اكتسى الربيع بألوانه الزاهية في صباح دافئ مشرق ، استيقظ أحمد من النوم ، غسل وجهه من الجزيئات الدهنية الملتصقة في خديه الهزيلتين ، خرج من البيت متجها إلى عالم المعرفة ،يتباهى بمنظره الأنيق ومركبته الزرقاء وكأنها سماءا جميلة ، وصل إلى المدرسة ، الطلاب أمامه بأشكال وألوان مختلفة ، ينظرون إلى لوحة ممتلئة بأوراق بيضاء والأسماء السوداء فيها سعداء بالنجاح والتخرج ،الكثير في فرح وسعادة والقليل في بكاء دائم حيث أسمائهم غائبة عن الوجود ، عندما وجد أحمد معدله التراكمي60 % ،حينها سقط على الأرض متألما وكأن تيارا كهربائي لدغه صعقة مؤلمة ، دنا إليه صديقه سلمان قائلا:
- إهدأ يا أحمد ،
أحمد بنبرة حزينة:
- ماذا سأفعل بهذه النتيجة ؟ ماذا سأقول لأمي و أبي ؟
سلمان:
- لا تحزن ياصديقي ، هيا نذهب لنحتسي القهوة معا ،
أحمد : أتركني ، دعني وشأني ، بسببك أنت حصل هذا ، لو كنا ندرس جيدا لحصلنا على أعلى المستويات ، بدلا من قضاء الأوقات كلها في اللعب معك ، أذهب بعيدا عني لا أريدك .
سلمان : حسنا سأذهب ، أنت مزاجك الآن ليس على مايرام سأتحدث معك لاحقا ،
نهض أحمد سريعا وضربه ،فأجتمعوا الطلاب في هذا المكان وأخذوه بعيدا عنه ، مع إنه لم يكن يريد إفلاته من يديه ،
خرج من المدرسة يبحث عن مكان يمكث فيه ، لا يريد العودة إلى البيت ،هنا بين الأزهار والثمار بألوانها السحرية والأرض الخضراء التي لم تكن يوما عطشى للماء الذي يجري بين أغصان الأشجار والثمار ،
يبحث أحمد في الأنترنيت من(اللاب توب ) عن شروط الإلتحاق بالدراسة الجامعية ،لعله يتمسك بخيط من خيوط الأمل ، حيث يريد جامعة بها شروط يسهل عليه الدخول في عالمها الخاص ، عيناه الزرقاء تترصد نجمة ، نجمة في سماء الأنترنيت ، أنفاسه بدأت تمر في عاصفة الخوف من سقوط كل الخيوط من يديه فلا يبقى سوى غروب شمس الأمل ،
يرى هاتفه المتنقل يعزف ألحان سوداء ، تحدث مع والده قائلا: أنا آسف ياأبي لم أكن في حسن ظنك .
الأب:ما هذا يا أحمد؟ هل هذا إجتهادك ، أخبرني ؟ لقد كنت أنصحك وكذلك أمك ، ماذا سيفيد الأسف والندم الآن؟
لقد خاب أملي بك ، إسمع لا أريدك أن تعود إلى البيت أفهمت؟
أحمد: ولكن ياأبي ،،، فقاطعه الأب : إذهب إلى أي مكان آخر أو سافر وأكمل دراستك بالخارج ، لا أريدك أن تأتي إلى البيت إلا والمستقبل بين يديك .....