2.2 / موقف المغاربة اتجاه النظام الاستعماري :
تزعمت أسرة الھیبة المقاومة في الجنوب والصحراء : من المعلوم أن سكان الصحراء ومنذ توقیع عقد الحمایة أعلنوا القطیعة مع المخزن
المغربي، وتجمع ھؤلاء حول أحمد الھیبة ابن الشیخ ماء العینین، إتخد أحمد من تزنیت عاصمة لھ، وفي غشت 1912 یدخل مراكش حیث تنضم
إلیھ عدة قبائل. كان ھدف احمد ھو ضرب الفرنسیین في الشاویة، لكن ضعف إمكانیاتھ العسكریة والتنظیمیة سببت في ھزیمتھ بمنطقة سیدي
بوعثمان یوم 6 شتنبر 1912 ، فاضطر أحمد إلى التراجع فاتحا بذلك الطریق أمام الفرنسیین لاحتلال مراكش.
قاومت قبائل زیان التوسع الفرنسي في الأطلس المتوسط : في الأطلس المتوسط بدأ الغزو الفرنسي مع سقوط تازة سنة 1914 ، وأستھدف
الفرنسیون من غزو الأطلس المتوسط تأمین المواصلات مع الجزائر. واجھ الفرنسیون مقاومة عنیفة قادھا موحى أوحمو الزیاني وموحى أو سعید،
وكلاھما من القبائل الزیانیة حیث اتخدا من خنیفرة مقرا لمقاومتھم بعد احتلال فرنسا لتادلة. استفادت مقاومة زیان من صعوبة التضاریس ومن
على علم بتضاریس المنطقة، وكانت لھ ثقة مطلقة في إمكانیاتھ العسكریة، وھنا HENRYS تنظیمھا وطابعھا الشعبي، ولم یكن الجنرال الفرنسي
خطأ إذ سیتعرض لھجوم كاسح في نوفمبر 1914 بمنطقة الھري قرب خنیفرة، حیث تكبد الفرنسیون خسائر فادحة في الجنود والعتاد، ووصل خبر
الھزیمة إلى باریس التي أرسلت تعزیزات كبیرة مكنت من حصار ھذه المقاومة وفرضت الدمار على القرى والأسواق... مع ذلك استمر موحى
أوحمو یقاوم حتى سنة 1921 حین استشھد والسلاح بین یدیھ.
واجھ الریفیون بعد انتصار أنوال التحالف الأسباني الفرنسي : المقاومة الریفیة كانت أكثر تنظیما، تزعمتھا أسرة الخطابي، كان أول
اصطدام للریفیین بالأسبان سنة 1921 حین وجھت أسبانیا 80 ألف من جنودھا بقیادة سلبستر الذي حاول التوغل داخل الریف الأوسط، وھناك
یتعرض لھزیمة على ید المقاومین الریفیین بزعامة محمد بن عبد الكریم الخطابي عند ھضبة أنوال في یولیوز 1921 . كان لإنتصار أنوال صدى
عالمي واسع في الدول المستعمرة؛ أما داخل أسبانیا فقد أحدث ھذا الانتصار أزمة سیاسیة واضطرت أسبانیا إلى التحالف مع فرنسا ودول أخرى
لمھاجمة الریف. یبدأ الھجوم المعاكس مع مطلع سنة 1924 حین حشدت قوات التحالف أزید من 100 ألف جندي معززین بالمدفعیة والطائرات
وحاصرت الریف مدة 3 سنوات، جربت قوات التحالف كل أنواع الأسلحة على أطفال ونساء وشیوخ الریف، لم یستطع محمد بن عبد الكریم
الخطابي وھو یرى الدمار الذي یمارسھ الغازي أن یستمر في المقاومة، ورغبة منھ في إنقاذ المدنیین یضطر إلى تسلیم نفسھ یوم 27 ماي 1926
حیث نفي خارج المغرب إلى أن توفي في فبرایر 1962 بمصر ودفن ھناك.
ساھم بعض قواد الأطلس الصغیر في تسھیل الغزو الفرنسي : في تافیلالت ودرعة سیلعب التھامي الكلاوي دورا أساسیا في تسھیل الغزو
الفرنسي، لقد استقطب قبائل المنطقة، وألفھم ضد مقاومة بلقاسم النكادي، ھذا الأخیر سیلتجأ إلى الریصاني حیث حاول تنظیم المقاومة من ھناك،
. لكن ضعفھ العسكري وتفوق فرنسا قضى على ھذه المقاومة سنة قادت قبائل آیت عطة المقاومة ضد المعمر في الأطلس الكبیر : تعرض الفرنسیون لھزیمة أثناء غزوھم لأطلس الكبیر على ید المقاوم عسو
باسلام بمنطقة بوغافر قرب جبل صاغرو في فبرایر 1933 ، في ھذه المعركة قتل عدد كبیر من الجنود الفرنسیین وضابطھم بورنازیل. أمام ھذه
. الھزیمة یلجا الجیش الفرنسي إلى حصار المنطقة والتفاوض مع عسو باسلام الذي أضطر إلى التخلي عن السلاح في مارس 1933
الخاتمة إذا كانت فرنسا مضطرة إلى خوض ھذه المعارك ضد المقاومة المسلحة قبل تحقیق الاحتلال التام للبلاد المغربیة، فإنھا من جھة ثانیة
ستواجھ بعد ھذا التاریخ 1934 مقاومة أعنف تمثلت في الحركة الوطنیة بالمدن.