في الطبقات الكبرى(6) قالت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم "لقد عَلِقت به - تعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - فما وجدت له مشقة حتى وضعته، فلما فصل مني، خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب، ثم وقع على الأرض معتمدا على يديه، ثم أخذ قبضة من تراب فقبضها، ورفع رأسه إلى السماء. وقال بعضهم: وقع جاثيا على ركبتيه رافعا رأسه إلى السماء، وخرج معه نور أضاءت له قصور الشام وأسواقها، حتى رأت أعناق الإبل ببصرى".
وفي رواية إسحاق بن عبد الله أنها قالت: "لما ولدته خرج مني نور أضاء له قصور الشام، فولدته نظيفا، ولدته كما يولد السخل ما به قذر، ووقع إلى الأرض وهو جالس على الأرض بيده. …"
ويقول الإمام الطبري(7): "اعلم أن آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تحدث أنها لما حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل لها إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع بالأرض فقولي: أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ثم سميه محمدا … عن عثمان بن أبي العاص قال حدثتني أمي أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك ليل ولدته – قالت: فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن علي
يقول الإمام ابن الجوزي (9): "وقال العباس بن عبد المطلب: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا فأعجب ذلك عبد المطلب وحظي عنده، وقال:" ليكونن لابني هذا شأن من شأن." فكان له شأن. وروى يزيد بن عبد الله بن وهب عن عمته أن آمنة لما وضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى عبد المطلب، فجاءه البشير وهو جالس في الحجر، فأخبره أن آمنة ولدت بذلك، وقام هو ومَن معه فدخل عليها، فأخبرته بكل ما رأت، وما قيل لها وما أمرت به، فأخذه عبد المطلب فأدخله الكعبة، وقام عندها يدعو الله ويشكر ما أعطاه.