fulla 2
| موضوع: المنهج الاجتماعي الثلاثاء 11 يناير 2011, 09:59 | |
| المنهج الاجتماعي
إن الأدب العربي الحديث مدين للصحافة في التعريف بكثير من ظواهره وقضاياه, ونشر حواراته ونقاشاته ونزاعاته والنتيجة هدا الرصيد من المقالات التي خطها أصحابها دفاعا عن فكرة أو انتصار لمبدأ أو رد الاعتبار حتى صار للمقالة فرسانها في المشرق والمغرب ويكفي إن نذكر اسم عباس محمود العقاد , طه حسين ومحمد منضور وعلال الفاسي وعبد الكريم غلاب ومن هدا النوع في نتوقف عند نص للاستاد والأديب والناقد نبيل راغب وليس هدا المقال الدي نريد تحليلها إلا واحدا من علم غزير.فما هي ادن القضية التي يطرحها النص؟ ؟ وما هي الإشكالية التي عبر عنها؟ وما هي المرجعيات و طرق العرض التي اعتمد عليها في هدا النص؟ تتعدد المداخل التراثية للنص الإبداعي وتتنوع بتنوع شكله الأدبي وحسب تجربة المبدع وطبيعة انتمائه الأدبي ولولوج فضاء هدا النص لابد من مراعاة مجموعة من المؤشرات الخارجية والداخلية والدلالات الأولية التي من دونها يصعب إدراك الدلالة الأولى للنص وأول هده المؤشرات العنوان الذي يمدنا بمكونين المكون الأول المنهج وهو الطريق الواضح والمكشوف والمسار و الممر وبالعودة إلى النص فالمنهج عبارة عن عملية نقدية يرجع فيها الناقد إلى أيطار نقدي معين لدراسة النص الأدبي وهو وليد الثقافة الغربية والمكون الثاني الاجتماعي نسبة للاجتماع والمجتمع ويعتبر الارتباط بالظاهرة الأدبية والمحيط نقطة محورية في إدراك خصائص الخطاب النقدي عند نبيل راغب وسمات منهجه , فكيف تجلى دالك الارتباط من خلال النص ونحن أمام هدا السؤال نجد أنفسنا ملزمين بقراءة النص حيث مر المنهج الاجتماعي بثلاث مراحل أولها مرحلة التأصيل ظهرت مع مجموعة من النقاد الغربيين الدين أسسوا لبعض المبادئ والقواعد الاجتماعية في دراسة الأدب مثل مدام دي ستايل وبونلد وتقوم هده المرحلة على مفاهيم بسيطة تشير إلى العلاقة بين الأدب والمجتمع. والمرحلة الثانية هي مرحلة التطور مثلها الناقد الفرنسي تين الذي قال بالعلاقة الحتمية بين الأدب والمجتمع والمرحلة الثالثة وهي مرحلة التبلور ونجدها عند الناقد جورج لوكا تش ولوسيان غولدمان خاصة الذي أسس منهج البنيوية التكوينية التي ربطت العلاقة بين المجتمع والحقل الأدبي حيث انطلقت من خمس فرضيات الفرضية الأولى وهي العلاقة بين المجتمع والحقل الأدبي حيث تتصل بالأبنية العقلية التي ينتجها المجتمع أي المفاهيم والمقولات العقلية و الفرضية الثانية البنية العقلية هي أساس الحياة الإنسانية والاجتماعية فهي ليست نتاج فرضي وإنما جماعي والفرضية الثالثة هي علاقة محكمة بين الأبنية العقلية والمجتمع والأدب والفرضية الرابعة إن الوحدة العضوية بين الإنتاج الأدبي والمجتمع جاءت لتحل محل العلاقة الآلية التي تهيمن على المنهج الاجتماعي سابقا والفرضية الخامسة حيث ترفض البنيوية التوليدية المنظور السيكولوجي في تفسير المقولات لقت جاءت البنيوية التكوينية مع أبحاث لوصيان غولدمان تجاوزا للنضرة الآلية ولتأكيد للاستقلالية الفكرية والجمالية للنص الأدبي باعتباره لا يطابق الواقع وإنما يناظره كما تجاوز البنيوية لأنه لم ينضر إلي النص الأدبي كبنية مغلقة على ذاتها ومعزولة عن سياقاتها الخارجية وإنما اعتبره إنتاجا يتفاعل مع مرجعه الواقعي دون أن يكون هو ولدالك قامت دراسة الإبداعات عند غولدمان على مستويين مستوى الفهم أي تحليل البنية الداخلية للعمل بتفكيك عناصرها المكونة ومساءلتها من اجل الوصول إلي البنية الدالة الشاملة التي تحدد فيها الأبنية العقلية والمقولات والمفاهيم مستوى التفسير أو الشرح أي ربط العمل بالواقع الذي يؤول إليه باعتباره يمثل رؤية للعالم لدى فئة اجتماعية ما وتقوم كدالك على إدماج البني العقلية التي انطلق منها الأديب كعنصر مكون في بنية شاملة وقد تقود عملية التفسير إلي اكتشاف بنية جديدة أوسع ويمكن تصنيف معجم النص إلى مصطلحين أساسيين. مصطلح أدبي نذكر من بينه الأدب – الناقد- الأديبة – النظرية – التحليل – الشكل التخيل – الخلق – العمل الأدبي – البنيوية - الفنان- الوحدة العضوية. ومصطلح اجتماعي نذكر من بينه النظرية السوسيولوجية – ظواهر اجتماعية – رؤية للعالم والمجتمع والحياة - الوعي الجماعي ومن خلال رصد المصطلحين الأدبي والاجتماعي نلاحظ مدى هيمنت المصطلحات الاجتماعية على النص وهدا يبين مدى ربط الأدب والإبداع بالجانب الاجتماعي وكيف يحرص رواد هدا المنهج الاجتماعي على توضيح العمل الأدبي من الناحية الاجتماعية حيث جاءت المقالة تناقش وتطرح إشكالية أدبية متعلقة بالمنهج الاجتماعي وخصائصه مع رفض النقاد أصحاب المنهج البنيوية والاجتماعية للشروط السيكولوجية الخاصة بدات المبدع وقد تفرعت عنها قضايا تمثلت في العمل الأدبي الخلاف الدي يعبر عن رؤية للعالم وهدا لا يتحقق إلا ادا كان هدا العمل الأدبي خلاقا ومتوفرا على الوحدة العضوية والبنيوية تساعد على فهم هدا العمل فهما سلبيا وتمثل كدالك في الوحدة العضوية والبنيوية للعمل الأدبي وهي خاصية يتميز بها العمل الأدبي الخلاق وخاصية جمالية أيضا لهدا العمل وهي جوهر كل عمل أدبي وأخيرا تمثلت في البنية الدالة حيث إن كل نص إبداعي عند غولدمان مركب من استنتاجات دالة تفسر بنيتها معظم العناصر الجزئية والفرعية التي يواجهها الواقع وهده البنية الدالة هي جوهر هده الاستنتاجات وهي شاملة في النص حيث ابرز الكاتب كل قضية على حدة مما يعكس تعدد الأطر المرجعية والدي اغني الإشكالية المطروحة الموزعة بين علم الاجتماع الوضعي علم الاجتماع البنيوية التوليدية وعلم الاجتماع الماركسي وعلم النفس الفرويدي من خلال أبنية المقولات في التصنيفات المجردة للوعي واللاوعي بالمفهوم الفرو يدي ويمكن تصنيف هده المرجعيات إلى ما اعتمد عليه غولدمان كليا علم الاجتماع الوضعي وما عدله ثم تبناه البنيوية وعلم الاجتماع الوضعي وما رفضه إطلاقا علم النفس الفرو يدي ورغم هدا التعدد في الإطار المرجعي جاءت المقالة خاضعة للوحدة الموضوعية ودالك انطلاقا من تصميم منهجي يحكم منتظم العناصر فتميزت المقالة بوحدة الموضوع وتسلسل الأفكار والفقرات كما تبني الكاتب الأسلوب الاستنباطي انطلق فيه من العام إلى الخاص العام العلاقة بين الأديب والمجتمع والسياسة والخاص أهمية الفهم بتكتيف أدوات الربط والإحالات وبدالك ساعد إلى حد كبير المتلقي على أن يمنح النص انسجاما كاملا.
| |
|