قال حكيمٌ لابنه : يابني ,, أوصيك بعشرة أشياء فاحفظها تسلم :
لا تلاح حديداً ,, ولا تشارك غيوراً ,, ولاتساكن حسوداً ,, ولاتجاور جاهلاً ,, ولا تناهض من هو أقوى منك ,, ولاتؤاخِ مرائياً ,, ولا تكثر مجالسة النساء . ولا تصاحب بخيلاً ,, ولا تستودع سرك أحداً ,,
عسى الكربُ الذي أمسيت فيه *** يكون وراءه فرجٌ قريب
إذا المرءُ أعيتهُ المروءة يافعاً *** فمطلبها كهلاً عليه ثقيلُ
إذا كنت عن أن تحسن الصمت عاجزاً *** فأنت عن الإبلاغ في القول أعجزُ
يخوض أُناسٌ في المقال ليوجزوا *** وللصمتِ عن بعض المقالاتِ أوجزُ
سُئِلت عجوزٌ يفيضُ وجهها بشراً وجمالاً أي مواد التجميل تستعملين ؟ فقالت : أستخدم لشفتيّ الحق , ولصوتي الذكر , ولعينيّ غض البصر , وليديّ الإحسان , ولقوامي الإستقامة , ولقلبي حب الله , ولعقلي الحكمة , ولنفسي الطاعة , ولهوايَ الإيمان ,,,
اليمامة والصياد
زعموا أن يمامةً كانت آمنةً مطمئنةً في عشها بأعلى شجرةٍ مورقةٍ جميلة,, فجاء في مكانها صياد , وجعل يبحث عن طيرٍ يصيده ,, فلم يجد شيئاً ,, ولما هم بالرجوع , برزت اليمامة من عشها, وترنمت بجميل صوتها , فتوجه إليها الصياد وصادها , فلما وقعت في يده قالت لنفسها : سلامتي كانت في صمتي ولو ملكتُ منطقي لملكتُ نفسي ,,
وقيل :
يموت الفتى من عثرةٍ بلسانه *** وليس يموت المرءُ من عثرةِ الرِجلِ
قال علي بن أبي طالب :
العلم خيرٌ من المال , لأن المال تحرسه والعلم يحرسك ,, والمال تفنيه النفقة ,, والعلم يزكو على الإنفاق,, والعلم حاكم والمال محكومٌ عليه,, مات خزّانوا المال وهم أحياء ,, والعلماء باقون ما بقي الدهر ,, أعيانهم مفقودة ,, وآثارهم في القلوب موجودة ..
كان فتىً من طي يجلس إلى الأحنف وكان يعجبه فقال له :
يا فتى هل تزين نفسك بشيء ؟؟ فقال نعم .. إذا حدثت صدقت ,, وإذا حُدِثتُ استمعت ,, وإذا عاهدتُ وفيت,, وإذا وعدت أنجزت ,, وإذا أؤتمنت لم أخن ,,
فقال الأحنف : هذه المروءة حقاً ,,
أربعُ كلماتٍ صدرت عن أربعة ملوكٍ كأنما رُميت عن قوسٍ واحدة .. قال الأول : لم أندم على ما لم أقل وندمتُ على ما قلتُ مراراً ,,
وقال الثاني: أنا على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت ,,
وقال الثالث : إذا تكلمتُ بالكلمة ملكتني ,, وإذا لم أتكلم بها ملكتها ,, وقال الملك الرابع : عجيبٌ ممن يتكلم بالكلمة إن رُفِعت ضرتهُ وإن لم تُرفع لم تنفعه,,
شاهد أفلاطون ذات يومٍ شاباً ذميماً يسبُ آخر وسيماً فأمره بالكف عنه وأن يكون أكثر أدباً وتسامحاً معه ,,
وهنا سأله الذميم :
هل الأدب والتسامح وقْفٌ على بعضِ الناس دون غيرهم ؟ فأجابه أفلاطون :
كلا ولكن يجب على الإنسان أن ينظر إلى وجهِهِ في المرآة ,,
فإن وجدهُ حسناً لم يخلطه قٌبحٌ ..
وإن وجدهُ قبيحاً لم يجمع بين قبيحين ,,
مرَّ رجلٌ أشمط ٌ بامرأةٍ بارعة الحسن والجمال
فقال لها : إن كان لكِ زوجٌ فبارك الله لكِ فيه وإلا فأًعلمينا ..
فقالت له : كأنك تخطبني.
قال : نعم ..,,
قالت : إن فيَّ عيباً .. قال : وماهو ؟؟ ,,
قالت : شيبٌ في رأسي ,, فثنى عنان دابته وأدار عنقهُ مبتعداً ,,
فقالت له : على رسلك فلا والله ما بلغتُ عشرين سنةً ولا رأيت في رأسي شعرةً بيضاء ولكنني أحببتُ أن أُعلِمك أني أكرهُ منكَ مثل ما تكره مني..
يمشي الفقيرُ وكل شيءٍ ضدهُ **** والناس تغلقُ دونهُ أبوابها ,,
وتراهُ مبغوضاً وليس بمذنبٍ **** ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلابُ إذا رأت ذا ثروةٍ *** خضعت لديه وحركت أنيابها
وإذا رأت يوماً فقيراً عابراً *** نبحت عليه وكشرت أنيابها