الفلفل الحار... عدو السرطان يخفض الضغط والكوليسترول ويفيد البشرة
يتمتع الفلفل بفوائد مهمة وطعم مميز يجعلك تنجذب إليه متناسيًا مذاقه الحار الذي يلهب الفم.. فضلا عن أنواعه المختلفة وألوانه المتعددة, فمنه الأخضر الحار والرومي, والأحمر والأصفر, ولكل لون معنى ومغنى, ولكل فوائده التي أكدتها الدراسات, وشرحها أخصائيو التغذية.
ففي دراسة أميركية حديثة أكدت أن الفلفل الحار يحتوي على عدد من العناصر والمركبات تفيد بصورة كبيرة مرضى ضغط الدم المرتفع وتسهم بشكل فعال في انخفاضه. وذلك بفضل مركب "كابسيسين".
وأكد خبراء التغذية أن الفلفل ينشط كل أجهزة الجسم وخلاياه, ويستخدم في جميع أنحاء العالم كمنشط وقابض ومضاد للتشنج, وينعش الدورة الدموية, فضلا عن أنه مضاد للبكتيريا.
وقال باحثون أميركيون ويابانيون أن المادة التي تعطي الفلفل طعمه الحار قد تجعل خلايا سرطان البروستاتا تقتل نفسها, وتدفع مادة "كابسيسين" إلى انتحار 80 في المئة من خلايا سرطان البروستاتا البشرية أثناء نموها, وهذا ما أكدته التجارب على الفئران بعملية تعرف باسم "تلاشي الخلية", وإذا تعرضت للهيب الفلفل الحار فيجب الابتعاد عن الماء واستبداله بالحليب لأن الفلفل يحتوي على مادة كابسيسين الكيميائية التي تعطي المذاق الحار, والماء لا يتفاعل معها, لكن اللبن الحليب يحتوي على بروتين "كازايين" الذي يعمل على تفكيك مادة "كابسيسين" فيمنع الشعور باللهب ويحمي تجويف الفم والمريء من التقرح والالتهاب.
ألوان وفوائد
وقال الدكتور مجدي نزيه رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية, ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية: للفلفل أنواع كثيرة, منها الأخضر البارد, والأخضر الحار وله أكثر من نوع منه الرومي والأخضر الرفيع والأحمر الرفيع.
والفلفل البارد بوجه عام إيجابي لأنه يحتوي على فيتامين (أ) باعتباره لون أخضر, وفيتامين (ج) باعتباره طازجًا, وبه حديد وكالسيوم باعتباره من الخضراوات.
الكثير من الدراسات أوضحت أن تناول الفلفل الحار بجرعة محدودة يقي الجسم من سرطان القولون لأنه يعمل على تطهير القناة الهضمية, أما الإفراط فيؤدي إلى التهابها, ومن ثم قروح ثم تتحول إلى أورام, فضلا عن أنه يشكل عبئًا على الكبد.
وهناك أنواع أخرى من الفلفل وهي الجافة مثل الفلفل الأسمر والفلفل الأبيض, وهذان النوعان يتم استهلاكهما على نطاق واسع على مستوى العالم للاستفادة في تطهير القناة الهضمية أو لاكتساب النكهة. إلا أن علماء التغذية أوصوا باستخدام الفلفل الأخضر العادي أو الحار بدلا من النوعين الجافين.
وهناك ألوان أخرى من الفلفل, كل منها يحتوي على مركب وقائي معين, فالفلفل الأحمر الرومي اتخذ هذا اللون لوجود مركب "الليكوبين" وهو من المركبات المناعية الوقائية ضد سرطان الثدي لدى الإناث, والبروستاتا لدى الرجال, والفلفل الذي له لون أصفر أو برتقالي فاتح, لوجود مركب اسمه "بيتاكاروتين" وهو من المركبات التي تقي من الأمراض السرطانية بوجه عام.
ولذلك أكد علماء التغذية أنه كلما كثرت ألوان محتويات طبق السلطة, كان إيجابيًا, لكن يفضل تناول الفلفل الملون بالحجم الطبيعي غير المهجن, أي يجب الابتعاد عن ثمرة الفلفل سميكة اللحم والمرسومة بحيث تجد مظهر الثمرة متناسقًا وجذابًا لأن ذلك يعني أنها مهجنة, أي تعرضت إلى عمليات غير طبيعية في عملية الاستزراع, وهذا له سلبيات على المناعة والصحة العامة.
مقاوم للسرطان
وقال الدكتور السيد محمود حماد: أخصائي التغذية الإكلينيكية بالمعهد القومي للتغذية: الفلفل يأتي على رأس التوابل والمقبلات التي يحبها الناس في كل مكان, كما يدخل في تجهيز العديد من الأصناف والوصفات الغذائية, ويعتبر من أكثر الخضراوات التي يتم تناولها طازجة في كثير من الأحيان.
والفلفل الأخضر من الخضراوات الطازجة التي تتوافر فيها معظم الأملاح المعدنية والفيتامينات, حيث تمد كل 100 غرام منه الجسم بنحو 24 سعرا حراريا فقط. و1.2 غرام بروتين و1.5 غرام ألياف و1.4 غرام كربوهيدرات و25 ملليغرام من الصوديوم و15 ملليغراماً من الكالسيوم و25 ملليغراماً من الفسفور, ونحو 195 ملليغرامًا من البوتاسيوم, و110 ملليغرامات من فيتامين (ج) وحوالي 30 وحدة من الريتينول فيتامين (أ) وقليل من الحديد والزنك.
والفلفل الأصفر والأحمر والبرتقالي تزيد السعرات فيها إلى 34 سعراً حرارياً لكل 100 غرام, كما ترتفع نسبة الكربوهيدرات إلى 6.6 غرام لكل 100 غرام, وتقل فيها نسبة البوتاسيوم إلى 62 ملليغراماً لكل 100 غرام فقط, وكذلك تقل نسبة الكالسيوم إلى 5 ملليغرامات لكل100 غرام, كما تقل نسبة فيتامين (ج) بعض الشيئ عن الفلفل الأخضر.
ولذلك يعتبر الفلفل عموما من المصادر الجيدة لفيتامين (أ) والمصادر الممتازة جدا لفيتامين (ج) التي تجعله على رأس الخضراوات المحتوية على مضادات الأكسدة وما لها من دور كبير في مقاومة الأورام السرطانية والوقاية منها. وينصح بتناوله لما يحتويه من ألياف وعناصر غذائية معدنية مهمة جدا لصحة الإنسان كما يساعد في تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب لأنه يتدخل في خفض الكوليسترول غير الصحي ldl, بالإضافة إلى احتوائه على فيتاميني (b6) و(b9) اللذين يلعبان دورًا مهما في تقليل "الهوموسيستيين" وهو عبارة عن حمض أميني طبيعي يوجد في الخلايا والبلازما ويلعب دوراً رئيساً في تدمير شرايين الجسم. ووجد أن الفلفل الأحمر الحار "الشطة" أو "الفليفلة" كما يطلق عليه في بعض الدول العربية يُنشط خروج اللعاب والعصارات المعدية الهاضمة, ومن المعروف أن اللعاب يحتوي على إنزيمات تساعد في هضم الكربوهيدرات, بينما تحتوي الإفرازات المعدية على حامض وإنزيمات أخرى تقوم بهضم مختلف عناصر الطعام, لذلك فهو من الأنواع التي تصنف على أنها فاتحة للشهية, ويحتوي على مركبات أخرى تعمل على خفض آلام التهاب المفاصل والروماتيزم وتمنع انتشار الأوبئة وتعالج الأمراض الجلدية, شريطة عدم الإفراط في تناوله خلال الوجبات الغذائية لأنه يتسبب في أضرار كبيرة, أشهرها ظهور البواسير, ولذلك يجب تناوله باعتدال, كما ينصح بتجنب الأصناف الحريفة أثناء فترات الحمل والرضاعة وهو غير جيد لمن يعانون من الإمساك.
شعور بالدفء
ويقول الدكتور عزت خميس.. أستاذ التغذية جامعة الإسكندرية للفلفل أنواع مختلفة ولكن أفضلها "البلدي", إلا أن الإكثار من تناوله مضر جدًا, خصوصًا لمن يعانون من التهابات في القناة الهضمية أو قرح أو التهابات المعدة, أو من يعانون مشكلات في القولون أو المصابون بشرخ شرجي أو بواسير, والاستمرار في تناوله قد يؤدي إلى التهاب الغشاء المخاطي لجدران المعدة, فيؤدي إلى حدوث القرحة.
والفلفل يعمل كفاتح للشهية ويساعد على الوقاية من نزلات البرد, فضلا عن فوائد أخرى تنتج عن احتوائه على الألياف الغذائية.
والمادة الفعالة التي توجد في الفلفل الأحمر "الشطة" ترفع التمثيل الغذائي القاعدي للإنسان وبالتالي شعوره بالدفء, والدليل على ذلك يظهر جليًا عند تناول طعام به شطة فإن الشخص يشعر بحرارة داخل جسمه وتصبب العرق, ولكنا نؤكد على ضرورة الاعتدال وعدم التفريط.