كان حسن عائدا إلى البيت وحقيبته الزرقاء ملتصقة في يده ، كان لا يشعر بالتعب لأن السعادة ملأت روحه ، كان مسرورا لنجاحه ، يريد الوصول إلى البيت حتى يرتمي في أحضان والديه وسيقول لهما: أمي، أبي، لقد نجحت بالتفوق .
يقول في نفسه:سيفرحان بهذا النجاح، و سيقدمان لي الهدايا وسيقيمان إحتفالا ليس له مثيل ،لم يكن يعلم بأن البيت تهدمت أركانه من قلوب قاسية كالحجارة ، وما أن أقترب من البيت حتى تنظر عينيه التائهتين من مكان إلى آخر إلى دخان يتصاعد ويحلق إلى السماء ،اندفع إلى النافذة مسرعا ليرى من بين هذه الجدران وتلك ، العائلة الصغيرة التي تتكون من أب وأم وإبن وإبنة، حينها فتحت صفحة سوداء أمامه ، عندما نظر إليهم ، سقط على ركبتيه متألما ، صار البيت رمادا ، فتسيل الدموع من عينيه ، تتساقط على خديه وكأنها أوراق صفراء يابسة تتساقط على الأرض،
ينظر إلى والديه والدماء تحيط بهم من كل الجهات، دنا إليهم ينادي بصوت حزين :أبي.. استيقض... أمي ، أختي أرجوكما ، لقد نجحت بالتفوق ، أبي استيقض ،ستذهب معي إلى السوق لشراء الهدايا ،فاستيقظوا وارتمى في حضنهم
قائلا: الحمد لله ،أأنتم بخير ؟
قالت الأم وهي غارقة بالدماء:أجل يابني لا تخف ياعزيزي نحن بخير
قالت الأخت وهي ممتلئة بالجروح الصغيرة :تعرضنا لهجوم اسرائيلي فقصف بيتنا وأصبح الآن أشلاء
قال الأب: هيا نخرج من هذا الجحيم .
خرجوا يسيرون على أرض لم تنعم بالحياة الهادئة ولم تستطع الشمس يوما أن تشرق بالسعادة .
النهاية