إن عملية التدخين عملية يتم فيها حرق لمادة، غالباً ما تكون التبغ، ومن هنا فإنه يتم تذوق الدخان أو استنشاقه. كما وتتم هذه العملية باعتبارها المقام الأول في الممارسة للترويح عن النفس وذلك عن طريق استخدام المخدر .
إن ما يصدر عن هذا الاحتراق هو مادة ذات فعالية مخدرة مثل النيكوتين فهذا ما يجعلها متاحة للامتصاص من خلال الرئة. وفي عالمنا تعتبر السجائر من أكثر الوسائل شيوعاً للتدخين في عصرنا ووقتنا الراهن. من حيث صناعة السجائر يدوياً أو صناعياً وذلك من التبغ السائب وورق لف السجائر .
هناك وسائل كثيرة للتدخين كالغليوه، والسيجار والشيشة والبونج" والغليون المائي.
إنّ للتدخين الكثير من الأضرار الصحية التي باتت تهدد الجسم بالموت وعلى سبيل المثال و ليس الحصر.
- سرطان الرئة وتظهر بنسبة 70% لدى المدخّنين أكثر من غيرهم .
- سرطان الحنجرة ويظهر بنسبة 10 % لدى المدخنين أكثر من غيرهم .
- الإمراض القلبية المختلفة
- ارتفاع الضغط الدموي وتسارع في نبضات القلب أكثر من المعتاد
- الزيادة في نسبة الكولسترول في الدم .
- الرائحة الكريهة المنبعثة من الفم وتسوس الأسنان
- التهاب اللثة .
- سرطان الشفة
– سرطان اللسان .
- فقدان الشهية للطعام
- الأرق والتعب
- التهاب القرحة المعدية .
- تأثير خطير على الأعصاب حيث يعتبر التدخين سم الأعصاب .
- تأثيره على الحواس الخمس
- يضعف القدرة الجنسية لدى الجنسين .
- يؤثرعلى الجهاز العصبي مما يضعف الذاكرة .
- الصدعات المتكررة المزمنة .
- تأثيره على الجنين والمرأة الحامل .
حكم التدخين في الاسلام
سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين _ رحمهُ الله تعالى _ عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية السابق ، هذا السؤال :
أرجو من سماحتكم بيان حكم شرب الدخان والشيشة مع ذكر الأدلة على ذلك ؟
الجواب :
شرب الدخان محرّم وكذلك الشيشة ، والدليل على ذلك قولهُ _ تعالى _ { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً } ( سورة النساء ، الآية 29).
وقولهُ تعالى _:{ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } ( سورة البقرة ، الآية 195) .
وقد ثبت في الطب أن تناول هذه الأشياء مضرا ٌ، وإذا كان مضراً كان حراماً ، ودليل آخر
قولهُ _ تعالى _ { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما } ( سورة النساء ، الآية 5 ) .
فنهى عن إتيان السفهاء أموالنا ، لأنهم يبذرونها ويفسدونها ولا ريب أن بذل الأموال في شراء الدخان والشيشة أنهُ تبذير وإفساد لها ، فيكون منهيّا عنه بدلالة هذه الآية ومن السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال ، وبذل الأموال في هذه المشروبات ( الشيشة والسجائر ) من إضاعة المال .
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا ضرر ولا ضرار )) وتناول هذه الأشياء موجب للضرر ولأن هذه الأشياء توجب للإنسان أن يتعلق بها فإذا فقدها ضاق صدره وضاقت عليه الدنيا فأدخل على نفسه أشياء هو في غنى عنها.
فتوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز - رحمه اللّه - :
الحمد للّه وحده والصلاة والسلام على رسول اللّه وعلى آله وصحبه أما بعد . .
فقد سألني بعض عن حكم شرب الدخان ومن يتجاهر بشربه ، وذكر أن البلوى
قد عمت بهذا الصنف من الناس .
والجواب : قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعا ، وذلك
لما اشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة ، واللّه سبحانه لم يُبِح لعباده من المطاعم والمشارب
إلا ما كان طيبا نافعا ، أما ما كان ضارا لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيرا لعقولهم فإن
اللّه سبحانه قد حرمه عليهم .
وهو عزَّ وجلَّ أرحم بهم من أنفسهم ، وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره ، فلا
يحرم شيئا عبثا ولا يخلق شيئا باطلا ولا يأمر بشيء ليس للعباد فيه فائدة ؛ لأنه سبحانه
أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين وهو العالم بما يصلح العباد وينفعهم في العاجل والآجل .
كما قال سبحانه : { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } .
وقال عز وجل : { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا } ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان قوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
في سورة المائدة : { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ } ، وقال في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
{ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ(
فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا الطيبات
وهي : الأطعمة والأشربة النافعة ، أما الأطعمة والأشربة الضارة كالمسكرات
والمخدرات وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو البدن أو العقل فهي من الخبائث
المحرمة ، وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين بالدخان وأضراره أن الدخان من المشارب
الضارة ضررا كبيرا ، وذكروا أنه سبب لكثير من الأمراض كالسرطان وموت السكتة
وغير ذلك ، فما كان بهذه المثابة فلا شك في تحريمه ووجوب الحذر منه ، فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يشربه.
فقد قال اللّه تعالى في كتابه المبين :
{ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ } ،
وقال عز وجل : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } .
والله أعلم وأعلم
الأربعاء 30 يناير 2013, 02:59 من طرف youssri