كثيرا ما أحاول العبور ، نحو اللحظة المشتهاة ، أحاول تجاوز مرارة الوقت الممتدة في حالك القدر و فواجع الزمن ...
فالماضي لي ... و يدي مني ، و إن كانت شلاء ...
حياتي المفعمة بالجمود ، تصور لي الذي ولى في أبهى الإطارات ....
لن أنفرد بحلمي هذا المساء ، أسرده مشاعا بين الناس .
الناس للناس ...
تحجرت قلوب الناس و تخشب الإحساس .
هكذا حالهم إلى يوم الناس ، و ما أدراك ما يوم الناس ..
هذا المساء رهيب ، و النفس كئيبة و المحيط مفرط في الغرابة ...
أحاول جاهدا العودة لزمن الطفولة ، أن أنقد ما تبقى من نقاوة الجسد المثخن بالجراح . لكن الذاكرة مصرة على العناد ...
حتى الابتسامة مضغوطة بنبرات الواقع المتقوقع .
الكل متآمر و مغرق في تناقضات مشمئزة . و الإطار العام نفسه ، موغل في جزئيات تمفصلية ، تفصل الواقع عن الذات . و حيثيات تحييدية ، تخرج الوعي عن سياقه ... تؤدي بنا إلى مركزة الغاية و تمجيد الوسيلة ...
يعصرني ظلام الأفق ، و خواء الروح القاتل ، و تموجات رجع الصدى ، كأنه نقر على طبلة الفراغ السحيق ...
طنين الوقت يكسر أضلعي ، كأنه حوافر تثير نقع الحنين .
فتبدو الصورة غاية في القتامة ، و السواد لون بوجهين :
وجه في حضن البشاعة ، و آخر في حكم الأناقة ...
أنكأ الجراح بأصابع المحاولة . محاولة فهم الذي يجري و ما جرى . تخبرني العصفورة ، أن مياها آسنة عديدة ، انسابت تحت جسر الوقت ... و يتسلل السؤال حائرا وسط المتاهة : هل أزفت لحظة الانطلاقة أم أنها بداية النهاية ؟؟؟