- الجائــزة
كان كثير المطالعة ، متفوقـا في كتابة الشعر .
جـرّب مرة المشاركة في جائزة عربيّة للشعر ، نال على إثرها مبلغا محترما ، سمح له بشراء محل تجاري و أشياء أخرى ...
أصبح كثير الأسفار ، متفوقـا في التعامل التجاري .
أخذت تجارته تزدهر شيئا فشيئا ...
و سرعان ما أهمل كتابة الشعر .
ثم انتهى إلى التوقف عن المطالعة قليلا ثم ... تماما.
02- فكـرة :
شعرت بخيبة أمل لأن روايتها لم تحظ كما كانت تتوقع - ساذجة - باهتمام النقاد و لا بإقبال القراء ، رغم ما بذلته من جهد و عرق و مال ، في سبيل أن تضيف شيئا جديدا للقارئ ، بأسلوب سردي سعت مخلصة أن تجمع فيه بين المتعة و الفائدة .
مرت أيام ، شهور ثم سنوات ...
ساورها قلق يشبه الخيبة ، لا أحد التفت إلى كتابها ، و لا أحد تحدث عنه .
في لحظة يأس ، اهتدت إلى فكرة أن تكتب بأسماء مستعارة بصحف و مجلات متنوعة التخصص مجموعة من المقالات النقدية و القراءات تتضمن في مجملها نقدا لاذعا لمحتوى الرواية ، تدعي فيه- تجنيـّا- أنها تتطرق بحرية مكشوفة للمحرمات في ميداني الجنس و الدين و أشياء أخرى تقتحم أسوار المحظور في مجتمعاتنا المحافظة .
فجأة ، بدأ الاهتمام بالكتاب يكبر شيئا فشيئا ، ثم لم يلبث أن أخذ منحى جديدا فقد انقسمت الصحف بين تيار مؤيد لما جاء في الكتاب و آخر معارض له .
بعضهم دخل الصراع دون أن يقرأ حرفا منه ...
في لحظة ، شعرت بانتشاء شديد لنجاح فكرتها ، و لكنها سرعان ما أحست في قرارة نفسها بخيبة أمل شديدة للراهـن الثقافي الذي آلت إليه حالة الكتاب الأيام هذه .