youssri Admin
| موضوع: درس : تصفیة الاستعمار وبروز العالم الثالث الإثنين 09 مارس 2009, 08:06 | |
| درس: تصفیة الاستعمار وبروز العالم الثالث تمهيد :شهدت القارة الآسيوية والإفريقية حركات تحررية انتهت بتحقيق الاستقلال وتصفية الاستعمار.فماهي العوامل التي ساعدت على ذلك? وكيف ظهر مفهوم العالم الثالث وحركة عدم الانحياز ?وماهي الإجراءات المتخذة لمواجهة مشاكل العالم الثالث? I- ظروف وعوامل تصفية الاستعمار ونتائجه. 1- ساهمت مواقف الدول الكبرى في تصفية الاستعمار جاءت مواقف الدول الكبر خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي في سياق الحرب الباردة الأولى بين المعسكرين قاسمها المشترك هو رفضهما للحركة الاستعمارية الأوربية إلي قادتها بريطانيا وفرنسا في كل من آسيا وإفريقيا وباقي العالم. - فبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية رفضت استمرار الهيمنة الاستعمارية الفرنسية على الهند الصينية وطالبت بوضعها تحت الوصاية الأممية مع إعطاء شعبها الحق في اختيار نوع النظام السياسي الذي يريده في إطار حق الشعوب في تقرير مصيرها. - بالنسبة للاتحاد السوفييتي:جاء موقفه داعما للحركات التحررية ضد القوى الاستعمارية الرأسمالية وداعما للمقاومة الشعبية في الهند الصينية ضد الهيمنة الرأسمالية على شعوب المنطقة وإقامة أنظمة سياسية غير خاضعة للرأسمالية أو الميتروبول( أي الدول الاستعمارية). 2-شجعت مواقف الهيئات الدولية علىتصفية الاستعمار. *الأمم المتحدة: تبنت قرار تصفية الاستعمار سنة 1960والذي يهدف إلى وضع حد نهائي للاستعمار الأوربي في العالم بجميع أشكاله ومظاهره وأسست لهذا الغرض لجنة خاصة لتصفية الاستعمار. كما اعتبرت استعمار الشعوب واستغلالها يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة وحقوق الإنسان التي اقرها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسيةسنة1966 إضافةالى مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها بحرية ودون تدخل أي طرف خارجي. ومطالبة الدول الاستعمارية بوقف عملياتها العسكرية الموجه لقمع شعوب المستعمرات ومساعدتها على تحقيق استقلالها التام. *موقف مؤتمر باندونغ 1955: ضم الدول الحديثة العهد بالاستقلال( النواة الأولى لتشكيل حركة دول عدم الانحياز) أكد بدوره على حق الشعوب في تقرير مصيرها وفي الاستقلال واحترام حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة ورفض الميز العنصري. وبذلك شكلت القرارات الدولية سندا قانونيا دوليا وجدت فيه الشعوب المستعمرة مبررا قويا وشرعيا للمطالبة بالاستقلال خاصة وانه مدعم من طرف القوى العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي فتصاعدت الحركات التحررية في العالم خاصة في آسيا وإفريقيا كما ساعد على دلك خروج القوى الاستعمارية(فرنسا وبريطانيا) ضعيفة ومنهوكة بعد الحرب العالمية الثانية. 3-شكلت حركتي التحرير في كل من العالم الهندي والفيتنام نموذجا لتصفية الاستعمار بآسيا. *في العالم الهنديالهند- باكستان الشرقية وباكستان الغربية باكستان حاليا).ظهرت به حركة تحررية لمقاومة الاحتلال البريطاني بقيادة غاندي أو المهاتما زعيم حزب المؤتمر الوطني إلى جانب علي جناح وجواهر لآل نهرو وتميزت هده المقاومة بطابعها السلمي: العصيان المدني( عدم التعامل مع بريطانيا, مقاطعة بضائع المحتل.عدم العمل في الإدارة. استهلاك المنتوج المحلي )إضافة إلى الاضرابات والمظاهرات. وقد تمكنت هذه الحركة التحررية وبطابعها السلمي ورغم شدة قمعها من أن تنتزع وعدا بالاستقلال من بريطانيا سنة1939 والذي تحقق سنة1947 لا ان حدة الصراعات الدينية بين المسلمين والهندوس المشكلين لساكنة العالم الهندي أدت إلى تقسيمه إلى: الاتحاد الهندي ودولة الباكستان المكونة من شطرين منفصلين شرقي وغربي . *في الفيتنام. شكلت ا لفيتنام جزءا من الهند الصينية الخاضعة للاحتلال الفرنسي منذ1874 قاد حركة المقاومة بها الزعيم هو شي منه في إطار الحزب الشيوعي الفيتنامي والدي تمكن من هزم فرنسا في معركة ديان بيان فو 1954 وأرغم فرنسا على توقيع اتفاقية جنيف التي اعترفت باستقلال الفيتنام مع تقسيمها مؤقتا إلى قسمين يفصل بينهما خط عرض 17 درجة فيتنام شمالي شيوعي وفيتنام جنوبي رأسمالي بدعم أمريكي لتدخل الفيتنام مرحلة جديدة من الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تورطت مباشرة في الفيتنام منذ 1964انتهت بهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية وتوحيد القسمين من البلاد في دولة الفيتنام الموحدة1975 4- شهدت إفريقيا السوداء حركات تحررية متعددة. أدى تزايد الاستغلال الاستعماري لإفريقيا السوداء ـــ خاصة بعد انهيار الإمبراطوريات الاستعمارية في آسيا( الهند الصينية والهند)باعتبارافريقيا اكبر مصدر للمواد الأولية المعدنية والطاقية والفلاحية و تدهور أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية ومعاناتها من الميز العنصري ـــ إلى ظهور حركات تحررية قادتها الفئات الوسطى من المثقفين وتنوعت بين المقاومة السياسية السلمية والمقاومة المسلحة مستندة في نضالها إلى ميثاق الأمم المتحدة ومؤتمر باندونغ والعد الدولي لحقوق الإنسان الخاص بالحقوق المدنية والسياسية فظهرت عدة حركات تحررية كالحركة الوطنية الانغولية بقيادة باتريس لوممبا والاتحاد الإفريقي الكيني بقيادة جوموكينياتا والحزب الديمقراطي الإفريقي بزعامة هوفييت بوانيي بساحل العاج وقت انتهت هذه الحركات باستقلال الدول الإفريقية وذلك عبر مراحل امتدت مابين 1945و1975 وتأسيس كيانات سياسية مستقلة سرعان ما دخل بعضها ضد البعض الآخر في حروب أهلية غذتها مصالح القوى الاستعمارية والمعسكرين في إطار الحرب الباردة الثانية مجالها العالم الثالث, II- ظهور مفهوم العالم الثالث وحركة عدم الانحياز. 1- مفهوم العالم الثالث يرتبط مفهوم العالم الثالث بالدول المتخلفة والضعيفة اقتصاديا واجتماعيا وتقنيا وتشكل أغلبية دول العالم وأكثرها عددا سكانيا وسميت كذلك لتشابه أوضاعها مع أوضاع الهيئة الثالثة بالمجتمع الفرنسي قبل الثورة الفرنسية 1789.ومن خصائص العالم الثالث: *اجتماعيا:ارتفاع كبير في عدد السكان( انفجار ديمغرافي), انتشار الفقر.المجاعة.سوء ونقص التغذية, الأمية, الأمراض والأوبئة, الهجرة. الحروب الأهلية والنزاعات الحدودية,,,, * اقتصاديا:ضعف الامكانات الاقتصادية والاعتماد على تصدير المواد الأولية الخام وبأثمان منخفضة مقابل استيراد معظم حاجباتها من الدول المستعمرة لها سابقا في إطار التبعية الاقتصادية إضافة إلى ثقل المديونية وقد شكلت هذه الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للعالم الثالث مجالا مناسبا للصراع بين المعسكرين من اجل توسيع مناطق نفوذ هما به تجلى ذلك في أزمات الحرب الباردة الثانية للحصول على أنصار سياسيين وقواعد استراتيجية عسكرية ومصادر للمواد الأولية الخام وأسواق تجارية مهمة 2- حركة دول عدم الانحياز. شكلت مقررات المؤتمر الافرواسيوي في باندونغ1955 أرضية لتأسيس حركة عدم الانحياز في مؤتمر بلغراد1961 وركزت على معارضتها سياسة التكتل الدولي في معسكرين شرقي وغربي مع تجنب الاستقطاب الثنائي برفض الانضمام لأي منهما… ومن مبادئها: عدم السماح بإقامة قواعد عسكرية لأي دولة أجنبية فوق أراضي الدول الأعضاء – أن لاتكون طرفا في أي اتفاقية ثنائية مع الدول الكبرى – أن لاتكون عضوا في أي حلف عسكري جماعي للمعسكرين – تبنت سياسة التعايش السلمي بين مختلف النظم السياسية والاجتماعية المختلفة الرأسمالية والشيوعية معا – دعم وتأييد حركات التحرر والاستقلال الوطني- حل النزاعات بين دول ع3 ومن أهدافها: الاهتمام بقضايا العالم الثالث كالتمنية والاستعمار والميز العنصري وحماية الموارد الطبيعية مع حق الدول في التصرف الكامل بها وتحقيق التنمية به. III- المجهودات المبذولة لمواجهة مشكلات العالم الثالث. 1-تبنت دول العالم الثالث سياسات تنموية لمواجهة مشكلاتها الاقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية أمام تعدد المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الحادة التي واجهت العالم الثالث انظر العنصرII-1- تبنت بعض بلدان العالم الثالث سياسات تنموية لحل هذه المشكلات. * في الفلاحة: تم تطبيق الثورة الخضراء لحل مشكل نقص الغذاء مقابل تزايد عدد السكان وذلك بالاعتماد على تغيير ظروف الإنتاج الفلاحي بإدخال بدور جديدة للحبوب ذات نمو سريع ومردود مرتفع ومقاومة للأمراض والجفاف وتستلزم استعمالا مكثفا للأسمدة والمبيدات مما جعل تطبيقها مكلفا ماديا للدول التي نفذتها واستهدفت تحقيق اكتفائها الغذائي رغم ارتفاع تكلفته. * في الصناعة:تم تبني سياسة التنمية الصناعية في دول جنوب شرق آسيا(سانغفورة وهونغ كونغ وتايوان وكوريا الجنوبية)حيث ارتكزت على تطوير القطاع الصناعي بموازاة مع تطوير القطاع الزراعي والتركيز على سياسة تصدير المنتجات الصناعية( انظر نظرية الإوز الطائر للاسيان ) أما في أمريكا الجنوبية كالبرازيل فركزت على سياسة إحلال الواردات الصناعية محل ما كانت تستورده من منتجات صناعية بتصنيع حاجياتها بدل استيرادها لتنتقل بعد ذلك إلى تشجيع الصادرات بعد تلبية حاجيات السوق المحلي. ولمواجهة ظاهرة الانفجار الديموغرافي وظاهرة التمدين بالعالم الثالث تبنت دوله سياسة سكانية للحد من هذا النمو السكاني وتطوير مراكز حضرية ثانوية للتخفيف من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية بالمدن الكبرى.كما تم تأسيس صندوق عربي إفريقي لمساعدة الدول الإفريقية على مواجهة أسعار البترول والمساعدة على التنمية. إلا أن تفاقم مشكل مديونية العالم الثالث زادت من حدة التباين بينه وبين الدول المتقدمة وقللت من أهمية مجهودات التنمية به.بل خلق تفاوتا في النمو بين بلدانه. 2-بعض التكتلات الإقليمية لدول العالم الثالث شكلت كل من حركة عدم الانحياز ومنظمة الوحدة الافريقيةومنظمة المؤتمر الإسلامي أهم التكتلات الإقليمية بدول العالم الثالث والتي ارتكزت على مجموعة من المبادئ والأهداف لخدمة قضايا ومصالح دول العالم الثالث.: *حركة عدم الانحياز *منظمة الوحدة الإفريقية: تأسست في أديس أبابا بإثيوبيا في 25ماي 1963، *أهدافها :* تعزيز التعاون بين دول المنظمة من اجل سلامة أراضيها واستقلالها – القضاء على الاستعمار- تشجيع التعاون الدولي واحترام ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان – التنسيق في السياسة العامة للدول الأعضاء في ميادين اقتصادية واجتماعية وثقافية … * مبادؤها :عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء. – حل النزاعات بالطرق السلمية.- الالتزام بإتباع سياسة عدم الانحياز… *منظمة المؤتمر الإسلامي: تعتبر ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها (57) دولة عضوا موزعة على أربع قارات. وتعتبر المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لصون مصالحه والتعبير عنها تعزيزا للسلم والتعايش الدوليين بين مختلف شعوب العالم. وقد أنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التي عقدت في الرباط 1969ردا على جريمة إحراق المسجد الأقصى.وتم اعتماد ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي في الدورة الثالثة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية في 1972. *أهدافها:المساواة التامة بين الدول الأعضاء – احترام حق تقرير المصير وعدم التدخل في شؤون الدول الأعضاء- حل النزاعات بالطرق السلمية – تعزيز التضامن الإسلامي للدول الأعضاء… * مبادؤها :- التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية- مواجهة العنصرية والقضاء على الاستعمار بجميع أشكاله- دعم السلم والأمن الدوليين – الحفاظ على سلامة الأماكن المقدسة وتحريرها – دعم كفاح الشعب الفلسطيني ومساعدته على استرجاع أراضيه…. ورغم أهمية هذه المنظمات والتكتلات إلا أن ثقل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وحدة المشاكل السياسية التي واجهت دول العالم الثالث حدت من دور ومجهودات هده التكتلات لمواجهتها. خاتمـــــــــــة:تجمعت مجموعة من العوامل ــ اختلاف مصالح القوى العظمى الجديدة عن القوى مصالح الاستعمارية الأوربية +تنامي الوعي الوطني التحرري +مواقف الهيئات الدولية من الاستعمارــ مما ساعد الدول الآسيوية والإفريقية على تحقيق الاستقلال وتصفية الاستعمار لتجد نفسها بعد ذلك أمام معضلات(التخلف) اقتصادية واجتماعية كبرى لم تفلح جهود التمنية من مواجهتها رغم نجاحها في دول محدودة. | |
|
katie 2
| موضوع: رد: درس : تصفیة الاستعمار وبروز العالم الثالث الأربعاء 03 يونيو 2009, 13:55 | |
| | |
|