باكراً :
كنت أعتقد أنني قد تأخرت ..
ولكن عندما تلفتت إلى الوراء , وجدت طابوراً من الناس المتأخرين , فأحسست أنني قد وصلت باكراً ..
ذبابة
كانت تطن في أذني , تعبث بأعصابي ,
فتحت لها النافذة ... فطارت مسرعة إلى الخارج , ....
سخرت في نفسي من غرابة الحياة ...
حتى الذبابة التي يعتبرها الناس من أحقر الحشرات , تحب الحرية !..
قال طفلهم
قال لها زاعقاً : مادية , وصولية ... عنيدة ...
قالت له : متخاذل , وضيع ... سفيه ...
قال طفلهما : وأنا ؟ ! ... ماذا أكون ؟؟ ..
سكرات
وهو على مشارف واحة .. تهاوى كشجرة فارعة امتدت لها يد الغدر ..متشبتا بالوجود ، استنفر أظافره قابضا على الرمل الحارق .. تلمس جسما .. كانت بوصلة .. ناقما قال:
ــ هيا راقبي إلى أي اتجاه سوف تصعد روحي ؟
حلم يكرر نفسه
من عادته أن لا يحلم كثيرا ،لذلك أدمن على السهر هروبا من الكوابيس.
حجة النوم كانت أقوى،فاستسلم لها مرغما...
رأى في المنام حبيبته تصارع موج البحر المتلاطم من كل الجهات...خندق سحيق يمنعه من احتضان الماء لإنقاذها .صوتها يصطدم بصوت النوارس ،ليغدو نشيدا للموت القريب.
يتحول الخندق إلى صحراء قاحلة ثم إلى أدغال متشابكة ،تغيب صورتها فجأة عن عينيه ،يصرخ عاليا يناديها...
تمتد يد حنون لتتلقف صراخه ،يفتح عينيه على وجه أمه ،وتلتقط أذناه أصوات العمال الآتية من الخارج تردد شعارات عيد الشغل ...