجانب الإيماني وتقويته فهو أهم جوانب الشخصية الإسلامية المتميزة ولفت نظر المربي إلى تقديم الأهم فالمهم وتحديد اختصاص كل فرد في العمل والإدراك الدائم لقضية هامة وهي أن الفرد قد يعتريه الفتور والضعف وأخذ هذا الجانب بالحسبان وترك العتب فهو أسلوب عقيم في التربية والاعتراف بالحق من صفات المربي الناجح وغير ذلك الكثير ..
أول المواقف التي ذكرها المؤلف رحمه الله ..
* أعظم سورة في القرآن ..
عن أبي سعيد بن المعلىَّ رضي الله عنه قال :
كنت أصلي في المسجد , فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه . فقلت : يارسول الله , أني كنت أصلي .
فقال : ألم يقل الله " استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " . ثم قال لي :
لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن , قبل أن تخرج من المسجد , ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له :
ألم تقل : لأعلمنك سورة هي من أعظم سورة في القرآن . قال : " الحمد لله رب العالمين " هي السبع المثاني , والقرآن الذي أوتيته . ( التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح / 536 )
الفوائد التربوية :
1- طريق الفلاح والموصل للجنة هي طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم . فطاعته واجبة وأمره فيه الخير كله والسعادة لداري الدنيا والآخرة , فهو يدعونا لما يحيينا , لا يحيي الأجساد ولكنه يحيي القلوب والأرواح .
2- من صفات المربي الناجح أنه يستخدم أسلوب التشويق فهنا الرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبر ابن المعلىَّ بالفائدة التي يريد أن يخبره بها مباشرة , لكنه مهد لها بهذا الأسلوب التشويقي .
3- الأسلوب التشويقي فائدته أنه يجعل المستمع ينتبه إليك وينصت جيدا ويهتم بالأمر الذي تريد أن تطرحه , ويستعد له بعد أن يكون مشغولاً بشيءٍ آخر أو ذهنه غير صافٍ .
4- من صفات المربي الناجح التواضع لتلامذته والحنو عليهم والتودد لهم وملاطفتهم فلذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد ابن المعلىَّ .
5- صفة أخرى يجب أن يتصف بها المربي الناجح أنه يختبر تلميذه ويرى هل هو مهتم بالأمر الذي يريد أن يطرحه ؟ هل هو متفاعل معه ؟ أو يحضر معه هكذا جسداً بلا روح ؟ فلذلك لم يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يخبره بالفائدة ولكن التلميذ , ابن المعلىَّ هو الذي سأله بأدب وقال : ألم تقل لأعلمنك سورة هي من أعظم سورة في القرآن ؟.